التدريس المنزلي للمعوقين يسعدهم

[size=21] يفضل الآباء الذين يولد لديهم طفل مصاب بالإعاقة، أن يلتحق في مدرسة عادية للتعلم، ظنا منهم أن هذا قد ينفعه.
ويشير الخبراء الى أن هنالك حالات يجب أن يحصل فيها الطفل المصاب بالإعاقة إلى التعليم المنزلي.
وتختلف أنظمة التعليم من بلد إلى آخر بالنسبة للأطفال المصابين بالإعاقة،
فهنالك دول تسمح للطفل بالانخراط في المدارس، بينما تفرض دول أخرى أن يتعلم
الطفل في المنزل.
بيد أن اختصاصي العلاج النفسي للأطفال المعوقين، د.روبرت فلورنس، يؤكد أن
المنزل هو الخيار الأنسب ليتعلم الطفل ما يلائمه، وليستفيد منه حقا.
ويبين فلورنس أن فوائد التعليم المنزلي عديدة؛ منها أن الطفل يمكنه أن
يستريح وقتما يشاء، فالطفل المعوق عادة يحتاج إلى الاستراحة أكثر من
أقرانه، الذين لا يعانون الإعاقات، والاستمتاع بالأجواء المنزلية المريحة
له أثناء تلقيه التعليم.
ويشير فلورنس إلى أن التعليم في المنزل للطفل المصاب بالإعاقة يمنحه جدولا
مرنا، خصوصا أن الأمر لا يتعلق بالوقت، فالطفل متواجد في المنزل ربما طوال
اليوم، وهذا الأمر مريح للأطفال والأهالي الذين يحتاجون إلى اصطحاب أطفالهم
يوميا إلى مراكز العلاج المختلفة، للإشراف على حالتهم أو لتلقي العلاج،
والجدول المرن يمكن الأطفال من الدراسة يوميا من دون انقطاع، لتوفر الوقت
بالنسبة لهم.
ويتميز التعليم من المنزل بأن منهاجه مرن أيضا، ويقول فلورنس "الآباء
يمكنهم خلق المنهاج المناسب للأطفال، رغم توفر العديد من المواقع على شبكة
الإنترنت بمناهج تعليمية؛ خصوصا بالأطفال المعوقين، لكن الطفل، وتبعا
لحالته الصحية والمزاجية، قد يرغب بأن يستلقي ويستمع إلى دروسه، أو حين
يكون بصحة جيدة قد يستمتع بالتعليم الميداني بزيارة المتاحف أو الحداق
المختلفة. ويستطيع الطفل كل يوم أن يختار ما يريد تعلمه، سواء كان يرغب
بدراسة مادة العلوم أو الاستمتاع بصنع تحفة فنية باستخدام السيراميك سواء
في المنزل أو أحد المراكز المتخصصة بذلك حسب وضعه الصحي".
ويبين فلورنس أن التعليم المنزلي في بعض الأحيان، قد يقلل من الكلفة
المالية على الآباء؛ فالمدارس الخاصة والمواصلات والمدرسون الخصوصيون داخل
المدرسة قد تكلف الكثير من الأموال، مضيفا "يصارع الكثير من الآباء لاتخاذ
قرار يجعل أحد الأبوين يترك العمل من أجل التفرغ للعناية بالطفل المعوق،
لكن على الآباء وضع حسبة دقيقة للدخل من ذلك العمل ومصاريف الرعاية التي
يحتاجها الطفل، لعله يدرك أن دخله يذهب فقط في هذا الاتجاه".
ويردف "التضحية في العمل، في حال كان الدخل يساوي كلف الرعاية الخارجية،
جديرة بالأخذ بعين الاعتبار؛ لأنه لا شيء يضاهي شعور التواصل مع الطفل
المعوق، الذي سيشعر بالحب والرعاية الكاملة من قبل أحد الأبوين".
والتعليم من المنزل أيضا، يعمل على تخفيض نسبة التوتر، بحسب ما يؤكده
فلورنس؛ فالتوتر قد يصاب به الطفل أو الوالدان على حد سواء، والطفل المعوق
قد يتعرض للتنمر في المدرسة، أو قد لا يحظى بالاهتمام المنشود الذي يحتاجه
في الصف للتعليم، سواء بسبب عدم اهتمام المدرس أو عدم وجود الوقت ليحظى
بالاهتمام عند وجود أطفال كثر في الغرفة.
كما يصاب الآباء بالتوتر بعد ترك الطفل في المدرسة، ويقضيان النهار في
التساؤل حول من يهتم بطفلهم، وهل تكاليف الدراسة تغطي احتياجات الطفل. وهذا
التوتر الذي يجهد النفس والعقل سيختفي عندما يكون الطفل مع الشخص المناسب
للاهتمام به، وسيشعر الطفل بالراحة ويزدهر ويتطور عندما يتلقى التعليم من
قبل شخص واحد يحبه كثيرا.