العلاج
العناية الطبية:
المرضى الذين يكتشف وجود حصاوي عندهم دون وجود أعراض لا يوجد سبب كافي عندهم يخضعهم للجراحة عند وضع مخاطر الجراحة وتكلفتها في الاعتبار, وبصفة عامة فإن المرضى الذين يكون عندهم حصاوي دون وجود أعراض لا تجرى لهم جراحة لاستئصال المرارة إلا عند وجود حصاوي قطرها أكبر من 3 مم, أو عند تكلس المرارة والذي يسبب زيادة خطر حدوث سرطان المرارة.
المرضى الذين يرفضون الجراحة والذين تعرضهم الجراحة لمخاطر - كما هو عند تقدم العمر أو وجود أمراض مصاحبة مثل أمراض القلب والرئتين والكلى- من الممكن إعطاؤهم أحماض الصفراء bile acids بالفم لعدة شهور لإذابة الحصاوي, وأفضل المرضى المرشحين لهذا العلاج هم الذين تكون الحصاوي عندهم صغيرة الحجم ولا تؤثر على وظائف المرارة, كما تكون منفذة للأشعة radiolucent stones (حيث تكون في أغلب الحالات من الكولسترول), ويعطى في هذه الحالات حامض إيرسوديزوكسى كوليك Ursodeoxycholic acid بجرعة 8–10 مج /كجم/يوم وهي تذيب 80% من الحصاوي الصغيرة -التي يكون قطرها اقل من 0.5 سم - خلال 6 شهور, وبالنسبة للحصوات الأكبر تكون معدلات النجاح أقل حتى عند استخدام جرعات أكبر من الحامض, وعند النجاح في إذابة الحصوات فإنها تعود لتتكون عند 50% من الحالات خلال 5 سنوات, والعلاج بهذه الطريقة له قيمة في منع تكون الحصوات عند المرضى السمان, وعند الذين يخضعون لجراحات طب السمنة bariatric surgery أو نظام غذائي قليل السعرات.
يحتاج المريض لدخول المستشفى في حالات الالتهاب المراري الحاد والمزمن.
يشمل العلاج إراحة الأمعاء بترك الطعام والشراب, وإعطاء سوائل بالوريد, ومسكنات للألم, ومضادات حيوية بالوريد.
لعلاج القيء تعطى مضادات للقيء, كما توضع أنبوبة معدية من خلال الأنف, كما يمكن عمل شفط لتفريغ المعدة, والتقليل من تجمع السوائل بالأمعاء.
العناية الجراحية:
في حالة التهاب المرارة الحاد, وعندما تكون خطورة الجراحة قليلة تزال المرارة بالجراحة خلال 24–48 ساعة من بداية الأعراض, فالجراحة المبكرة يكون لها فوائد طبية, واقتصادية اجتماعية.
من الممكن تأجيل الجراحة لمدة 6 أسابيع - بعد زوال الأعراض - عندما يكون التهاب المرارة مصحوب بمرض يجعل الجراحة خطرة مثل أمراض القلب والرئتين والكلى.
في التهاب المرارة المزمن chronic cholecystitis تزال المرارة عادة بعد زوال النوبات الحادة.
في حالات التهاب المرارة الغير مصحوب بوجود حصوات تكون الجراحة العاجلة لاستئصال المرارة ضرورية.
عند وجود مضاعفات مثل وجود خراج بالمرارة, أو انثقاب المرارة, أو الغرغرينا, يكون من الضروري إجراء جراحة عاجلة.
*الجراحة المفتوحة لاستئصال المرارة Open cholecystectomy تشمل عمل فتح كبير بالبطن, وعمل استكشاف, وتكون معدلات الوفاة لهذه الجراحة 0.1%, وهي جراحة آمنة وفعالة عندما تكون اختيارية, وعند عدم وجود مضاعفات.
* يتم عادة استئصال المرارة باستخدام منظار البطن laparoscopic cholecystectomy وشاشة عرض, وهي تعتبر أفضل طرق جراحة استئصال المرارة, فهي أقل تدخل, ولها نتائج جمالية أكثر – حيث يتم إجرائها بعمل فتحات صغيرة - ولا تزيد فيها نسبة الوفيات و الاعتلالات عن الجراحة المفتوحة, كما تكون فترة بقاء المريض بالمستشفى أقل وكذلك فترة النقاهة, ومنظار البطن هو عبارة عن أنبوبة مرنة يمكن الرؤية من خلالها, و بعد عمل فتحات صغيرة بالبطن يمرر المنظار والأدوات والوسائل الجراحية الأخرى لاستئصال المرارة.
* في حالات الجراحة الاختيارية بالمنظار تكون معدلات التحول إلى الجراحة المفتوحة هي حوالي 5%, بينما في الجراحة الطارئة لاستئصال المرارة وفى وجود انثقاب أو غرغرينا يصل التحول إلى الجراحة المفتوحة إلى حوالي 30%, ويكون التحول إلى الجراحة المفتوحة بسبب عدم التمكن من تحديد معالم المنطقة, أو عدم القدرة على التعامل مع المضاعفات.
* لا تجرى الجراحة باستخدام منظار البطن في حالات السمنة المرضية, وحالات وجود انثقاب بالمرارة, ووجود حصوة كبيرة, أو توقع وجود سرطان بالمرارة, وفى المراحل النهائية من الفشل الكبدي.
الألم بعد الجراحة.
* عدد قليل من المرضى يشعر بنوبات متكررة من الألم المشابه لألم التهاب المرارة, وذلك بالرغم من استئصال المرارة والحصاوي المرارية, والسبب في الألم هو غير معروف.
