منتدى القفطان المغربي
قصص واقعية...عدالة السماء. Ezlb9t10
منتدى القفطان المغربي
قصص واقعية...عدالة السماء. Ezlb9t10
منتدى القفطان المغربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى القفطان المغربي

اهلا وسهلا بكـٍ يا فى
https://caftandumaroc.forummaroc.net اخر زياره لكـ كانت فى
الأربعاء ديسمبر 31, 1969
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصص واقعية...عدالة السماء.

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د.بشرى
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
د.بشرى


sms sms : لا تنس ذكر الله.
الجنس : انثى
الثور
عدد المساهمات : 39326
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص.
المزاج : هادئة جدا.

قصص واقعية...عدالة السماء. Empty
مُساهمةموضوع: قصص واقعية...عدالة السماء.   قصص واقعية...عدالة السماء. Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 6:24 am


قصص واقعية...عدالة السماء. Img_1314405051_797

عزيزاتي لقد تم إقتباس هذه القصص من كتاب
( عدالة السماء )
لمؤلفه اللواء الركن محمود شيت خطاب
الطبعة الثالثة 1974م 1394هـ.

{ القصة الأولى }
(( دقة بدقة وإن زدت زاد السقاء ))

كان تاجراً كبيرا ، وكانت تجارته بين العراق وسورية :

يبيع الحبوب في سورية ، ويستورد منها الصابون والأقمشة .
وكان رجلاً مستقيما في خلقه ، قوي التدين ، يزكي ماله ويغدق على الفقراء
مما أفاء الله به عليه من خير .
وكان يقضي حاجات الناس ، لايكاد يرد سائلاً ، وكان يقول :
(( زكاة المال من المال وزكاة الجاه قضاء الحاجات )) .
وكان يعود مرضى محلته ويتفقدهم كل يوم تقريبا ، وكان يصلي المغرب والعشاء
في مسجدا قرب داره ن فلا يتخلف عن الصلاة أحد من جيرانه الإ ويسأل عنه ،
فإذا كان مريضاً عاده ، وإذا كان محتاجا إلى المال أعطاه من ماله ،
وإذا كان مسافراً خلفه في عياله .
وكان له ولدُ وابنة واحدة ، بلغا عمر الشباب .
وفي يوم من الأيام ، سأل ولده الوحيد أن يسافر الى سورية بتجارته قائلاً له:
(( لقد كبرت ياولدي ، فلا أقوى على السفر. وقد أصبحت رجلاً والحمد لله
فسافر على بركة الله مع قافلة الحبوب الى حلب فبع مامعك ، وأشتر بها صابوناً
وقماشا ثم عد الينا ، ولكنني أوصيك بتقوى الله ، وأطلب منك أن تحافظ
على شرف أختك )).
وكان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى ، يوم لم يكن حينئذ قطارات ولا سيارات...

وسافر الشاب بتجارة أبيه من مرحلة إلى مرحلة:
يسهر على إدارت القافلة ، ويحرص على حماية ماله ، ويقوم على شـؤون رجاله .
وفي حلب الشهباء ، باع حبوبه ، واشترى بثمنهامن صابونها الممتاز وقماشها الفاخر،
ثم تجهز للعودة أدراجه إلى الموصل الحدباء .
وفي يوما من الأيام قبيل عودته من حلب ، رأى شابة جميلة تخطر بغلالة من اللاذ
في طريق مقفر بعد غروب الشمس ، أختطف منها قبلة ثم هرب على وجهه
وهربت الفتاة . وما كاد يستقر به المقام في مستقره إلا وأخذ يؤنب نفسه
وندم على فعلته ولا ساعة مندم .
وكتـم أمره عن أصحابه ، ولم يبح بسره لأحد ، وبعد أيام عاد إلى بلده .
وكان والده الشيخ في غرفته يطل منها على حوش الدار، حين طرق الباب السٌقاء ،

فهرعت إبنته الى الباب تفتحه له ، وحمل السقاء قربته وصبها في اُلحب ،
وأخت الفتى تنتظره على الباب لتغلقه بعد مغادرة السقاء الدار .
وعاد السقاء بقربته الفارغة ، فلما مر بالفتاة قبلها ، ثم هرب لايلوي على شىء .
ولمح أبوها من نافذة غـرفته ماحدث ، فردد من صميم قلبه :
(( لاحول ولا قـوة الا بالله )).
ولم يقل الأب شيئاً ، ولم تقل الفتاة شيئاً .
وعاد السقاء في اليوم الثاني إلى دار الرجل كالمعتاد ، وكان مطأطىء الرأس خجلاُ ،
وفتحت له الفتاة الباب ،ولكنه لم يعد الى فعلته مرة أخرى .
لقد كان السقاء يزود الدار بالماء منذ سنين ، كما كان يزود دور المحلة كلها بالماء ،
ولم يكن في يوم من الأيام موضع ريبة ، ولم يحدث له أن ينظر إلى محارم الناس
نظرة سوء ،وكان في العقد الخامس من عمرة وقد ولٌى عنه عهد الشباب
وما قد يصحبه من تهـور وطيش وغـرور ..

