لم تعد غرف الولادة في المستشفيات الأمريكية مقتصرة على وجود الأطباء أو القابلات
والأزواج فقط، بل انضمت إليهم مدرسات الرقص الشرقي، ممن يساعدن السيدات الحوامل على
الرقص وهز أجسادهن أثناء المخاض، في آخر صيحات الأمريكيات للمساعدة على تحقيق مخاض
صحي وسليم.فقد اتجهت العديد من حوامل الولايات المتحدة إلى دروس الرقص الشرقي، وهز
الأرداف والبطون على موسيقى أم كلثوم وعبد الوهاب، لمساعدتهن على الولادة بشكل
رياضي سليم.
خاصة أن عدد من الأطباء ومدرسي الرقص الشرقي في البلاد يعتبرون أن الرقص الشرقي
يساعد على تحرك الجنين إلى وضع الولادة الطبيعي، واكتساب المزيد من المرونة في
منطقة الحوض ورفع من اللياقة والتحمل أثناء عمليات الوضع المجهدة.
وبثّت شبكة "إيه بي سي" الأمريكية تقريرا مصورا عن انتشار ظاهرة إقبال
الأمريكيات على دروس الرقص خلال حملهن، وفق ما نقلت وكالة "امريكا أن أرابيك"
الأربعاء 2-1-( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ).ونقلت الشبكة عن معلمة للرقص اسمها
ديدي فارس فولكيرتس قولها: "كلما رأيت سيدة تلد رأيتها تقوم بحركات كنت أتعلمها في
فصلي الدراسي مثل تحريك البطن أو لف الأرداف أو هزهم. لقد كانت تلك الحركة فطرية
لهن أثناء الوضع".
وأشارت فولكيرتس إلى أن طالباتها أجمعن على أن دروس الرقص الشرقي "تجعلهن أكثر
استعداداً لعملية الوضع، لشعورهم بأنهن أكثر تركيزاً، وبمجرد بدء المخاض يكن على
دراية بكيفية التعامل معه".
ولا يقتصر تعليم الرقص على تلقي الدروس في النوادي، إذ انتشرت كذلك شرائط
الفيديو وأقراص "الدي في دي"، التي تعطي دروساً منزلية لرقص الحوامل.
ومن أشهر المعلمات في هذا المجال الراقصة سوزان ماكنيل، التي بدأت هذا الأسلوب
في لوس أنجلوس بالثمانينيات.
كما تظهر "الراقصة" ديلايلا في أحد أشهر شرائط الفيديو، وهي حامل في الأشهر
الثلاثة الأخيرة، تقوم فيه بتدريبات رياضية تشبه الرقص الشرقي، لزيادة لياقتها قبيل
الوضع. ويُباع هذا الفيديو، الذي يحمل اسم "الرقص للأم العظيمة"، بنحو 40 دولاراً.
أما قرص اسطوانات "الرقص قبل الولادة" للراقصة المحترفة نايا الذي يباع بعشرة
دولارات.
وقالت إحدى المراجعات اللواتي اشترين القرص اسمها سي ساندوفال: "لقد استمعت
بحركات الرقص الشرقي. إنها حركات ممتعة ومثيرة. لقد جربت اليوغا من قبل، فوجدت نفسي
أغط في النوم أثناء التدريب. إن لحركات الرقص الشرقي أسلوبها في مساعدة جسمي الحامل
والمنهك من الحمل أن يشعر انه أفضل وفي حال أقوى".
هذا، وكرّست جريدة "وول ستريت جورنال" الأمريكية موضوعاً أيضا عن الرقص الشرقي
في غرف الولادة، قالت فيه إن المعلمات للرقص يذعن موسيقى قديمة مصرية أثناء الولادة
لترقص عليها الواضعات هي على الأرجح لأم كلثوم وعبد الوهاب.
لكن، ورغم تشجيع الأطباء للرقص الشرقي قبل الولادة، إلا أن بعضهم يقولون انه يجب
تفادي بعض الحركات القوية أو العنيفة مثل رفع الوسط ثم الهبوط به لأسفل، أو أي شيء
يجعل المرأة تقف على أطراف أصابع أقدامها.