فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوما.. اذ وقع المشط من يدها.. فقالت باسم الله فقالت ابنة فرعون: الله .. ابي؟
فصاحت الماشطة بابنة فرعون: كلا بل الله ربي و ربك ورب ابيك.. فتعجبت البنت ان يعبد غير ابيها , ثم اخبرت اباها بذلك فعجب ان يوجد في قصره من يعبد غيره.. فدعا بها و قال لها من ربك؟ قالت ربي و ربك.. فأمرها بالرجوع عن دينها و حبسها و ضربها فلم ترجع عن دينها.. فأمر فرعون بقدر من نحاس فنلئت بالزيت ثم حمى حتى غلا
و اوقفها امام القدر فلما رات العذاب .. ايقنت انما هي نفس واحدة تخرج لتلقى الله تعالى.. فعلم فرعون ان احب الناس اولادها الخمسة.. الايتام الذين تكدح لهم و تكعمهم.. فاراد ان يزيد في عذابها فاحضر الاطفال الخمسة, تدور اعينهم ولا يدرون الى اين يساقون
فلما راو امهم تعلقوا بها يبكون.. فانبكت عليهم تقلبهم و تشمهم وتبكي.. و اخدت اصغرهم و ضمته الى صدرها و القمته ثديها..
فلما راى فرعون هذا المنظر امر باكبرهم فجره الجنود و دفعوه الى الزيت المغلي و الغلام يصيح بأمه و يستغيث و يسترحم الجنود.. و يتوسل اى فرعون و يحاول الفكاك و الهرب..و ينادي اخوته الصغار و يضرب الجنود بيديه الضصغيرتين و هم يصفعونه و يدفعونه و امه تنظر اليه و تودعه
فما هي الا لحظات حتى القي الصغير في الزيت و الام تبكي و تنظر و اخوته يغطون اعينهم بايديهم الصغيرة حتى ذاب لحمه من على جسمه النحيل.. و طفحت عظامه بيضاء فوق الزيت..
نظر اليها فرعون و امرها بالكفر بالله.. فابت عليه ذلك فغضب فرعون و امر بولدها الثاني.. فسحب من عند امه و هو يبكي و يستغيث.ز فما هي الا لحظات حتى القي في الزيت وهي تنظر اليه حتى طفحت عظامه بيضاء و اختلطت بعظام اخيه.. و الام ثابتة على دينها موقنة بلقاء ربها, ثم امرفرعون بالولد الثالث فسحب و قرب الى القدر المغلي ثم حمل و غيب في الزيت و فعل ما فعل باخويه, و الام ثابتة على دينيها فامر فرعون ان يطرح الرابع في الزيت, فأقبل الجنود اليه.. و كان صغيرا قد تعلق بثوب امه فلما جذبه الجنود بكى و انطرح على قدمي امه و دموعه تجري على رجليها و هي تحاول ان تحمله مع اخيه تحاول ان تودعه و تقبله و تشمه قبل ان يفارقها فحالو بينه و بينها و حملوه من يديه الصغيرتين وهو يبكي و يستغيث و يتوسل بكلمات غير مفهومة وهم لا يرحمون و ماهي الا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي و غاب الجسد و انقطع الصوت و شمت الام رائحة اللحم و علت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها تنظر الام الى عظامه و قد رحل عنها الى دار اخرى.. وهي تبكي و تتقطع لفراقه, كطالما ضمته الى صدرها و ارضعته من ثديها , طالما سهرت لسهره و بكت لبكائه
كم ليلة بات في حجرها و لعب بشعرها كم قربت منه العابه و البسته ثيابه فجاهدت نفسها ان تتجلد و تتماسك.. فالتفتوا اليها و تدافعوا عليها و انتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها و كان قد التقم ثديها.. فلما انتزع منها .... و
يتبع