وقدم الفتى الموصل ، موفور الصحة ، وافر المال .
ولم يفرح والده بالصحة ولا بالمال ، لم يسأل ولده عن تجارته ولا عن سفره ،
ولا عن أصحابه التجار في حلب .
لقد سأل ولده أول ماسأله : ماذا فعلت منذ غادرت الموصل إلى أن عدت اليها ؟
وابتدأ الفتى يسرد قصة تجارته ، فقاطعه أبوه متسائلا :
(( هل قبلت فتاة، ومن متى وأين )) فسقط في يد الشاب ، ثم أنكر ..
واحمرُ وجه الفتى وتلعثم ، وأطرق برأسه إلى الأرض في صمت مطبق كأنه صخرة
من صخور الجبال لايتحرك ولا يريـم .
وكان الصمت فترة قصيرة من عمر الزمن ، ولكنه كان كأنه الدهر .
وأخيراً قال له أبوه : لقد أوصيتك أن تصون عرض أختك في سفرك ، ولكنك لم تفعل .
وقص عليه قصة أخته وكيف قبلها السقاء ، فلا بد ان تلك بتلك القبلة وفاء لدين عليك ..
وانهار الفتى ، واعترف بالحقيقة .
وقال له أبوه مشفقا عليه وعلى أخته وعلى نفسه :
(( أنني لم أكشف ذيلي في حرام ، وكنت أصون عرضي حين كنت أصون اعراض الناس )) ولا أذكر أن لي خيانة في عرض أو سقطة من فاحشة ،
أرجو ألا اكون مدينا لله بشيء من ذلك .
وحين قبل السقاء أختك تيقنت أنك قبلت فتاة ما ، فأدت أختك عنك دينك ،

لقد كانت دقة بدقة ، وإن زدت زاد السقاء !!.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.بشرى
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
د.بشرى


sms sms : لا تنس ذكر الله.
الجنس : انثى
الثور
عدد المساهمات : 39326
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص.
المزاج : هادئة جدا.

قصص واقعية...عدالة السماء. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص واقعية...عدالة السماء.   قصص واقعية...عدالة السماء. Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 6:28 am

انتظروني هذا المساء بحول الله لأكمل لكن باقي القصص الجميلة والمعبرة.

باقة ورد لكن حبايبي .

قصص واقعية...عدالة السماء. 28100
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.بشرى
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
د.بشرى


sms sms : لا تنس ذكر الله.
الجنس : انثى
الثور
عدد المساهمات : 39326
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص.
المزاج : هادئة جدا.

قصص واقعية...عدالة السماء. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص واقعية...عدالة السماء.   قصص واقعية...عدالة السماء. Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 11:07 am

من تعقب عـورات الناس ، تعقب الله عـورته .
ومن تعقب الله عـورته ، فضحه ولو كان في جوف رحــم .
ومن كان يحرص على عـرضه ، فليحـرص على أعـراض الناس ..
ومن أراد أن يهتك عـرضه ، فليهتك أعـراض الناس ..
لـذة ساعة غصة إلى قيام الساعة..
وكل دين لابد له من وفـاء .
ودين الأعـراض وفـاؤه بالأعـراض ..
والمرء يهتـك عـرضة ، حين يهتك أعـراض الناس .
والذين يفرحون باللـذة الحـرام قليلاً ، سيبكون على ماجنت أيديهم كثيرا .
والذين يخنون حـرمات الناس ، يخنون حـرماتهم أولا .
ولكنهم غافـلـون عن أمرهم ، لأنهم آخـر من يعلمون ..
ولوعلمو الحق ، لتـواروا عن البشر خجلا وعـارا ..
( إن ربك لبالمرصاد ، وإنه أعـدل العادلين ).


هذه القصة تم تداولها بعدة روايات...


دقة بدقة ولو زدنا لزاد السقا.

تذكر كتب العلم قصة من عالم الواقع عن رجل كان يعمل صائغا ,,.,
و كان رجلا عفيفا ,., لم تمتد يده يوما الى امرأة لم تحل له طول حياته ,., و لم يرفع بصره الى امرأة لا تحل له ,.,
و في يوم من الأيام ,.,
جاءته امرأة طاهرة شريفة ,.,, تعرف بأنه طاهر و شريف ,., و طلبت منه أن يصنع لها اسورة من ذهب ,., و مدت يدها لأخذ المقاس ,., و هي واثقة أن الرجل كما علمته و عهدته عفيفا و أمينا ,.,
و لكن الشيطان نزغه حينما مدت يدها ,., فغمزها في يدها غمزة مريبة ,,., أحست منها بالخيانة ,., فسحبت يدها ,., و تفلت في وجهه ,.,
و قالت : قاتلك الله ,., كنا نظنك طاهرا و عفيفا ,.,
ثم خرجت و تركته ,.,
و بعد أن خرجت المرأة ,., لام الرجل نفسه و عاتبها على هذا الفعل ,., و عاد الى بيته حزينا مهموما ,.,
فلما دخل الى بيته ,.,
وجد امرأته في غاية القلق و الاضطراب و هي تبكي ,.,
قال لها : ما الذي حدث ,,
قالت : حدث شئ هذا اليوم ,., لم يحدث من قبل ,.,
قال لها : و ما الذي حدث ؟؟؟؟

قالت : السقا الرجل الذي نأمنه و نثق فيه ,., و يدخل بيتنا و يصب لنا من الماء من عشرات السنين ,., ما رفع بصره يوما من الأيام الي , و في هذا اليوم نقض عهده ,., و قام بايصال الماء ,., و في طريقه و هو ينزل ,., مر بي و غمزني في يدي ,.,
فقال الرجل :
دقة بدقة و لو زدنا زاد السقا.

