سؤال حول
التكفير سؤال : ما حكم تكفير الناس من العلماء والمشايخ زالدعاة ؟
وعلى أي مبدأ يكون
التكفير ؟
وهل كلن
السلف رضوان الله عليهم يكفرون ويفسقون ويبدعون ؟
أرجوا لمن كان لديه جواب
واضح أن يفيدنا به
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بارك الله فيك
هذه مسألة عمّت بها البلوى في هذا الزمان
وانفرط عقدها
ومن هنا يجب أن يتنادى أهل الحل والعقد لدراسة هذه المسألة
وليست
المشكلة في الحكم بالكفر ولكن المشكلة – في نظري – تكمن في أمرين :
الأول : طرق
الاستدلال
والثاني : تنزيل الأحكام
أما ألأول فمن عجيب ما يستدل به من
يحمل لواء
التكفير للكلّ !
أن يستدل بما يخص الكافر الأصلي على المرتد ، أو من يظنه مرتدا
فلقد
رأيت بعضهم يستدل بقوله تعالى : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا
كَانُوا خَاطِئِينَ )
فإذا حكموا بكفر الحاكم وضعوا هذه الآية دليلا لهم لتكفير
كل من يعمل معه بل من يُساكنه !
وربما رأيت بعضهم يُقيم بين أظهر الكفار ويحمل
راية تكفير من يُساكن حاكما يرى هو أنه مرتد
وإثبات الردة ليس بالأمر اليسير
، ولذا اختلف فيها وفي أحكامها خيار هذه الأمة
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله
عنه ، وكفر من كفر من العرب ، فقال عمر رضي الله عنه : كيف تقاتل الناس وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ،
فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ فقال : والله لأقاتلن
من فرّق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا
يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر رضي الله
عنه : فو الله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضي الله عنه فعرفت أنه الحق
.
فأنت ترى أن الصديق رضي الله عنه اختلف مع الفاروق في تكفير هؤلاء
وترى أيضا أنه لم يستدل أحد بما هو وارد في حق الكافر الأصلي .
وفرق
بين الكافر الأصلي وبين المرتد
فالكافر الأصلي لا خلاف فيه
والمرتد فيه
الخلاف
وفيه الخلاف في إقامة الحجة عليه
وفي انتفاء الموانع
عنه
أما الكافر الأصلي فيختلف تماما عن المرتد
وهذه مدحضة
مزلّة
زلّـت فيها أقدام
وخُدعت فيها أفهام
ولُبّس فيها على بعض
من لم ترسخ قدمه في العلم
ولم يكن من هدي السلف المسارعة إلى
التكفير أو التفسيق أو
التبديع
بل كان الإمام أحمد رحمه الله يؤتى إليه فيُقال له : فلان يقول
القرآن مخلوق . فلا يُكفّره
بل يتريّث
لعل له تأويل
لعله مُكره
لعله
لم يقل بذلك
إلى غير ذلك من الأعذار
مع أن القاعدة عند الإمام أحمد :
من قال القرآن مخلوق فهو كافر .
ومع ذلك لا يُعهد عنه أنه يُسارع في ذلك
.
وفرق عند سلف الأمة بين :
الكافر والواقع في مُكفِّر
وبين المبتدع
وبين الواقع في البدعة
وبين الفاسق والواقع في أمر مُفسّق
وهكذا
..
والتورّع ليس دفاعا عن شخص أو أشخاص
وإنما لأن الأمر خطير
فمن
كفّر مسلما فهو أمام أحد أمرين :
إما أن يكون المكفّر مستحقا لذلك ، فهو
كذلك
وإما أن تعود الكلمة على صاحبها فيتحمل إثم الكلمة ، ويكون كما قال
.
لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا قال الرجل لأخيه : يا كافر ، فقد باء به
أحدهما . رواه البخاري ومسلم .
ونسأل الله أن يُرينا الحق حقا ويرزقنا
اتباعه
ويُرينا الباطل باطلا ويوفقنا لاجتنابه
والله تعالى أعلى وأعلم
.
الشيخ عبدالرحمن السحيم