إن أكثر مناطق الوجه تعبيراً هي العيون والأجفان فهي
الأكثر تعبيراً عن الحزن والفرح، عن التعاسة والسعادة، عن الشيخوخة والصبا، عن
الخبث والبساطة، عن الحكمة والتهور. في كل خلجة من خلجات الأجفان تعبير وفي كل ومضة
من ومضات العين صورة . إن التعبير في العيون ينتج عن فتحة العين وخلجات الأجفان
حولها، فجلد الأجفان رقيق جداً وهو أرق جلد في جسم الإنسان ويلتصق بشكل وثيق
بالعضلات خلفه وبالتالي فإن خلجات العضلات المحيطة بالعين تكون ظاهرة ومعبرة شريطة
أن يكون الجلد بكامل امتداده والعضلات بكامل قوتها. بسبب هذه العلاقة الوثيقة بين
العضلات والجلد فإن كلا منهما يؤثر على الآخر. كل جهد تقوم به العضلات يؤثر سلباً
على الجلد مسبباً ترهله وارتخاءه وبذلك فإن الإرهاق والسهر والبكاء والحزن، كذلك
الإضطرابات البصرية تؤثر سلباً على الجلد مسببة تبدلات دائمة تبقى مظاهرها حتى بعد
زوال المسببات. أما الزمن فله ما له من تأثير على الجلد حيث يفقد الكثير من مرونته
فضلا عن إضعافه للعلاقة الوثيقة مع العضلات مما يؤثر على مظهره. أضف إلى ذلك باقي
العناصر المحيطة بالعين: - الشحم الذي يشكل الوسادة المالئة للأجفان والذي يبدأ
بالتنكس والانتفاخ مع تقدم العمر. - ظفر الجفن وهو يشكل الهيكل الحامل للجفن و الذي
يفقد قوامه مع الزمن . كل هذا يجعل العين تفقد من تعبيرها الحقيقي فيفقد الوجه
إمكانية التعبير عن الأحاسيس الحقيقية وهنا يكون للجراحة الترميمية التجميلية دور
في تصحيح هذه التبدلات مع الأخذ بعين الاعتبار ما هو ناتج عن الشيخوخة والزمن وما
هو ناتج عن العمل العضلي حتى لا يؤدي ذلك إلى نتائج غير مرضية وأحياناً غير قابلة
للتصحيح. لتمام نجاح العمل الجراحي يجب الأخذ بعين الاعتبار العوامل السابقة إضافة
إلى فحص طبي يبين الحالة الصحية العامة السليمة وبعض الفحوص المخبرية الفحص الكامل
للعين إذا احتاج ذلك. يتم العمل الجراحي تحت التخدير الموضعي أو المشارك .ويكون
الجرح في الجفن العلوي في طية الجفن وعلى الجفن السفلي تحت الأهداب مباشرة . يفضل
إجراء ضماد ضاغط مع إغلاق العينين خلال الساعات الأولى مما يخفف من انتفاخ و ازرقاق
الأجفان في فترة ما بعد العملية . يتم إزالة الخيوط بعد ثلاثة أيام .خلالها يجب
استعمال بعض القطرات العينية المطهرة ومرهم عيني واق خلال الليل . تصبح الندبات غير
واضحة بعد أيام لكن النتائج النهائية تتطلب ثلاث إلى أربعة أشهر. الاختلاطات : -
الازرقاق: لا يظهر دائماً ويستغرق من 10-15 يوماً. - الوذمة والانتفاخ تستمر لبضعة
أيام. - اضطرابات في التطابق في الرؤية عابرة لمدة يوم أو يومين. بعض الحالات
الخاصة: - حالة جفاف العين مع تهدل الأجفان: لا تشكل مانعاً لإجراء العمل الجراحي
إلا أنها تتطلب توخي الحذر و إجراء توتر للجفن السفلي لحماية العين ،كما يستوجب
استعمال القطرات والدمع الصناعي لمدة شهر. - الجيوب الدهنية: وهي جراحة دقيقة جداً
تتطلب عناية كبيرة من الجراح ويمكن إجراء شد الأجفان في آن واحد. - أحياناً هذه
الانتفاخات لا تكون جيوباً دهنية، حيث تنتفخ الأجفان في الصباح وهذا يعني وجود
انتفاخات لمفاوية تكون في الأجفان أو في الوجنة وهذا يتطلب إجراء عمل إضافي عميق .
- انسدال الغدة الدمعية: حيث يجب تحريرها وإعادتها إلى مكانها. - العين المستديرة:
تتطلب إجراء شق مختلف عن الحالات العادية الأخرى . - الأجفان الغائرة: تتطلب عملاً
جراحياً حذراً مع إجراء حقن مالئ من مواد طبيعية (حمض الهياليورونيك أو شحوم). -
الهالة السوداء حول العين: إن تجعد جلد الأجفان يزيد من مظهرها وبالتالي فإن شد
الجلد يخفف كثيراً منها. النتائج: إن شد الأجفان عملية تهدف إلى إعادة التعبير
للعين والنضارة للنظر وبالتالي فالوجه يظهر التعابير والأحاسيس التي يشعر بها المرء
والعملية الناجحة هي التي لا تغير شكل الوجه ولا تعطي المظهر الباهت الفاقد
للتعابير، وهذه العملية لا تسمح بوجود أخطاء لأن تصحيحها صعب ونتائجها دائمة ولا
يمكن إخفاؤها ولذلك يجب أن تجرى بيد خبيرة متمرسة.