يلجأ بعض الأطفال إلى الأسئلة الكثيرة لاكتشاف العالم المحيط بهم، ومحاولة فهم ما يرونه غامضا.
وسبب ذلك أن الطفل يعتبر أن والديه هما أكثر الناس علما، كما أنهما مرجعه الأساس للإجابة عن أسئلته.
ويؤكد المتخصصون أن أسئلة الطفل تدل على ذكائه، وعمق انتباهه ووعيه بمحيطه. لكن المشكلة تكمن في أن بعض الآباء يعتبرون أسئلة الطفل مصدرا للإزعاج، فيجيبون عنها بعصبية، أو ينهرون الطفل ليكف عن السؤال.
كذلك قد يجد الوالدان أسئلة الطفل محرجة، خاصةً إذا تعلقت بالعلاقة الحميمة، فيجيبان الطفل بإجابات خاطئة، ظنا منهما أن ذلك يحل المشكلة، ويعفيهما من الحرج.
إليكِ بعض الأفكار للتعامل مع أسئلة طفلك:
أسئلة الحياة والموت: يعجز الطفل بعقله الصغير عن إدراك الأمور المعقدة، كالحياة والموت مثلا. وإذا كان يمتلك كائنا أليفا، ومات هذا الكائن، فإن طفلك سيسألك عنه، وعن معنى كلمة (مات) التي ستخبرينه بها. فهل أنتِ جاهزة للرد؟
يمكنك تبسيط الأمر لطفلك ليستطيع استيعابه، فبدلا من كلمة (موت)، يمكنك استخدام جمل من نوعية "لم يعد بإمكانه أن يأكل أو يشرب أو يتحرك، فاضطررنا لاستبداله"، أو "لم يعد بإمكانه أن يلعب معك لأنه أصبح مريضا".
أسئلة العلاقة الحميمة: يبدأ الطفل بين عمر 4 – 7 سنوات في اكتشاف أجزاء جسده، ويتعرف إلى أعضائه التناسلية، فيثير الأمر فضوله، ويبدأ في التساؤل. ستدور أسئلة الطفل في هذا الوقت عن أمور يراها معقدة، كولادته، وكيف وُجد من قبل بداخل رحمك، وكيف خرج، وما إلى ذلك.
يجب عليكِ ألا تتعاملي بحرج أو عصبية مع تلك الأسئلة لكيلا تمنحي طفلك مفهوما خاطئا، بأن الحديث عن تلك الأمور من الممنوعات، بل تقبلي الأسئلة ببساطة.
ابحثي عن كتب علمية تشرح الأمر بشكل علمي مبسط وواضح، وترفقه بالصور الملونة لكي يمكنك عرض بعضها على طفلك. واحذري من تقديم إجابات خاطئة لطفلك فما سيتلقاه منكِ سيعلق بذاكرته لفترة أطول مما تتخيلين.
إذا عجزتِ عن معرفة إجابة أحد الأسئلة، فقولي إنكِ لا تعلمين الغجابة، لكنكِ ستبحثين عنها. ويفضل أن تشركي طفلكِ في البحث عن المعلومات على شبكة الإنترنت ليتعلم المنهج الصحيح للبحث والمعرفة.
- أسئلة اللعب: يعتبر اللعب من الأمور الأساسية في حياة الطفل، وقد تقابله بعض الألغاز أثناء لهوه، فيلجأ إليكِ لطرح أسئلته. تقبلي الأسئلة وساعديه في حلها فأنتِ بذلك تساعدينه على نمو مهاراته الفكرية. شاركيه اللعب في بعض الأوقات ليشعر باهتمامك.