بيوت النبي صلى الله عليه وسلم قال السـهيلي: كـان بيوت النبي تسعـة، بعضـها من جريد مطين بالطين،
وسقفها جريد، وبعضها من حجارة مرضومة بعضها على بعض، مسقفة بالجريد أيضا.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي رحمه الله: لم يبلغنا أنه صلى الله عليه
وسلم بنى له تسعة أبيات حين بنى المسجد، ولا أحسبه فعل ذلـك، إنما كان يريد
بيـتا واحـدا حينئذ لسودة أم المؤمنين، ثم لم يحـتج إلى بيت آخر حتى بنى
بعـائشة في شـوال سنة اثـنتـين، وكـان صلى الله عليه وسلم بناها في أوقـات
مختلفة، والله أعلم.
وقـال الحـسن بن أبي الحـسـن: كنت أدخل بيـوت النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا غلام مـراهق، فأنال السقف بيـدي، وكان لكل بيت حجرة، وكانت حجره عليه
السلام أكسية من شعر مربوطة من خشب عرعر.
- وفي تاريخ البخاري أن بابه صلى الله عليه وسلم كان يقرع
بالأظافير أي لا حلق له. ولما توفي أزواجه صلى الله عليه وسلم خلطت البيـوت
والحجر بالمسجد، وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان، فلما ورد كتابه بذلك
ضج أهل المدينة بالبكاء كيوم وفاته.
قال السهيلي: وهذا يدل على أن بيوته صلى الله عليه وسلم إذا أضيفت إليه فـهي إضافة ملك لقـوله تعالى:
لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ وإذا أضيفت إلى أزواجه كقوله:
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ فليست إضافة ملك، وذلك أن ما كان ملكا فليس هو موروث عنه.