تتمة....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.بشرى
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
د.بشرى


sms sms : لا تنس ذكر الله.
الجنس : انثى
الثور
عدد المساهمات : 39326
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص.
المزاج : هادئة جدا.

قصص واقعية...عدالة السماء. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص واقعية...عدالة السماء.   قصص واقعية...عدالة السماء. Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 11:19 am

*** القصة الثانية ***
________________

هي أيضا قصة عن عدالة السماء.


ـ 1 ـ

كان متنفذا في قرية من قرى شمال العراق ، وكان يعيش برغد في قريته
الجميلة الرابضة على سفح جبل عال تكلل هامته الثلوج صيفا وشتاء .

وكانت تلك القرية محاطة بالبساتين التي تمتد بعيدا إلى أميال وأميال وهي تؤتي
أكلها مرتين وكانت العيون فيها كثيرة باردة الماء وحلوة الذاق غريزة الأمواه.

كانت تلك القرية جنة من جنات الله في أرضه : الثمر كثير ، والماء غزير ، والمناظر خلابة ، والخضرة تشيع في كل مكان !

ـ 2 ـ

وتزوجت ( سعاد ) ابن عمها ،

وكانت رائعة الجمال ، وكان جمالها حديث القرية وحديث القرى المجاورة ، وكانت تخطر
في ثوبها الأحمر عادية رائحة ، فتنافس ورود القرية جمالاً ، وتنافس أشجارها قداً وأعتدالاً .

وكان ذلك الرجل المتنفذ يراها رائحة إلى العين الكبيرة مع لداتها تحمل الماء على كتفها
، ويراها غادية إلى دارها تحمل الماء العذب الزلال ، وكان يراها عاملة في الحقل مع زوجها جانية للثمر ، فيزداد حبه لها مع الأيام عمقا ورسوخاُ .

وراودها ذات يوم عن نفسها فاستعصمت ، وهددها فصمدت ولكنها لم تذكر سرها لزوجها
ولا لأهلها خوفا من الفضيحة وخشية سطـوة غـريمها الذي يحسب له أهل قريته الف حساب .

ـ 3 ـ

وبيت الرجل في نفسه أمراً ، وصمم على تنفيذه ...
كان زوجها يحصد زرعه أواخر أيام الربيع ، وكان عمله قد استغرق عليه يومه كله ،
وكان زرعه قد بقي منه شطر قليل فتحامل على نفسه وحملها فوق ماتطيق ،
ودأب يحصد بعد حلول الظلام .


وكانت زوجته في الدار تهيء له الطعام ، وكان قد أرسلها إلى الدار مساءا ليلحق
بها بعـد قليل ، وكانت معـه النهار كله تعـاونه في الحصاد ، وتحمل ما يحصده إلى
ساحة مجاورة لمزرعتـه فأشفق عليها بعـد تعـب طـويل ، وأشفقت عليه بعد جهد جهيد .
وكانت تنتظـره متلهـفـة للقائـه ، وكان يسرع في عمله متلهفا للقائها ، وكان
طعامها جاهزاً ، فوقفت بالقرب من باب الـدار ترقب طـريق عـودته .
وكان الرجل العاشق يترصد زوجها وراء صخـرة عـاتية ، فلما رآه وحيدا بعد ساعة
من غـروب الشمس ، صوب بندقيته وأطـلـق النار عليه فـارداه قتيلاً ... ثم تسلل
إلى القـرية مستورا بظلام الليل البهيـم .

وطـال انتظار الـزوجـة ، فقصدت أهـلـهـا وأخـبرتهـم بـأمـره ، فـلما ذهب اخوتها إلى
المزرعة ، وجـدوه جثة هامدة وقـد نزف دمه فغاص في بركة من الدماء .

ـ 4 ـ

وكما كان يملأ الـدار انشراحا وفـرحـا حين كان حـيـا ً ،
فقد ملأها حزنا وترحا بعد أن أصبح ميتاً .
واتشحت أرملته بالسواد ، وأصبحت أيامها أشد سواداً من ثيابها ، ودأبت على التطلع
إلى سير التحقيق عن مقتل زوجها .

وآهتم رجال الأمن بالحادث ، وآهتم المحققون بالحادث أيضاً ، وتضخمت الملفٌات
وكثر السؤال والجواب وأخيراً غُلقت القضية ، بعد أن توجت تلك الملفات بالعباراة المألوفة :
(( الجاني مجهول الهوية ، ولم تعرف هويته على الرغم من التحقيق الدقيق )).

