تراب القمر يطير أحيانا !!!!!!!!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فى الإستكشافات القمرية أحيانا يجد الرواد أكثر مما كانوا يسعون لإكتشافه وربما أشياء لم تكن متوقعة بالمرة
ففى رحلة أبوللو-17 عندما كان الرواد يدورون حول القمر فى جانبه المظلم والشمس بالكاد تظهر أسفل الأفق...بينما كان الرائد يوجين سيرنان Eugene Cernan يلاحظ الطبقة الرقيقة للغلاف القمرى والمتكونة من ضوء الشمس الخافت حول قرص القمر...لاحظ شيئا عجيبا

الفكرة
ببساطة أن القمر يحجب الضوء القادم من الشمس....وبما أن المسافة بين القمر
والشمس يتخللها الغبار البين نجمى الناشئ من تصادم المزنبات عبر
العصور.....فبمرور ضوء الشمس حول القمر تتكون طبقة رقيقة جدا من الضباب
الخفيف حول القمر...نظرا لإختراق ضوء الشمس الغبار المحيط بالقمر

تلك الطبقة يطلق عليها Coronal Zodiacal Light ( CZL وعند بزوغ شمس النهار القمرى تبدأ تلك الطبقة فى الظهور وتزداد إتساعا وتترقرق حتى تدوب فى وسط النهار مع إرتفاع الشمس فى الأفق

تراب القمر يطير أحيانا !!!!!!!!!! Czl

صورة للCZL المحيطة بالقمر ملتقطة بالمركبة Clementine
والبقعة البيضاء الصغيرة أعلى الصورة هى كوكب الزهرة

هدا كله طبيعى...ولكن الغريب فيما لاحظه الرائد هو قوس ضوئى ممتد فى أفق القمر أثناء شروق الشمس
وحتى تكون الصورة قريبة للفهم
فما لاحظه الرائد يشبه المخروط الضوئى الناشئ فى الغلاف الجوى للأرض فى التجويف بين سحابتين فى نهار ملبد بالغيوم
ويمكن
تفسير الظاهرة ببساطة على الأرض بأن سبب المخروط تشتت الضوء بين طبقات
الغبار المحمل برطوبة الغلاف الجوى...حيث تعمل درات الغبار كمنشورات زجاجية
تشتت الضوء وتتسبب فى الظاهرة.

ولكن القمر لا يملك أى غلاف جوى؟ فمن أين نشأت الظاهرة؟
إن درات
وجزيئات الغبار القمرى أحيانا تتصادم ببعضها محدثة فوضى فى التربة
القمرية....ولكن طبقة الغبار تكون خفيفة جدا وبالكاد ترتفع عن سطح القمر
ولا ترقى أن تكون غلاف كامل يحيط بالقمر!! تراب القمر يطير أحيانا !!!!!!!!!! Glasses

تراب القمر يطير أحيانا !!!!!!!!!! Glasses

لم تكن تلك الملاحظة فى رحلة أبوللو-17 فقط....بل أيضا فى رحلات أبوللو 8-10-15 ...والظاهرة أطلق عليها إصطلاحا Lunar Horizon Glow ...LHG أو ما يعرف بالأفق القمرى المشتعل.
وقد لوحظ بين عامى 1966-1968 من خلال كاميرا تلفيزيونية معلقة بإنسان آلى أرسل للقمر لتحديد مكان هبوط أبوللو-5-6-7
لوحظ أن LHG لم تكن ترى دوما
حتى فى رحلات أبوللو 11-12-14 لم يتم رصدها إطلاقا
على عكس
أبوللو 15-17 والتى كانت صورها شديدة الإضاءة...وتم تفسير الأمر أن ضوء
الشمس يضوى عند مروره بالغبار القمرى بطبقة يصل سمكها حتى 100 كيلومتر
أى أن ظاهرة LHG كانت متغيرة...وليست ثابتة على الدوام

وربما يكون من المنطقى وجود غبار قمرى على إرتفاع بسيط من سطح القمر...ولكن ما الدى دفعه إلى أن يطير نحو 100 كيلومتر!!
فلاغلاف جوى ولارياح ولا حتى دوران سريع للقمر حول محوره يسمح بهدا.

