الحصول على المال ليس بالأمر العسير، غير أنّ الأهمية تكمن في إمكانية المحافظة
على المال الذي تحصل عليه وإنفاقه بحكمة وتدبير.فالعبرة إذاً ليس الحصول على
المال، فالكل يأتيه رزقه كما قدّر الله له، ولكنّ العبرة في الإدارة والتخطيط. من
يشترك في ميزانية المنزل؟ لا بدّ من اشتراك الرجل والمرأة في صناعة القرار، وعدم
تفرّد شريك دون آخر .. كما أنّ الأطفال أيضاً معنيون بالأمر من باب تعويدهم على
التمييز بين الضروري والكمالي. تقسيم الميزانية يختلف مصروف كل عائلة عن الأخرى
بحسب البيئة والمجتمع الحاضنين .. فما هو ضروري بالنسبة لعائلة قد يكون كمالياً
بالنسبة للأخرى. بشكل عام، يمكن تقسيم الميزانية بحسب الضروريات والكماليات
والطوارئ: 1-الضروريات: أ- طعام وشراب يمكن تقسيمها أسبوعياً أو شهرياً( حسب نوعية
الصنف وطريقة ومدة الحفظ ) .. ويمكن تحديد نسبتها ب 20% من الميزانية الشهرية. ب-
كسوة ( ملابس ) يتمّ تحديد مواعيد صرف ربع سنوية أو نصف سنوية أو سنوية … حسب حاجة
العائلة ومدخولها... ويمكن تحديد نسبتها ب 15% من الميزانية الشهرية. ج- مصاريف
التعليم ( ومن ضمنها ألعاب الأطفال) سنوية أو نصف سنوية ويمكن تحديد نسبتها ب 5% من
الميزانية الشهرية. د- فواتير شهرية ( إيجار .. كهرباء .. هاتف .. ماء .. محروقات
أو مواصلات ) ... يجب أن تحدّد كل فاتورة بمبلغ معيّن وأن لا تزيد عنه ..مثلاً، إذا
تخطّت فاتورة الهاتف المبلغ المحدّد، اقتطعت هذه الزيادة من الكماليات .. ويمكن
تحديد نسبتها ب 30% من الميزانية الشهرية. 2-الكماليات تختلف الكماليات بين الناس،
ابتداءً من البلد مروراً بالمجتمع المحلي وصولاً إلى الفرد داخل العائلة الواحدة،
ويمكن صرف الكماليات في العطل الصيفية أو الإجازات السنوية أو الهدايا العائلية
(ولادة طفل، زواج أحد الأقارب، هدية المدرّس... وغيرها من الكماليات ) … كما يمكن
وضع الجوال وفواتيره أو شراء التحف واللوحات ضمن الكماليات . ويمكن تحديد نسبتها ب
5% من الميزانية الشهرية. 3-الطوارئ يمكن تعريف الطوارئ بالأمور التي تحصل بغتة،
دون أن تكون العائلة قد استعدّت لها أو خصّصت مبلغاً معينّاً لذلك، ومنها: أعمال
الصيانة المنزلية أو تصليح سيارة، أو شراء مستلزمات ضرورية للمنزل بسبب فقدان
أحدها (عطل طرأ على المكيّف أو الفرن أو الغسالة) .. إشارة إلى أنه يمكن توفير هذه
المصاريف إذا أحسن استخدام مقتنيات المنزل الضرورية، وحظيت بالاهتمام اللازم. أفكار
وحلول: نقدّم بعض الأفكار والحلول التي قد تساعد الزوجين في المحافظة على الميزانية
العائلية وادّخار المال، أو بالحدّ الأدنى، ضبط المصروف لكي يتلاءم والمدخول، وألا
نحتاج إلى مدّ اليد طلباً لقرض أو دين ما. 1-تكليف شخص بالمتابعة لابدّ من أن يكلّف
الزوجان شخصاً تكون مهمته مراقبة المصروفات ومتابعة إيرادات الأسرة، قد يكون
أحدهما أو أيّ شخص آخر. المهم ألا تكون المسألة عائمة وضائعة. 2-التدوين لابدّ من
كتابة كل إيرادات الأسرة سواء كانت من راتب شهري أو مكافأة سنوية أو ميراث أو وصية
أو عائد استثماري، وكذلك كتابة ما يصرفه الزوجان يوماً بيوم من أكل ومشرب وملبس
وتعليم وأدوية ووسائل اتصال ونقل وأثاث وخدم وغير ذلك. 3-الاستعداد لأي طارئ لا
بدّ أن يكون من يتعامل مع التخطيط والميزانيات مرناً ؛تحسّباً للظروف التي قد تطرأ
على الأسرة من غير حساب ، فيكون مستعداً لذلك، بحيث يجعل الميزانية تستوعب أي
مستجدات طارئة. 4-إقحام الأبناء لا بدّ أن يجلس الزوجان مع أبنائهما للتحدّث بخصوص
الميزانية ، وكتابة الحسابات كي يدرك الابن أنّ الوالدين يخطّطان للأسرة ويقدّران
المصاريف، فليس كل ما يشتهيه يشتريه، إلا إذا سمحت الميزانية بذلك،كما أنّه يتعلّم
كيفية إدارة حياته المستقبلية. 5-خطط للمستقبل إنّ المحافظة على الميزانية تتطلّب
معرفة الوالدين بالخطط المستقبلية للعائلة ،والأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها، كي
يستطيعا أن يدّخرا من المصروف ما يلبّي حاجات الأسرة المستقبلية من بناء البيت
وزواج الأولاد والمصاريف الصحية عند الكبر وغير ذلك. 6-ذهنية التوفير يجدر
بالوالدين الاهتمام بتوفير مبلغ من المال يخصّص لأولادهما، إذ لا بدّ من وضع هذا
البند نصب أعيننا وأن لا نعيش يومنا فقط. على الزوجين أن يتبنّيا أسلوباً مبتكراً
للتوفير من الإيرادات ، فمثلاً: يسمّيان أسبوعاً معيناً "لاشيء" ويحاولان التقليل
من المصاريف قدر الإمكان. أو أن يقتطعا مبلغاً من الإيراد ليدخلاه في حساب لا يمسّ،
وكأنه مصروف ثابت شهري يوضع جانباً على سبيل التوفير. التخطيط للمال مبكراً ينظم
مصروفات العائلة، ويتيح للشخص عدة خيارات قبل اتخاذ القرار بالإنفاق. لذا، كان من
المهم التخطيط والتنظيم لميزانية العائلة .