وكهذا نجحت العملية .. ومات المريض كما يقول بعض الأطباء !!
والحق أن هذه القضية بالذات ، كانت قضية صعبة جداً : القتيل ليس له عدو ، وأهله
لايشتبهة بأحـد ، وحـادث القتل جـرى في جنح الظـلام والقاتل لم يترك أثراً لجريمته ، والجثة اكتشفت بعـد ساعات من مـوتها .. ومكان حادث القـتـل بعيـد عن القـريـة ..
وكان الناس يظنون أن القاتل نجا من العـقـاب إلى الأبـد ، ولكن الله كان له
بالمرصاد ، ويقـدر الناس ، ويقـدر الله ، ويد الله فـوق أيديهـم .

ـ 5 ـ

بعـد شهور من مقـتـل زوجها ، تنافس عليها المتنافسون يطلبون يـدهـا وكان من
بين المتنافسين عليها ذلك الرجل المتنفذ في قريتها .
وبذل الرجل المتنفـذ جهداً من الجهد ومالاً من المال ، وسعى سعياً حثيثاً بالحسنى تارة
وبالتهديد أخرى ، حتى استطاع التغـلب على خصومه ، فزفت إليه حبيبته ، وأصبح محسوداً
عليها يتربص به حاسـدوه الدوائر .
ومضت الأعـوام ثقيلة الخطى على قلب الحسناء التي لم تنس ابن عمها زوجها الأول
في يوم من الأيام . وعلى ثراء زوجـها الجديد ، ونفـوذه ، وماكان يغـدق عـليها من حب
ورعاية ، كل ذلك لاينسيها أيام ابن عمها بما فيها من آلم وآمال ، وجهد ومشقة .
وكانت عـلاقتها بزوجها الجـديد عـلاقـة لباس وثريد ، وكانت علاقتها بزوجـها الأول علاقة
دم وروح ، وكل مال الدنيا وكل ثرائها لايساوي لمحة من علاقة الروح والـدم بالـدم .
كان حباً من جهة واحدة مع الزوج الجديد ، وكان حباً من جهتين مع زوجها الراحل ، فكانت
أيامها مع الجـديد أعـواماً ، وكانت مع الأول لحـظـات ..!

ـ 6 ـ

وقصد الـزوج الجـديد صديقاً له في قرية مجاورة ، وأصر الصديق على إكرام ضيفه ، ومضت الساعات لإعداد الطعام ، حتى إذا مٌدت الأطعمة وأقبل عليها الحاضرون ، كان قـد مضى الشطـر الأول من الليل .
وعـاد الـزوج الى قـريته في الهزيع الأول من الليل ، وفي طريق عودته بين منعطفات الـواديان وسفـوح الجبال ، سـمع إطـلاق النار وسمع أصـوات اسـتغـاثـات وحشـرجـة محتضر.

وسُقـط في يـده ، فسحـب مسدسه ليـدافع عـن نفسه وأطلق منه بضع عيارات نارية ،
وركن إلى حفـرة وراء صخـرة ضخمة ينتظـر انجـلاء الغـمة وتوقف صوت الرصاص .
وأقبل الناس من القـرى المجـاورة ومعهم رجـال الأمن والشرطة ، فوجـدوا الرجل فوق جثة
هـامـدة وثيابة ملطخـة بالـدمـاء ومسدسه بيـده .

وقـاده رجال الأمن متهما بالقتل والسلب ، وكانت كل القرائن تدل على أنه هو القاتل : لا أحـد في المنطقة غـيرة ، وقـد وجـد في الحفـرة التي وجـد فيها المقتـول ، وثـيابه ملطخـة بدمـاء القتيـل ، والإطـلاقـات التي خرجت من مسدسه هي من نوع الإطلاقات التي استقرت في الجسد الهامد حسب تقرير الطبيب العدلي !!.
ولـم يفده دفاعه أثناء محاكمته ، بأنه كان عابر سبيل ، وبأنه لجأ إلى الحفرة خوفا من الـرصاص المنهمر عليه ، وأنه أطلق النار دفـاعاً عن نفسه وتخويفـا للآخرين ، ومن الصدف أنه استقر في حفرة القتيل نفسها .
والعجيب في الأمر ، أن تلك الحفرة التي لجأ اليها في هذا الحادث ، كانت الحفرة نفسها التي
كمن فيها لأغتيال الزوج الشهيد!!!.

