لجأت أم إندونيسية إلى جمعية متخصصة بحماية ومساعدة الأطفال ومعالجتهم في جاكارتا لمساعدتها في إقلاع طفلها الذي لم يتجاوز السنة الثانية من عمره عن عادة التدخين بشراهة.
ونقلت شبكة (CNN) الإخبارية عن ديانا والدة الطفل ألدي الذي كان يبكي ويصرخ طالباً سيجارة، أن "دفعه للإقلاع عن هذه العادة أمر صعب للغاية، خاصة وأنه يعمد إلى ضرب رأسه بالحائط عندما تزداد لديه الحاجة للنيكوتين، كما يبدأ في التقيؤ إن انقطع عن هذه الممارسة التي ربما جعلت منه أحد أصغر المدخنين في العالم".
وأشارت ديانا إلى ندبة عميقة في رأس ألدي لافتةً إلى أنه "أصيب بها في نوبة غضب ضرب فيها رأسه بالحائط جراء حرمانه من التدخين" مضيفة "كنت أدخن وأنا حامل بألدي، ولكنني أقلعت بعد الولادة، ولا أعرف متى بدأ ابني بالتدخين ولكنني أذكر أننا ذهبنا مرة إلى السوق وعدنا ومعه سيجارة في يده".
وأضافت ديانا أن "ابنها كان يدخن 40 سيجارة في اليوم، ولكنه قلص استهلاكه بعدما أخذته إلى الجمعية وإنها كانت تلاحظ بأن ملامح الفرح كانت تظهر على ألدي منذ ولادته، عندما كان يشتم رائحة سجائر يدخنها من حوله".
ومن جانبه قال رئيس الجمعية الوطنية لحماية الأطفال في إندونيسيا والمشرف على حالة ألدي سيتو ميلادي إن "التدخين شكل جزءا من ثقافة البلاد لدرجة لم يعد ينفع معها التحذير من مخاطره الصحية".
وتابع ميلادي إن "الكثير من أولياء الأمور يدخنون أمام أطفالهم، بل يمكن رؤية أمهات يحملن أطفالهن بيد، والسيجارة باليد الأخرى، وهن لا يدركن مدى الخطر الذي يعرضن أطفالهن له".
واعتبر ميلادي أن ألدي هو طفل شديد الذكاء، لكنه "ضحية مجتمعه" وعائلته كانت تعطيه السجائر للتخفيف من بكائه، ولم تقم بالبحث عن سبل لعلاجه لأسباب صحية، بل بسبب التكلفة المرتفعة للسجائر التي يستهلكها بعدما بلغت أربعة دولارات يومياً.
وحذر ميلادي من ارتفاع هائل في أعداد المدخنين الصغار (ما بين تسع وخمس سنوات) دون أن يستبعد أن يكون ألدي، مجرد "رأس جبل الجليد" في ظاهرة التدخين لمن هم دون الخامسة من العمر.