عروس اشترطت على زوجها جلب ورود العرس من هولندا،
وتوزيع عطور على الحضور جلبت من فرنسا خصيصاً، إضافة إلى كوشة بلغت تكلفتها 70 ألف
درهم كل تلك المصاريف التي تكبدها الزوج استجابة إلى طلبات عروس العمر أدت إلى
طلاقهما بعد 3 أشهر فقط .
تلك القصة رواها لنا عبدالسلام درويش رئيس قسم
الإصلاح والتوجيه الأسري في محاكم دبي، كتحذير للمقبلين على الزوج بعدم المغالاة في
المصاريف التي قد توقعهما في المشكلات المالية، مشيراً إلى أن الزوج في المثال
السابق لم يستطع أن يوفر الطعام لزوجته بعد أن استفاق من “سكرة الزواج”، ما أدى إلى
اشتعال المشكلات بينهما، والتي انتهت بالطلاق .
يؤكد درويش أن جوانب النفقة
والمال بين الزوجين قد تسبب التوتر، فكثير من الأزواج يسقط غيظه على الزوجة، حيث لا
يشعران أنهما دخلا حياة جديدة، وأن عليهما استشعار المسؤولية، مشدداً على قول رسول
الله صلى الله عليه وسلم: “ . .فالرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة
راعية في بيت زوجها، وهي مسؤولة عن رعيتها” .
ويوضح أهمية استشعار
المسؤولية بين الزوجين، مبيناً في الوقت ذاته أن من أسباب الطلاق أن كل زوج يسعى
إلى أخذ حقه من الآخر، من دون أن يقدم ما عليه من واجبات، مؤكداً أن الاستقرار في
الأسرة قائم على شعور كل طرف بقيمة الطرف الآخر .ويضيف أن هناك مشكلة تتمثل في أن
الرجل قد لا يشعر بوجود قيمة للزوجة، مؤكداً أن قيمة الزوجة تأتي من أثرها في
البيت، وأن كل شيء زادت قيمته زاد التمسك به .
وضرب مثلاً على ذلك، حيث
يقول: حضر إلينا زوج تركت زوجته البيت، وخلفها ثلاثة أبناء لمدة شهر، حيث أشار إلى
أن أبناءه لم يسألوا عنها خلال الشهر، لكن إذا غابت الخادمة عنهم لمدة يوم واحد لا
يستطيعون النوم . ويرى درويش أن هناك أسباباً تقف خلف المشكلات الأسرية التي قد
تؤدي إلى الطلاق، أهمها ما يتعلق بغياب الثقافة الزوجية، حيث إن الرجل يريد أن
يتعامل مع عقلية زوجته بعقلية الرجل، وكذلك تتعامل الزوجة معه بعقلية المرأة، وهو
ما يؤدي إلى صراع بينهما .
ويبين أن الأسرة تعتبر جزءاً من المشكلة، حيث إن
خلافات الأب والأم تظهر دائماً للأبناء لكن علامات الحب لا تظهر لهم لأنها تعتبر
“عيباً”، وهذا يؤثر في الأبناء عندما يكبرون، وتصرفاتهم أثناء الزواج .ويؤكد أن
للإعلام أثراً كبيراً في المشكلات الزوجية المؤدية للطلاق، حيث إنه ينشر ثقافة
سلبية عن الحب والجمال لا تمت للواقع بصلة، ما يؤدي إلى اصطدام الزوجين بالحياة
الحقيقية، واشتعال المشكلات بينهما .
ويشدد على أن تأهيل المتزوجين الجدد
قبل الزواج يقلل من نسبة الطلاق .وبيّن أن ماليزيا ألزمت الأزواج الجدد بالحصول على
رخصة زواج، حيث يستطيعون الحصول عليها عن طريق الدخول في دورة لمدة شهر، وقد بينت
إحصاءاتهم وجود انخفاض في حالات الطلاق، مشيراً إلى أن محاكم دبي وفرت “حقيبة
المتزوجين الجدد”، تحتوي على مواد أسرية تقدم لهم، حيث لوحظ وجود انخفاض في نسبة
الطلاق لدى الفئة التي اطلعت على الحقيبة.