ـ 7 ـ

وأنطلقـت المحكمة الكبرى بالحكـم عليه بالإعـدام شنقا حتى المـوت ، وصدقت محكمة التمييز هـذا القـرار ، واستكملت الـدعـوى شكليتها الرتيبة بعد ذلك .
وجاء يوم تنفيذ حكم الإعدام به ، وحضر، وحضر أهله وزوجته لتوديعه الوداع الأخير ..
وسأل الرجل أيخلتي بزوجته لحظة من الزمان ، فأسر اليها بشيء وانهمرت من عينه
الـدموع ، على حين وقـفـت زوجـته جـامـدة كالتمثـال لاتتكلـم ولا تنـوح ..
جاء السجًـان ليطـلـب إلى أهـلـه وزوجتـه مغـادرة السجن ، فـتركوا الـرجل إلى مصيره
المحتوم . ولم تتكلم الزوجة، وكان سكوتها أبلغ من كل كلام .
وحين جـاءوا بالرجـل إلى قريته بعد تنفيذ حكم الأعدام به ليوارى في التراب إلى الأبد ، كانت زوجته هي الوحيـدة من بين لـم تتشح بالسواد حـداداً عـليه ..
وعادت الـزوجـة إلى أهـلها ومعها أولادهـا ، رافضة البقاء في دار أهله . رغم الإلحاح والإغـراء ..
وجاء أبوه يوماً طالباً استعادة أولاد ابنه اليه ، فلما ألح عليها وألحف همست في أذنه :
(( إن ابنك هو قاتل زوجي الأول ..! لقد قال لي حين اختلى
بي في زنزانته على مرأى منك ومن أهـله : أرجو عفوك ، فقد قتلت زوجـك الأول من
أجـلك لكي تكوني لي وحـدي ، ولـم أقـتل الرجل الذي حُكمت من أجله
بالموت ، ولكن الله كان بالمرصاد ، فـانتـقـم مني لـزوجـك بعـد حين )).

وسكت الوالد ، وسكتت الزوجة ،
ونطق القدر :
(( بشر القاتل بالقتـل... )).

تم نقلها من كتاب عدالة السماء
قصص هادفة من الواقع
لمؤلفه اللواءُ الركنُ محمود شيت خطاب.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.بشرى
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
د.بشرى


sms sms : لا تنس ذكر الله.
الجنس : انثى
الثور
عدد المساهمات : 39326
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص.
المزاج : هادئة جدا.

قصص واقعية...عدالة السماء. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص واقعية...عدالة السماء.   قصص واقعية...عدالة السماء. Emptyالأحد أكتوبر 23, 2011 12:22 pm

*** القصة الثالثة***
_______________


ـ 1 ـ

كان رجلاً معدماً ولكنه كان سعيداً
وكانت له عائلة من زوجة وخمسة أولاد وأختين ووالدة طاعنة في السن ، له حانوت يبيع فيه الخضروات . . اليقطين والباذنجان والسلق والفجل والطماطم .... الخ .

حانوته هذا في طريق فرعية ، يبيع فيه سلعته على جيرانه من الفقراء ، فلم يكن له من المال مايؤجر به حانوتاً في موقع ممتاز أو يشتري به سلعة ممتازة .
أما داره الخربة فتسمى من باب المجاز داراً ،
وهي في حقيقتها غرفة واحدة حولها ركام من الأنقاض ، وفي هذه الغرفة ينام أفراد العائلة يطبخون ويستحمون .

وإذا ماعاد الرجل الى دارة بعد غروب الشمس ، ومعه الخضرة واللحم والخبز ،
تستقبله العائلة كلها بالفرح والتصفيق والأغاني والأهازيج ، ويتناولون منه ما بيديه من طعام ، ويهرعون إلى القدر لأعداد العشاء.

ولم يكن في كل يوم يحضر اللحم ، فاذا كان مبيعه اليومي رابحاً استطاع أن يشتري لحماً ، وإلا فعشاء عائلته من بقايا ما كسد من خضرة حانوته .
وكانت تلك العائلة تسكن إلى جوار حاكم في المحكمة العليا ، وكان ذلك الحاكم يعطف على تلك العائلة ويزورها بين حين وآخر .

وهذا الحاكم كثيراً ما حدثني عن عائلة جاره قائلا :

(( لـم أر في حـياتي عـائلة سعيدة مثل هذه العائلة ، ولم أر فـرحـا غامراً كالفرح الذي يشيع في العائلة عندما يعود ربها من عمله مساء ، وكنت كثير ما أحب أن أعيش وقتاً سعيداً بينها حين يصل جاري إلى داره فتستقبله العائلة كلها بالتهليل والتكبير ، ثم يبدأ عملها الـدائب في إعـداد العشاء ، فـاذا نضج الطـعـام بـدأوا بتناوله من إناء كبير فـاذا انتهـوا من عـشـائهم حمـدوا الله وشكـروه ، وأكـثروا من حمـده وشكـره ، ثـم آووا إلى فـراشهم الخلق البسيـط فـرحين قـانعـين ، لايتمنون على الله غـير السـتر والعافية وألاَ يحتاجون إلى انسان )).

وفي يوم من أيام الخريف ، كانت العائلة تنتظر رجلها مساءا على باب الدار ، فاذا بهم يرون بعض الشرطة يحملون نعشاً ، فلما تبينت العائلة الأمر وجدت معيلها الوحيد هـو المحمول في النعش.

كان قـد أغـلـق حانوته ، وقصد القصاب المجاور فاشترى لحماً ، وقصد الخباز القريب فـاشـترى خبزاً وحمل بقـايا خضرته من دكانه ، فلما أراد عبور الشارع دهسته سيارة طائشة ، فمات الرجل فوراً ، وتبعثر ماكان معه من زاد .