أحد
التفسيرات المقترحة أن القمر يتعرض يوميا لآلاف الزخات من الشهب
الميكروسكوبية التى تخترق غلافه بسهولة...وتصدم تربة القمر...والطاقة
الناشئة من التصادم تسمح بتحرر بعض الإلكترونات من الغبار القمرى...فيصبح
مشحون شحنة موجبة ويحدث أن تتنافر جزيئات التربة وتتطاير...وكلما كانت أخف
وزنا كلما طارت أبعد
لا مجال للحديث عن جادبية القمر هنا...فكتلة الدرات ضعيفة جدا لا تتأثر بالجادبية ويكون التأثير الكهروستاتيكى أقوى

وحيث أنه
لم يحدث أن أحتوت أيا من رحلات أبوللو المأهولة أو غيرها أجهزة لقياس
التأثير الكهروستاتيكى...مازال التفسير غير مقنع حتى الآن تراب القمر يطير أحيانا !!!!!!!!!! 42

وهناك
تفسير آخر يرجع ظهور تلك الأضواء إلى وجود درات الصوديوم فى الطبقات العليا
للقمر...والتى تتأثر بكمات حرارية من الشمس أو تقارع جسيمات الرياح
الشمسية والأشعة الكونية فيصدر منها طيف إنبعاث مكونا الظاهرة!
ولكن هدا
التفسير يواجه بأنه لو كان للصوديوم دور فى المسألة...لإرتفعت تلك الظاهرة
لآلاف الكيلومترات فوق القمر وليس 100 كيلومتر فقط!!
وقد يسأل البعض: من أين جاء الصوديوم؟
ببساطة من آلاف النيازك والشهب التى تزور القمر كل لحظة.

درات الغبار أقرب للمنطق إدن!!

وهناك أمر
آخر غريب يتعلق بالظاهرة وهو أماكن حدوثها....حيث تحدث دوما عند الخط
الفاصل بين المنطقة المضيئة والمعتمة من القمر...وهو ما يطلق عليه Terminator ....ربما للإختلاف البين فى درجات الحرارة تتراقص درات الغبار وتتطاير مرحا أو ضيقا تراب القمر يطير أحيانا !!!!!!!!!! Glasses

وما يثير الدهشة أن الظاهرة متغيرة...فهى ليست دورية بشكل منتظم ...كما أنهاليست مستديمة!!

لأجل كل تلك الأسباب قررت ناسا إرسال مركبة لإستكشاف الأمر فى 2012
المركبة سيكون إسمها:
Lunar Atmosphere and Dust Environment Explorer أو LADEE

وستعتمد
تقنية المركبة على قياس شدة الأشعة الفوق بنفسجية عند كل نقطة على خط ال
Terminator حتى إرتفاع 100 كيلومتر...ولو حدث أن وجدت وفرة من عنصر
الصوديوم ستكتشف المركبة أيضا الأمر بسهولة.
كما أن بها أجهزة دقيقة لقياس الطاقة الكامنة لدرات الغبار...وبالتالى حساب شحنتها وكثافة توزيع الغبار على القمر
ستقيس المركبة أيضا كثافة جزيئات الرياح الشمسية ومدى تأثر الغبار بها

ولو إتضح
من خلال دراساتLADEE أن القمر غلافه غبارى أكثر مما ينبغى...فسيطيح دلك
آمال العلماء فى أن يكون القمر قاعدة للرصد الكونى....وسيكون لزاما علينا
البحث عن قاعدة كونية أخرى للرصد!!! تراب القمر يطير أحيانا !!!!!!!!!! 31

</blockquote>

» القمر - ماهو القمر
» شفني من تراب المواجع تيممت
» الالتهاب يقتل الرضع أحيانا
» تعلّم أن تبقي فمك مقفلا أحيانا !
» الأفضل أن تبقي فمك مقفلا أحيانا!!!!