دور
الآباء في حل مشاكل الابن الوحيد في الأسرة أب وبنة
تعاني بعض الأسر
من مشكلات الولد الوحيد بين البنات، أو البنت الوحيدة بين الصبيان، والوحيد في
أسرته تواجهه صعوبات في طفولته ومراهقته وشبابه، وبالرغم من أن الآباء يدركون مضار
تدليله أو سيطرته، إلا انهم يميلون إلى الشعور بأن ابنهم الوحيد، في حاجة للمساعدة
والمعاونة.
فالولد الوحيد، يقضي وقتاً أطول مع أبيه أو مع غيره من الأقرباء
الذكور، ويستطيع أن ينضم إلى أسرة المدرسة في نشاطاتها العامة، وينخرط مع الأولاد
في الألعاب الرياضية وغيرها، أما البنت الوحيدة فكثيرا ما تشعر أنها محظوظة بين
اخوتها الذكور، إذ يقومون بحمايتها ورعايتها في الداخل والخارج، وينظرون إليها كما
لو كانت ملكة صغيرة، ومع هذا نجدها تشعر بأنها مضطرة إلى التنافس مع اخوتها على
مستواهم، ومن الملاحظ في سلوكها، أنها تتشبه بالأولاد، مما يولد القلق في نفوس
أبويها.
وكثيراً ما تنسى البنت الوحيدة أنوثتها في تصرفاتها، فنجدها تلبس ملابس
الذكور وفي سن المراهقة تجد نفسها مرفوضة في الانخراط مع إخوانها الذكور، الذين
يفضلون غيرها من البنات، ممن كانوا بالأمس يتهربون منهن لأنهن بنات.
وبفضل رعاية
الأب وتوجيه الأم، تستطيع البنت الوحيدة تدريجياً، أن تهتم بمظهرها، لتبدو أكثر
جاذبية، وبتوجيه أمها لها، تستطيع القيام بأعمال المنزل وشؤون الطبخ وإعداد سفرة
الطعام، وبهذه الأعمال وغيرها، تبدأ في سد النقص في حياتها، وهذا الأمر يحتاج إلى
الفهم المشترك بين الآباء والأمهات، والى الصبر والتأني في إرشادها لما ينبغي أن
تقوم به البنت في حياتها. إن الوظيفة الأولى للأمهات تكمن في تعليم البنت السلوك
النسوي، حتى تستمتع بصفات أنوثتها.
والطفل الوحيد في الأسرة، تختلف حياته بطبيعة
الحال عن الطفل الذي يعيش مع الاخوة والأخوات، ورابطة الطفل الوحيد بأبويه تكون
قوية ومؤثرة، وهي كثيراً ما تفوق أية رابطة بين أبويه والآخرين، وفي الوقت نفسه، قد
يشعر الطفل الوحيد بأن أبويه أشبه بجماعة يعمل أفرادها معاً، بينما هو بعيد عن هذه
الجماعة، وفي بعض الأحيان يجد الطفل الوحيد نفسه، وكأنه ينحصر بين أضلاع مثلث، إذا
احب أحد أبويه حباً جماً، فإن هذا الحب يجعله يبتعد عن الآخر، كما تدب الغيرة في
نفسه من الرابطة التي تربط الأبوين.
والملاحظ أن الطفل الوحيد قلما يعتمد على
نفسه، بعكس الطفل الذي يعيش بين مجموعة من الأطفال، الذين يوزع عليهم الآباء
اهتمامهم.
كما أن الطفل الوحيد مبعد ليس فقط عن المنافسة التي تحدث بين الاخوة
والأخوات، ولكنه مبعد أيضا، عن طريقة الأخذ والعطاء في التعامل التي يتعلم منها
الأطفال الكثير من التفاهم مع غيرهم من الناس.
ومن مشكلات الولد الوحيد، انه لا
يكسب الأصدقاء بسهولة، أو انه يكسب أصدقاءه بسهولة ويخسرهم بسهولة أيضا، وهو شديد
الحساسية مع أصدقائه، وهنا تقع المسؤولية التربوية على الآباء، بحيث يهيئون له فرص
الاحتكاك مع الآخرين، وفي كيفية التعامل معهم، وهذا يتم غالبا بإشراكه في النشاطات
الاجتماعية والرياضية، سواء أكان ذلك في المدرسة أو في الأندية الرياضية، وغيرها في
مجالات الأنشطة التكنولوجية، أو العاب الأتاري والألعاب الإلكترونية عامة.