التهاب كبيبات الكلى تعريف المرض
هو إصابة مناعية لكبيبات الكلى ويعتبر من الأسباب البالغة الأهمية المؤدية لمرض الكلى النهائى .
ورغم شيوع المرض الا أنه يعتبر من الأمراض التى نجهل الكثير عنها حتى الآن ، ولسوء الحظ لايعتبر أى من طرق العلاج المتبعة حاليا ناجحا لدرجة الشفاء وهذه الحقيقة تنطبق على أغلب أنواعه . ولذا تمثل محاولة تصنيفه الى أنواع محددة من أكثر التحديات العلمية فى مجال علوم الطب حيث أن النوع الواحد يمكن أن يظهر فى صور سريرية (أكلينيكية) متعددة ومشتركة فى نفس الأعراض مع الأنواع الأخرى ، وفى نفس الوقت يمكن لنفس الأعراض أن تكون ناتجة من أنواع مختلفة من الألتهاب الكبيبى وأغلبها يؤدى فى النهاية الى الفشل الكلوى وحينها يصعب التكهن بالمرض الأصلى حتى مع فحص عينة نسيج الكلى .
الأعراض المرضية
يختص التهاب كبيبات الكلى بعلامات مميزة أساسية للمرض وهى :
• زلال فى البول
• دم فى البول
• قصور فى معدل استرشاح الكبيبات
• قصور فى افراز الماء والأملاح من الجسم ويؤدى الى التورم وارتفاع ضغط الدم الشريانى كعلامات على فشل وظائف الكلى.
ويؤدى مجموع تلك العلامات الى الأشكال السريرية الآتية للمرض :
• التهاب كبيبات الكلى الحاد
• التهاب كبيبات الكلى المزمن
• زلال بالبول
• المتلازمة الكلوية أو (الألتهاب الكلوى النفروزى)
1.التهاب كبيبات الكلى الحاد (المتلازمة الكلوية الحادة)
وتصنف هذه المتلازمة عندما تنشأ الأعراض السابقة بصفة حادة وفجائية ومنها نوع يدعى "التهاب الكبيبات سريع التطور" وذلك عندما يتسارع المرض فى التدهور ويصحبه فشل كلوى حاد فى نفس الوقت .
2.التهاب كبيبات الكلى المزمن
وتصنف هذه الحالة عندما يتسبب المرض فى تدهور تدريجى بطىء لوظائف الكلى بعد إصابة الكبيبات مما يؤدى فى النهاية لمرض الكلى النهائى .
3.زلال بالبول
وتصنف هذه الحالة عندما يعانى المريض من تسرب دائم للزلال فى البول ( عادة تكون الكمية أقل من 2 جم فى اليوم) أو بول مدمم بدون أعراض مرضية أخرى ماعدا ارتفاع فى ضغط الدم الشريانى وتوجد نسبة ضئيلة من هؤلاء المرضى يتطور المرض فيهم ليصل لدرجة مرض الكلى النهائى .
4. المتلازمة الكلوية أو (الألتهاب الكلوى النفروزى)
وتصف هذه الحالة مجموعة ثلاثية من الأعراض يعانى منها المريض وهى "تسرب دائم للزلال فى البول ( عادة تكون الكمية أكثر من 3.5 جم/1.7 م2 من مساحة سطح الجسم فى اليوم) مع نقص فى ألبومين الدم (عادة يقل التركيز لأقل من 3.5 جم /100ملليتر) مع أنتفاخ و تورم جسم المريض .
كيفية إصابة كبيبات الكلى
إن الإصابة المناعية لكبيبات الكلى تنتج من ثلاثة عوامل مؤثرة وهى :
• عوامل مناعية
• عوامل وراثية
• عوامل بيئية
1. العوامل المناعية وتتمثل فى ثلاثة مؤثرات هى :
• تتكون أجسام مضادة موجهة لأنتجن غشاء الكبيبات وعندما تهاجم الغشاء تسبب التهابا شديدا فى الكبيبات ومثال ذلك مرض "متلازمة جودباشتر".
• يجول فى مسار الدم مركب مناعى كامل (أنتجن+جسم مضاد) ويترسب هذا المركب على غشاء الكبيبات وداخل النسيج الذى بينها مسببا التهابا شديدا فى الكبيبات ومثال ذلك مرض "الذؤبة الحمراء والتهاب الميكروب السبحى" .
• يتكون مركب مناعى كامل (أنتجن+جسم مضاد) فى موقع الإصابة مباشرة ويكونه الجسم فى حالة وجود أنتجن محتجز داخل غشاء الكبيبات فيبدأ الجسم المضاد أو الجلوبيلوبين المناعى فى الألتحام معه مكونا مركب مناعى كامل يترسب فى المكان ذاته مسببا التهابا شديدا ومثال ذلك مرض "الألتهاب الغشائى للكلى" .
2.العوامل الوراثية وتتمثل فى ثلاثة مؤثرات هى :
• أنتيجينات التوافق أو أنتيجينات كرات الدم البيضاء البشرية (hla) : حيث لوحظ أن أنواع عديدة من التهاب الكبيبات تتلازم مع وجود أنواع محددة من أنتيجينات التوافق فى المريض ومن أمثلة ذلك " متلازمة جودباشتر مع أنتجن dr-2 "و كذلك "الألتهاب الغشائى للكلى مع أنتجن dr-3 وأنتجن dr-4" .
• نقص البروتينات المكملة الوراثى : ترتكز عملية إذابة المركبات المناعية وإزالتها على تواجد البروتينات المكملة بالتركيز الطبيعى وهذا يفسر ما لوحظ من أن نصف المرضى الذين يعانون من نقص البروتينات المكملة " c2, c4”
يعانون من أنواع عديدة من ألتهاب كبيبات الكلى .
• عوامل وراثية عائلية غير محددة : لوحظ أن بعض أنواع ألتهاب كبيبات الكلى مثل "الذؤبة الحمراء و مرض الكبيبات البسيط" تحدث بنسبة عالية فى بعض العائلات دون غيرهم مما يمثل نوع من الأرتباط غير المحدد .