خرج ثعلب من مغارته يبحث عن طعام، وعندما اقترب من طرف الغابة سمع صوت ديكٍ، وفق الثعلب وأصغى، ثم تقدّم نحو جهة الصوت فرأى ديكاً كبيراً سميناً واقفاً فوق سياج البستان.
فرح الثعلب وقال في نفسه: أنه صيدٌ لذيذ، لكن كيف أُنزلُهُ من فوق الجدار!؟. وهزَّ رأسه عدّة هزّاتٍ ثم ابتسم وسار..
اقترب من الديك وحيّاه: صباح الخير يا صديقي الديك، كيف حالك؟. صحتك؟
إنني بخير والحمد لله/ ماذا تريد منّي؟! .
آه.. وابتسم، أُريد أن تشاركني في زراعة هذه الأرض الممتدّة أمامنا، انظر، إنها أرض منبسطة خصبة، وسوف نحصل على حبوب كثيرة.. وثمار لذيذة..، وفي كلّ يوم ستمتلئ حوصلتك من خيراتها.. أنت ودجاجاتك..
قال الديك باسماً: حقّاً إنه عمل مفيد..
حسنٌ..، تعالَ انزلْ يا صديقي كي نوقّع اتفاقاً على ذلك بيننا..
ابتسم الديك وقال: طيّب... اذهبْ إلى كاتبي (وردان) في ذلك الكوخ، فهو وكيلي في جميع أعمالي..
توجه الثعلب نحو الكوخ وهو يحدّث نفسه، مَنْ هو وردان هذا؟! لعلّه ديك آخر!!
اقترب من الكوخ وهو يمشي بهدوء على أطراف أصابعه كعادته، وعندما نظر من ثقبٍ في الجدار وجد كلباً كبيراً أسود جاثماً..
أوه..!! أهذا هو الكاتب وردان!! لقد سخر الديك منّي مرّة أخرى!! تراجع الثعلب خائفاً، ثم هرب إلى الغابة القريبة مسرعاً، وضحكات الديك تلاحقه.