[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هي صرخة دوّت في أعماق الجحيم فتردد صداها في أرجاء الدنيا قاطبة يهيب ببني آدم الذين
ما زالوا على قيد الحياة الى الانتباه واتخاذ الحيطة والحذر ,
فيقول:
يا ساكني الأرض ...
من أعماق الجحيم أناديكم . من أعماق الظلمة ، من أعماق الشقاء ،
من أعماق اليأس أصرخ اليكم منبهاً ومنذراً . المكان موحش ، مرعب ، هائل ، . لا شبيه له في دنياكم .
هنا لقد اكتنفنا ليل أبدي لا يبزغ بعده فجر .
في هذا الظلام الدامس أطبق جفنيَّ لعلي أستمتع بقسط من النوم . ولكن كيف أنام على هذا الفراش الحامي ؟ مسكين أنا على هذا الفراش الملتهب كُتب علي أن أسهد الى الأبد . فيا لهول المصير !
لست أدري كيف جئت الى هذا المكان . كنت في عالمكم أسرح وأمرح . وكنت كلما لاح في مخيلتي شبح الجحيم اشغل نفسي كي لا أراه .
ثم سرت في طريق هادئ البال غير مفكر أو مكترث . وفي لحظة من
الزمن أغمضت طرفي وفتحته ـ واذا بذاك العالم الغرار قد توارى عن ناظري ـ فرأيت أرواح الآدميين ورسل الجحيم تتراقص حولي ؛ ثم رأيت الشيطان وقد صوب نحوي عينيه الناريتين وبسط علي جناحيه الأسودين ، فقبض على روحي وزج بها في أعماق الجحيم ، ثم صرخ صرخة دوت لها أركانه : "وسِّعي أيتها الجحيم فاكِ ، ها فريسة أخرى لكِ " .
آه ! لقد وقعت بين مخالب الجحيم الفولاذية ولن أستطيع أن أنجو !
لا أقدر أن أصف لكم ما يجول في خاطري وأنا أغوص في بحيرة النار ثم أطفو ! تتضارب في صدري عوامل عدة هي مزيج من الحزن والألم ، والحسرة والندم ! من حولي نار تستعر ، وفي صدري براكين تثور ، وقد قُضي عليَّ أن أقضي هنا الأبد الذي لا ينقضي ! أواه ! ليس للأبد بقية فهو مستمر لا ينتهي .
ألا حد لهذا العذاب المتقد ؟ أوليست هناك ميتة أخرى أموتها تضع حدا لما أعانيه ؟ الموت قد فارقنا وهو لدينا أحب حبيب . اللهم حنانك ورحمتك !! ولكن أين الرحمة ؟ ان هذا ليس مكان رحمة …..
ها أنا أغوص تحت ثقل خطاياي ، أغوص الى حيث لا أعرف قراراً تحت هذا الحمل الثقيل ! لست أدري كيف استطاعت كرة الأرض أن تحملني وتحمل خطاياي .
بالأمس كنت منعدم الحس ، أما اليوم فكلني احساس وشعور . بالأمس كنت أعمى واليوم أبصر ، بالأمس كنت أهزأ واليوم أبكي دماً أحمر .
صراخ يصم أذنيَّ : " ويلاً! ويلاً طويلاً …" نم يا ضميري قليلاً ! آه ولكنه لن ينام بعد . لقد نام على الأرض طويلاً وها هو قد استيقظ يقظته الأبدية ليعذبني عذاباً أبدياً . وهو يصرخ بأعلى صوته : " يا لك من أحمق غبي ! لقد أخمدت صوتي على الأرض في ملذاتك العابرة وأهواء نفسك الغرارة وأميالك الفاسدة وتقواك الزائفة وتديُّنك الذي صنعته يداك فرفضت صوت النصح والارشاد فحق عليك الآن أن تسمع صوتاً مجلجلاً في داخل كيانك يطالب بالانتقام والعذاب الذي تستحقه .
الويل ثم الويل ثم الويل .
أرى حولي نفوساً من مختلف الطبقات والمراكز والأجناس : أرى ملوكاً وأمراءَ ورؤساءَ وأشرافاً ،
أرى نفوساً من ذوي الجمال والأدب ممن لقيت المديح الملق ، وهي لا تسمع غير اللعنات المرجفات وقد صارت طعمة للنار التي لا تفرق بين البشر .
أرى نفوساً ارتدت ثوب الرياء طويلاً الى أن احترق ذلك الثوب فظهر ما كانت تستر وبرز ما كانت تضمر .
أرى رجال الدين الذين خدعوا البشر باعطائهم رجاءً كاذباً . ظنوا أن الله ينسى أو يتساهل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم خادعين .
أرى مبتدعين بدعاً وأضاليل ولكنهم ما كانوا إلا لنفوسهم مضلِّين.
أرى أغنياء حفاة عراة لا يجدون نقطة ماء يبردون بها لهيبهم المستعر .
أرى أصحاب اللهو والطرب يرقصون ، ولكنها رقصة الطير المذبوح .
أسمع نفوساً تستنزل اللعنة على غيرها لأنها كانت سبب شقائها : أسمع ابناً يسب أباه ، وأخاً يلعن أخاه ، وأماً تشتم ولدها … هنا لا نعرف غير لغة اللعنة المرَّة .
والآن ها أنا أغوص في أعمق الأعماق فلا أرى شيئاً .
منقوووووول
اخواني اتقوا الله في أنفسكم
واعملوا خيرا فان الدنيا فانية
لا نعلم اذا كنا سنعيش غدا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]