لم يجبر مرض نادر طفلة بريطانية على قصر طعامها على الأسماك فقط بل جعلها مهددة بالموت
في حال تناولت أية طعام آخر.
الطفلة "ايموجين ايليوت"
المقيمة في مدينة كوفنتري تعاني حساسية شديدة من جميع الأطعمة عدا الأسماك
الخالية من مادة "الجلوتين".
ولا تقتصر حساسية الطفلة على الأطعمة فقط؛ حيث إنها تعاني المشكلة نفسها عند
ملامسة العشب وأدوات التجميل والحيوانات ذات الفراء والمواد البلاستيكية إضافة إلى
أشعة الشمس، بحسب صحيفة "ديلي ميل"
البريطانية.
ونتيجة لهذه الحالة، فإن كيرثتي والدة الطفلة البالغة من العمر 20 شهرا تضعها تحت نظام غذائي ثابت لا يزيد عن الأسماك الخالية
من الجلوتين.
ويعتقد الأطباء أن الطفلة تعاني حالة غريبة لكن حتى الآن لم يتمكنوا من
اكتشافها، وحتى يتمكن الأطباء من تشخيص حالتها فإن والدة الطفلة مجبرة على أن تبقى
في حالة يقظة خوفا من وقوع أية مضاعفات تودي بحياتها.
وفي حالة تعامل الطفلة مع أية شيء حساس، فإن القرح تظهر في جلدها، ما يجبرها على
حكه بشدة رغم الآلام.
وقد تعرضت الطفلة لحادث من هذا القبيل العام الماضي عندما تناولت بعض التونة
للمرة الأولى في حياتها، فظهرت عليها أعراض خطيرة؛ حيث تورم حلقها ومنع وصول
الأكسجين للرئتين.
واضطرت الأم إلى نقل الطفلة إلى المستشفى على الفور، وتمكن الأطباء لحسن الحظ من
إنقاذ حياتها، وهو ما أعطى أسرة الطفلة درسا عمليا لن تنساه حول ضرورة الانتباه
والحذر من كل ما يؤذي الطفلة.
وفي تعليقه على هذه الحالة، قال د. يوسف حلمي استشاري التغذية لـmbc.net: "حالة هذه الطفلة ناتجة عن أن جهاز الحساسية لديها
يستثار من كافة الأطعمة التي تناولتها عدا السمك؛ حيث يقوم الجهاز بتكوين أجسام
مضادة (أنتي جينات) ترفض هذه
الأطعمة وتتسبب في حدوث مضاعفات عندما تتناولها بداية من تورم الحلق وصولا
للوفاة".
وأرجع استشاري التغذية السبب الرئيس لحدوث هذه الحساسية إلى وجود خلل في الجهاز
المناعي لدى الطفلة.
وأوضح د. حلمي أن كل الأطعمة التي يتناولها الإنسان هي مواد غريبة على البدن
الذي يولد أجساما مضادة للأطعمة التي يتوافق معها فتحدث أعراض الحساسية.
وعن علاج هذه الطفلة، قال: "هذه الطفلة أو أي مريض آخر
يرفض جسمه أطعمة معينة يكون علاجه بتناول جرعات صغيرة تدريجيا حتى يبدأ في التعود
عليها"، مشيرا إلى ضرورة عرض كافة الأطعمة على الشخص حتى
يتم معرفة الأشياء التي تصيبه بالحساسية.