* يرجع بعض العلماء الشعور بالألم بعد استئصال المرارة إلى اضطراب في وظيفة العضلة العاصرة التي تتحكم في صب العصارة الصفراوية البنكرياسية من خلال الفتحة الموجودة بالقناة عند اتصالها بالإثنى عشر والمسماة بعضلة أودي العاصرة sphincter of Oddi, وقد يحدث الألم بسبب وجود حصوات صغيرة والتي تبقى موجودة في القنوات بعد إزالة المرارة, وقد يكون هناك سبب آخر للألم مثل القولون العصبي irritable bowel syndrome, أو قرحة المعدة.
* قد يكون من الضروري استخدام التنظير الداخلي الرجوعي المراري البنكرياسي عندما يكون الألم بسبب زيادة الضغط داخل القنوات المرارية وخلال هذا الفحص يتم إدخال أنبوبة مرنة يمكن الرؤية من خلالها (المنظار) من الفم إلى الأمعاء مع إدخال أداة لقياس الضغط من خلال المنظار, وعند زيادة الضغط يتم إدخال آلة - من خلال المنظار - لعمل قطع وتوسيع للعضلة العاصرة وهذه الجراحة endoscopic sphincterotomy تسبب زوال الأعراض عند الأشخاص الذين يشكون من ألم بسبب اضطراب العضلة العاصرة.
المشورات الطبية
يحتاج المريض لمشورة جراح لاختيار البديل الأفضل للعلاج بالجراحة.
يحتاج المريض لمشورة متخصص في أمراض الجهاز الهضمي وخاصة عند عمل تنظير داخلي رجوعي مراري بنكرياسي, ووجود حصوة بالقناة المرارية المشتركة.
الغذاء
المرضى الذين يدخلون المستشفى لعمل استئصال للمرارة يجب ألا يتناولوا أي شيء بالفم.
قد يسمح للمريض بتناول سوائل أو طعام قليل الدهون في حالة الالتهاب المراري الغير مصحوب بمضاعفات, وذلك لحين اقتراب موعد إجراء الجراحة.
المتابعة
بعد دخول المريض المستشفى يعطى اهتمام لتوازن السوائل والأملاح بالجسم, وإعطاء مضادات حيوية, وعمل فحوص الأشعة, وإجراء الجراحة عند استقرار حالة المريض.
عند عدم وجود مضاعفات- ومع وضع سهولة نقل المريض للمستشفى للمساعدة الطبية عند الضرورة - من الممكن تقديم العلاج للمريض خارج المستشفى, والذي يشتمل على المضادات الحيوية والمسكنات.
المضاعفات
التكاثر الميكروبي داخل المرارة - بعد انسداد القناة المرارية - يسبب دبيلة المرارة empyema of gallbladder, والمرضى بدبيلة المرارة يحدث لهم تفاعل سام, ومن الممكن أن ترتفع حرارتهم بدرجة ملحوظة أكثر, كما يزداد عندهم عدد كرات الدم البيضاء, ووجود دبيلة المرارة هو في أغلب الحالات سبب للتحول من استئصال المرارة باستخدام تنظير البطن, إلى الجراحة المفتوحة لاستئصال المرارة.
- في حالات نادرة قد تسبب حصوة كبيرة بالمرارة تآكل خلال جدار المرارة للعضو المجاور- وهو في أغلب الأحوال الإثنى عشر – ويعقب ذلك انحشار الحصوة في نهاية اللفائفي terminal ileum أو بالإثنى عشر أو ببواب المعدة pylorus مما يسبب علوص بسبب حصوة المرارة gallstone ileus.
التهاب المرارة النفاخي emphysematous cholecystitis يحدث عند حوالي 1% من الحالات, وهو يلاحظ عند وجود غاز بجدار المرارة نتيجة غزو من أحد الميكروبات التي تنتج غاز مثل الإشريكية القولونية, وهذه المضاعفة تحدث أكثر عند مرضى السكر, وتكون أكثر عند الرجال, وفي حالات التهاب المرارة الغير مصحوبة بوجود حصاوي (28% من الحالات).
عند حدوث انثقاب للمرارة أو غرغرينا (وهي من المضاعفات كثيرة الحدوث) يوصى بعمل استئصال طارئ للمرارة.
حدوث إنتان sepsis.
حدوث التهاب للبنكرياس pancreatitis.
انثقاب المرارة يحدث عند حوالي 15% من المرضى.
مصير المرض
في حالات التهاب المرارة الغير مصحوبة بمضاعفات يكون توقع مصير المرض ممتاز, وتكون نسبة الوفيات منخفضة جدا.
في حالة وجود حصوات مرارية بدون أعراض, يكون معدل ظهور الأعراض عندهم 2% كل عام, ويعود الألم ويتكرر عند 20–40% منهم كل عام, كما أن 1–2% منهم يحدث له مضاعفات مثل التهاب المرارة, والتهاب القنوات المرارية, والتهاب البنكرياس.
المرضى الذين تكون حالتهم حرجة مع وجود التهاب بالمرارة تكون نسبة الوفيات بينهم مرتفعة.
عند حدوث مضاعفات مثل انثقاب المرارة, أو الغرغرينا, أو دبيلة المرارة empyema, تكون معدلات الوفيات مرتفعة وتصل إلى 50–60%.
تعليم المرضى
المرضى بالتهاب المرارة يجب تعليمهم ما يتعلق بسبب المرض, والمضاعفات عند ترك المرض دون علاج.
يجب تعريف المرضى بالاختيارات المتاحة للعلاج الطبي والجراحي.
منقول للافادة.