التعاون : عمل إنسانى يتشارك فيه مجموعة من الناس من أجل تحقيق أهداف معينة ويجمعهم رابط مشترك .
فإذا كان العون أو الإعانة أو المساعدة تتم من طرف نحو طرف فإن التعاون هو الاتحاد والتكامل فى العمل ففيه عطاء من جميع أطرافه ، وذلك بتكميل كل ما هو ناقص على اساس من التراحم والترابط والتلاحم ، فالتعاون هو مساعدة الناس بعضهم بعضًا في الحاجات وفعل الخيرات .
ويتمثل التعاون في اللقاء بين طرفين أو أكثر على عمل مشترك، وبموافقة كلا الطرفين. فهو قائم على إبصار المصلحة العامة ، والتفكير بمصلحة الآخرين ، وسياسة الفوز للجميع ، فأنا أربح ، وصديقي يربح ، والمؤسسة تربح ، فالكل يربح ، كما أنه يقوم على المحبة المتبادلة والعلاقات الاجتماعية والاهتمام بالآخرين “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”
والتعاون هو ارتباط مجموعة من الأفراد على أساس من الحقوق والالتزامات المتساوية لمواجهة ما قد يعترضهم من المشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو القانونية ذات الارتباط الوثيق المباشر بمعيشتهم.
الحاجة إلى التعاون :
التعاون من ضروريات الحياة؛ إذ لا يمكن للفرد أن يقوم بكل أعباء هذه الحياة منفردًا. وقد جعل الله التعاون فطرة في جميع مخلوقاته، حتى في أصغرهم حجمًا كالنحل، فنرى هذه المخلوقات تتحد وتتعاون في جمع طعامها، فعند صنع العسل تقوم جماعات النحل بتوزيع الأدوار فيما بينها، (بما فيها من ملكات وعمال وذكور)، ولا يمكن أن يُصنع العسل من عمل فئة واحدة فقط .
والإنسان بطبعه كائن اجتماعي يميل للاجتماع بغيره لقضاء مصالحه ونيل مطالبه التي لا تتم إلا بالتعاون مع غيره .فليس من السهل أن يُحَقِّقَ كل فردٍ رَغباتِه ومطامعَه وأمانيه، من غَيرِ أن تقفَ بعضُ العقباتِ والصِّعاب في طريقه. ولهذا لا بدَّ من أن يتعاونَ الإِنسانُ مع غـيره فَيَلتقِيَ تفكيرُه مع تفكيرِ غَيره، وتَلتقيَ قوَّتُه مع قوةِ غيره، فإِذا بهذه العَقباتِ والصعاب أَمامَ قوةٍ أَكبرَ، وفِكرٍ أَقوى، وعقلٍ أرجحَ، فلابد لهذه العقبات أَن تتبدَّدَ، ولابد لهذه الصعاب أَن تزولَ وتخْتفي، وعندئذ تَتحققُ رغباته ومطامحهُ وآمالهُ. فالتعاون سلوك إنساني شُوهد في مختلف العصور البشرية، لجأ إليه الإنسان في عمله و تصرفاته الخاصة والعامة. وقد كان في الماضي والحاضر وسيظل ضرورة إنسانية إلى ماشاء الله.
وقد قيل: ” اليَدُ الواحدةُ لا تُصَفِّقُ ” أما الجماعاتُ المتعاونةُ فتستطيعُ أن تُصَفقَ، وتصفقَ من غَيْرِ انقطاع، ولهذا قيل أيضاً: المرءُ قليلٌ بنفسهِ كثيرٌ بإخوانِه الذين يَشُدُّونَ أزرَهُ، ويَحمون ظَهرَه، فيقوَى بهم، فمصدَرُ هذه القوةِ إنما هو التَّضامنُ والتعاونُ الذي يَجمعُ بين الناس في الرأي والعَمَل.
فتستطيعُ الأسرةُ بالتعاون أن تحققَ لأفرادها الراحةَ والهَناءة، والطمأنينة والسعادة.