تمكنت الباحثة المصرية د.اغاريد أحمد الجمال استشارية الامراض الجلدية ومديرة معلومات مستشفيات جامعة عين شمس، من التوصل إلى اكتشاف علاج جديد لهذا المرض، لتكون أول باحثة في العالم تنجح في تقديم علاج بمواد طبيعية تتكون من صمغ نحل العسل والصبار وبعض النباتات الأخرى، في صورة مرهم، أطلقت عليه اسم «ألوريد»، وهو ثمار رسالتها لنيل درجة الدكتوراه التي حصلت عليها اخيرا بمرتبة الشرف الأولى من معهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس.
ومن المتوقع أن يحدث هذا العلاج الطبيعي الجديد نقلة نوعية في مجال الادوية التي تعالج «الصدفية»، خاصة أن معظمها أدوية تقليدية تؤدي إلى انحسار مؤقت للمرض دون علاج ناجح، مثل أدوية الفار، والانترالين، ومستحضرات الكورتيزون، إضافة إلى العلاج الضوئي للحالات الشديدة والحديثة.
كشفت عملية تجريب مرهم «ألوريد»على عينة البحث البالغة 74 حالة مصابة بكافة أنواع الصدفية، أن العلاج الطبيعي الجديد قد حقق نتائج مذهلة، فتم شفاء %82.6 من مصابي صدفية الجلد بدون أعراض جانبية، وكذلك شفاء %100 من مصابي صدفية الأظافر.
ومن المقرر أن يتم طرح العلاج الجديد في الأسواق قريباً بعد أن أنهت الباحثة المصرية تسجيلة في القاهرة، وقامت مجموعة شركات الفارما المصرية للادوية بتبني إنتاجه.
وقبل أن نقدم شرحاً تفصيلياً للعلاج الجديد وكيفية التوصل إليه ومميزاته عن الأدوية الأخرى، تشرح الباحثة د. أغاريد الجمال لقراء «المجلة» طبيعة مرض «الصدفية»، وتشير إلى أنه من الأمراض الجلدية الشائعة في العالم، وهو مرض غير معد، ويصيب من 2 إلى %3 من سكان الدول المتقدمة، وهي نسبة عالية مقارنة بالأمراض الجلدية الأخرى، ففي الولايات المتحدة الأميركية يوجد عشرة ملايين مصاب.
من علامات المرض ظهور التهاب طفح جلدي دائري محدد مزمن قابل للانتكاس والرجوع، وكذلك حبيبات حمراء اللون ـ في لون السمك السلمون ـ مختلفة في الحجم والشكل ومغطاة بقشور بيضاء لامعة في شكل لون الفضة، وشكل صدف البحر، ومن هنا جاءت تسميته بمرض الصدفية.ويتطور هذا الطفح بالانتشار عادة في بقية أنحاء الجسم. والمريض يشعر بالاحساس بالحرقة في موضع الاصابة مما يجعله كثير الحك في تلك المواضع وهو ما يسبب ازعاجات بالغة للمريض.وتتم دورة انقسام خلايا الجلد في هذا المرض من الطبقة القاعدية إلى الطبقة القرنية بسرعة مفرطة من 3 ـ 5 أيام بدلاً من يوم واحد مما يؤدي إلى تراكم والتصاق هذه الخلايا ببعضها بعضا فيعطي الشكل الدائري.
أعراض جانبية
أما عن الأعراض الجانبية للمرهم الجديد (ألوريد)فتؤكد الباحثة ان البحث اشتمل على 74 حالة مصابة بالصدفية بكافة أنواعها، إضافة إلى عشر حالات من صدفية الأظافر، وقد تم رصد هذا التحسن الاكلينكي تحت الفحص المجهري لعينات ما قبل العلاج، وأثبت البحث أن المرهم (ألوريد)المكون من مزيج من صمغ عسل النحل والصبار قد حقق أعلى فائدة علاجية بنسبة %86.2 بدون حدوث أعراض جانبية، وفي العديد من المراكز العلاجية ارتفعت هذه النسبة إلى %86.2 وأحياناً 90 %، وأثبت البحث أن كريم صمغ عسل النحل له فاعلية مذهلة في علاج صدفية الأظافر، وقد تم شفاء جميع الحالات الخاضعة للبحث، وذلك بنسبة 100 % .
وعن فترة العلاج تؤكد د.الجمال أن الصدفية من الأمراض المزمنة التي يستغرق علاجها وقتاً طويلاً، وبعد تجريب العلاج الجديد استغرق العلاج 4 ـ 8 اسابيع، أما في حالات صدفية الأظافر فتتفاوت مدة العلاج بين 3 ـ 6 اشهر .
صمغ العسل
تضيف الجمال: هذا العلاج هو مزيج من صمغ العسل مع الصبار فى صورة مرهم والعلاج بمنتجات نحل العسل فرع جديد للطب وتشمل هذه المنتجات صمغ نحل العسل (البروبوليس) والغذاء الملكى، سم النحل شمع وحبوب اللقاح.. ويمثل صمغ نحل العسل (البروبوليس) أحد المشتقات الذى يلعب دورا هاما فى الطب الشعبى ولقد أقيم فى بوخارست برومانيا 1975 م أول مركز طبى عالمى متخصص للاستشفاء بواسطة منتجات نحل العسل وأهمية هذا البحث هو اللجوء إلى المصادر الطبيعية فى علاج مرض مزمن مثل الصدفية والبعد عن كافة العلاجات التى لها أعراض جانبية بالغة من طول مدة استخدامها مثل الكورتيزون والأشعة الفوق بنفسجية.
ولذلك فوجود علاج آمن وغير مكلف هو انطلاقة فى علاج مرض الصدفية ولقد اشتمل بحثى الأول لإنتاجه (1998 حتى 2000) على 74 حالة تم شفاؤهم بنسبة 82.6% ثم استكملت هذا البحث من (2001 حتى 2006) وببحث آخر على284 حالة من جميع أنواع الصدفية.
واستخدمت هذا العلاج بتراكيز مختلفة على أماكن مختلفة من الجسم فكانت النتائج 86.8% ولقد تم بالفعل تجربته فى عدة مراكز بحثية وفى كافة أنحاء مستشفيات جمهورية مصر العربية ليتم تسجيله كدواء مصرى فى وزارة الصحة المصرية وكانت نتائج هذه المراكز مبهرة.
فجاء تقرير مستشفيات جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد ندا نجاح الدواء بنسبة 86% وجامعة عين شمس برئاسة دكتور محمد حسن الحفناوى 88% وجامعة الزقازيق برئاسة دكتور محمد عامر نسبة نجاح الدواء كانت 92% إما مستشفى الحوض المرصود التابع لوزارة الصحة المصرية وهذه أكبر مستشفيات جامعة الجلد فى جمهورية مصر العربية وكانت نتيجة كفاءة ونجاح هذا الدواء بنسبة 98%.
ولقد تم عمل السمية للدواء بإجراء التجارب المعملية فى جامعة الإسكندرية على حيوانات تجارب ولم يثبت له أى أثار جانبية وبذلك تم تسجيله كدواء علاجى مصرى ليكون أحدث علاج لمرض الصدفية فى مصر والعالم كله.