وتجمع الجـيران حـول النعش , وجمعوا من سراتهم بعض المال , وأنفقوا على تجهيز الجثة الهامدة بعض ما جمعوه , وقدموا ما تبقى من مال زهيد إلى العائلة , وفي صباح اليوم التالي واروا الفقيد إلى مقره الأخير.

وكان أكبر أولاده في سن الخامسة عشر , يدرس في الصف الثاني في المدرسة المتوسطة الشرقية , ليعد نفسه ليكون موظفاً صغيراً بعد تخرجه من الإعدادية فيعاون أهله.
وبعد يومين من موت والده , نفذ آخر ماجمعه الجيران من مال للعائلة , وفي اليوم الثالث قصد حانوت والده.

وبدأ يعمل فيه ليعول أمه و اخواته الصغار وعمته وجدته ...
وكان يعود كل يوم بعد غروب الشمس كما كان يفعل والده ...
ولكن الابتسامات غاضت إلى غير رجعة..
والفرح مات إلى الأبد .. وكان الطعام الذي تتناوله العائلة ممزوجاً بالدموع..
لقد دفنت العائلة سعادتها مع فقيدها الحبيب..

ـ 2 ـ

مـرت الأيام ثقيلة بطيئة ، ودار الـزمن دورته ، فـانقضت ثـلاث سـنوات ، ودعي الولد الكبير الى الخدمة في الجنـدية بعد أن استكمل ثمانية عشر من عمره ..

وأجتمعـت العـائـلـة تتـداول الرأي هل يترك الأبن الثاني مدرسته وقد أصبح في الصف الرابع الأعدادي ولم تبق له غير سنة ليتخرج من الأعدادية ليتولى أدارة حانوت أخيه ، وإذا لم يفعل فمن يعيل أهله ؟ وأستقر رأي العائلة على بيع الدار ، ولو أن الخروج منها كخروج الشاة من جلدها ، لايسمى إلا موتا أو سلخاً ..!!

والتحق الابن الكبير بالجندية في بلـد مجـاور يتدرب على آستعمال السلاح ، وكان معلم التدريب العسكري يلاحظه فيجد فيه ذهولا وإنصرافاً عن التدريب ، فكان ينصحه تارة ، ويعاقبه بالتعليم الاضافي تارة أخرى .. دون جدوى .

لقد كان حاضرا كالغائب ، وكان جسمه فقط مع اخوانه الجنود في التدريب ، ولكن عقله كان بعيداً .. بعيداً .. هناك عند عائلته .
وآستدعاه معلمه يوما ، وسأله عن مشكلته ، ففتح له قلبه وأخـبره بأمره ، فبادله المعلم الانسان حزناً بحزن وأسى بأسى ، وكف عن ملاحقته في أمر اتقان التدريب . وعرض المعلم مشكلته على أمر الفصيلة ، فأمر بتعيينه في مطبخ الجنود ليغسل القدور ، ويقطع اللحم ، ويوقد النار ، ويوزع الطعام ، أما أمه .. فكانت هي أيضاً حاضرة كالغائبة .
وآستقرضت بعض المال من أحد سماسرة بيع الدور لتطعم العائلة به ، ورهنت سند الدار عند السماسرة وعرضت الدار للبيع ..

وآستمر عرض الدار أياماً على الراغبين بشرائه ، وأخيرا وبعد مرور عشرين يوما ، باعت الدار بأربعمائة دينار ، ثم قضت تسعة أيام في معاملات حكومية رتيبة لنقل ملكيتها الى المالك الجديد وبقي يوما واحدا على موعد اعطاء البدل النقدي عن ولدها ، وكان عليها أن تسافر الى المدينة التي استقر فيها ولدها في الجندية مساء اليوم التاسع والعشرين ، لتسلم البدل النقدي صباح اليوم الثلاثين ، فإذا تأخرت عن ذلك الموعد ساعة فلن يقبل من آبنها البدل النقدي .

ـ 3 ـ

وقصدت الأم مأوى السيارات التي تنقل الركاب من بلدتها إلى بلدة ولدها ، فوجدت السيارات ولم تجد الركاب .
كان الوقت قبيل الغروب من أيام الصيف ، وآنتظرت ساعة في مأوى السيارات دون أن يحضر مسافر وآحد .
وآنتظرت على أحر من الجمر ، وقد غابت الشمس ، والمسافة بين المدينتين حوالي أربعين ومائتي كيلومتر تقطع بالسيارات في ساعتين ونصف فاذا لم تسافر ليلاً ضاع عليها الوقت ولن تصل إلى مدينة ولدها إلا في صباح اليوم التالي .

وعرضت على سائق احدى السيارات أن تستأجر ـ وحدها ـ سيارته على أن يسافر بها فوراً .
وقبض السائق أجرة سيارته كاملة من المرأة وتحركت السيارة في طريق جبلية وفي الطريق تحدث السائق إلى المرأة ، فعلم منها قصة بيع الدار وقصة دفع البدل النقدي عن ولدها .
وتدخل الشيطان بينهما ، فلعب دوره في تخريب ضمير السائق ، فعزم على تنفيذ خطة لاغتصاب المال من المرأة المسكينة .

وفي أحد منعطفات الطريق ، حيث يستقر إلى جانب الطريق الأيمن وادٍ صخري سحيق ،
أوقف السائق سيارته فجأة ، وسحب المرأة قسراً من السيارة إلى خارجها ، ونزلا إلى مسافة عشرين متراً في الوادي السحيق ، وهناك طعن المرأة بخنجره عدة طعنات ، فلما تراخت وظن أنها فارقت الحياة ، سلبها مالها ، وعاد الى سيارته تاركا المرأة في مكانها تنزف الدماء من جروحها .
وقصد المدينة التي كان متجها اليها فقـد خشي أن يعـود إلى المدينة التى خلفها وراءه لئلا ينكشف أمره ، إذا يعود اليها بدون مسافرين ، وقبل الوقت المعقول لذهابه وإيابه ...!

وعندما وصل إلى المدنية ، آوى إلى مأوى السيارات ، فزعم لأصحابه أن المسافرين الذين كانوا معه غادروا سيارته بعد عبور الجسر .
ووجد ركاباً ينتظرون السفر إلى البلدة التي غادرها مساءا ، فسافر بهم عائداً من نفس الطريق .
وحين وصل إلى المكان الذي ارتكب فيه جريمته الشنعاء ، أوقف سيارته ، وأدعى لركابها بأنه يريد أن يقضي حاجته ثم يعود اليهم فوراً ...!

وانحدر إلى الوادي ، فسمع أنيناً خافتاً ، فقصد المرأة السابحة ببركة من الدم ، وقال لها (( ملعـونة ألا تزالين على قيد الحياة حتى الآن ! )).
وجمدت المرأة في مكانها ، وانتظـرت مزيداً من الطعنات ...! .
وانحنى السائق إلى صخرة ضخمة ليحطم بها رأس المرأة الجريح ، وما كاد يضع يديه تحت الصخرة إلا وصرخ صرخة عظيمة هـزت الوادي الصخري السحيق ، ورددتها جنباته الخالية إلاً من الوحوش والأفاعي والهـوام ، وسمعها ركاب السيارة ، فهرعـوا لنجدته .

كانت تحت تلك الصخرة الضخمة التي أراد السائق المجرم رفعها ليقذف بها رأس المرأة الجريح ، حية سامة لدغته حين كان يهم بحمل الصخرة العاتية ، فسقط إلى جانب المرأة يستغيث ويتألم ...! وحمل المسافرون السائق ، وحملوا المرأة ، وانتظروا حتى قدمت سيارة أخرى ،
وطلبوا من سائقها حمل المرأة والسائق إلى المستشفى التي كانت في المدينة التي يستقر فيها ولد المرأة الجريح . وفي الطريق فارق الحياة ذلك السائق المجرم متأثراً بالسم الزعاف .
وفي المستشفى ، قدم الشرطة والمحققون العدليون ، فعرفوا القصة كاملة ، وانتزعوا مال المرأة من طيات جيوب السائق اللعين . وطلبت المرأة حضور ولدها ، فحضر في الهزيع الأخير من الليل ... وراحت المرأة في غيبوبة عميقة ، فظن الأطباء والممرضون أنها تعاني سكرات الموت ... وعمل الطبيب على نقل الدم اليها .
وفي ضحى اليوم التالي فتحت عينيها لتقول لولدها (( ادفع البدل النقدي سريعاً ))
ثم أغمضت عينيها وراحت في سبات عميق . ودفع الولد بدله النقدي ، وسرح من الجيش .. وتحسنت صحة أمه يوما بعد يوم ، حتى تماثلت للشفاء ، حيث غادرت المستشفى إلى أهلها ..
وذهبت قصة نجاتها ، وقصة موت السائق ، وقصة الحية المنقذة ، شرقاً وغرباً ،
وأصبح حديثها حديث الناس جميعاً ..

ولقد كان الوادي الذي ارتكب السائق فيه جريمته ، والذي قذف بين صخوره المرأة الجريح ، من الوديان الموحشة الخالية من الماء والكلأ ، فلا يسلكه الناس ولا يطرقونه ، حتى الرعاة لايجدون فيه مايفيد ماشيتهم فأصبح موطناً آمناً للذئاب والأفاعي .
وما كانت المرأة الجريح لتسلم من الموت الأكيد ، لو لم يعد اليها الجاني مدفوعا بغزيرة حب الاستطلاع .
وما كان المسافرون مع الجاني ليعرفوا موضع المرأة ، لو لم يصرخ الجاني صرخة مدوية بدون شعور ولا تفكير متألماً من لدغة الأفعى السامة .
وما كان ولدها ليدفع البدل النقدي لو قدمت أول سيارة من المدينة التي كان فيها ، لأنها ستنقل أمه ، ولضاع عليه الوقت المحدود لدفع البدل النقدي .
لقد كان ذلك كله من تدبير العلي القدير ...

ـ 4 ـ

قال الحاكم الذي هو جار لتلك العائلة (( سمعت قصة جارتنا كما سمعها الناس ، فاشتركت مع الجيران الآخرين لجمع ثمن دارها ، حتى تستعيدها من صاحبها الجديد .
وسمع صاحب الدار الجديد هو الاخر بقصتها ، فأعاد اليها سند الدار وملكيتها . وبقي المبلغ الذي جمعه لها الجيران مع ثلاثمائة دينار من أصل ثمن الدار ، فجددت بذلك المبلغ بناء الدار . وأقبل الناس على حانوت ولدها ، يشترون سلعته ويتسابقون على معاونته ... وفي خلال سنة واحدة تضخم عمله ، وأقبلت عليه الدنيا ، فانتقل إلى حانوت كبير في شارع عام في موقع محترم ....
ومرت السنون ، وفي كل عام كان في الدار بناء جديد ..
وتخرج الأولاد من مدارسهم واحداً بعد الآخر ، فأصبح أحدهم مهندساً والآخر طبيباً والثالث ضابطاً في الجيش . . .
ولم يعد طعامهم اليومي من الشاي والخبز أو من الخبز والخضرة بل كان لهم لحم في كل يوم مع ألوان شهية أخرى من الطعام , وفتح الله عليهم بركاته ، وأغدق عليهم رعايته ، وجعلهم مثالاً للخلق الكريم بين الناس متعاونين في السراء والضراء . .

على ضفاف دجلة قرب الجسر الكبير في بغداد ، دار عامرة بالخير والوفاق والسعادة .
هي الدارالجديدة التي انتقلت اليها العائلة الصابرة المحتسبة عام ( 1385 ) ، وقد تضاعف عدد العائلة فأصبحت أربع عائلات ، فقد تزوج الأولاد الكبار الثلاثة وأخصبوا ، ولكن رباط العائلة مازال قوياً ، وأم الأولاد لاتزال سيدة البيت بدون استثارة أوازعاج )).
لقد سمعت قصة هذه العائلة من صديقي الحاكم الكبير ، فأردت أن أسمعها من أحد افرادها .
وسألت الابن الكبير الذي كان خضرياً فقيرا فأصبح تاجراً كبيراً ، أن يحدثني حديث أمه فقال (( ولماذا لاتسمع حديثها منها؟ )). وكنت ذات مساء في دراهم العامرة على ضفاف دجلة أسرح النظر في انعكاس نور القمرعلى الماء الرائق المتدفق ، وأنا أصغي إلى أغاني ملاحي السفن الشراعية والسفن التجارية وترديد ركابها ، منتظراً انقضاء صلاة الوالدة . وجاءت الم وقد أحاطت شعرها الأبيض بغلالة بيضاء ، وفي وجهها نور ، وعلى قسماته ابتسامة ، وعلى لسانها ذكر الله ... وروت لي قصتها كاملة ، فقلت لها (( وماذا كان شعورك حين تركك الجاني وحيدة تشخب جروحك دماً في بطن الوادي السحيق )). فقالت والأيمان الصادق يشع من كلماتها (( كنت أخاطب الله عز وجل بقولي ياجبار السموات والأرض أنت أعلم بحالي ..
فهيء لي بقدرتك القادرة أسباب دفع البدل النقدي عن ولدي ،
ليعود إلى أهله ويعيلهم . . يا رب .. )).

واستجاب الله دعاءها وأعاد اليها مالها وولدها ، وانتقم لها من خصمها ، وبدل حال العائلة كلها إلى أحسن حال .
تلك قصة من الواقع .. ولكن حوادثها أغرب من الخيال ...
وسيقول بعض الناس ان ماحدث صدفة . . . ولو أراد انسان ان يوقت حوادث هذه القصة مثل هــذا التوقيت الدقيق ، لعجـز .
ان الناس يغفلون وينامون
والله وحـده لايغـفـل ولا ينام .

والله سبحانه لاينسى رزق النملة في الصخرة القاسية وسط عباب المحيط ، فكيف ينسى أرزاق الأرامل واليتامى ؟ ! والناس يخشون الناس ، والله أحق أن يخشوه ... والله يمهل ... ولكن لايهمل ...
ودعــوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ..
بشِّر القاتل بالقتل.


انتظروني مع القصة الرابعة والأخيرة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
moon_light3
نائبة المديرة
نائبة المديرة
moon_light3


sms sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ


الجنس : انثى
الاسد
عدد المساهمات : 31908
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : القفطان المغربي
العمل/الترفيه : طالبه
المزاج : هادئه جدا

قصص واقعية...عدالة السماء. Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصص واقعية...عدالة السماء.   قصص واقعية...عدالة السماء. Emptyالإثنين سبتمبر 24, 2012 3:38 pm

باركـ الله فيكـ

و جزاكـ كل خير

شكرا على الموضوع

تقبلي مروري

تحياتي لكـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصص واقعية...عدالة السماء.
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  ( قصة واقعية ) الضائعه
» قصة واقعية حزينة جدا جدا جدا.
» قصة واقعية ومؤثرة لطفلة في الابتدائي.
» قصة اليتيم حزينة واقعية.
» قصة واقعية باحد المستشفيات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى القفطان المغربي :: المنتـــدى الأدبــــــي :: قســــــم القصص والروايات-
انتقل الى: