حال السَّلف في استقبال شهر رمضان
السؤال:
عندي بعض الأسئلة
السؤال الأول: ما هو حال السلف الصالح -رضي الله عنهم ورحمهم- في استقبال هذا الشهر العظيم؟ كيف كان هديهم؟ وكيف كان سمتهم ودلهم؟
الجواب:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبارك الله فيك وفيما نبَّهت عليه من هذين السؤالين العظيمين.
حالة السَّلف -كما هو مدون في الكتب المروِّية بأسانيد الثِّقات عنهم- أنَّهم كانوا يسألون الله -عزَّ وجلَّ- أنْ يُبلِّغهم رمضان قبل أن يدخل، يسألون الله أنْ يبلِّغهم شهر رمضان؛ لما يعلمون فيه من الخير العظيم والنَّفع العميم؛ ثمَّ إذا دخل رمضان يسألون الله أنْ يُعينهم على العمل الصَّالح فيه؛ ثمَّ إذا انتهى رمضان يسألون الله أن يتقبَّله منهم،
كما قال الله -جل وعلا-:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ﴾.
[المؤمنون: 60-61].
وكانوا يجتهدون في العمل ثم يُصيبهم الهمّ بعد العمل؛ هل يقبل أو لا يقبل؟! وذلك لِعلمهم بعظمة الله -عزَّ وجلَّ-، وعلمهم بأنْ الله لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه وصوابًا على سنة رسوله من الأعمال؛
فكانوا لا يزكُّون أنفسهم، ويَخشَوْن من أنْ تبطُلَ أعمالهم؛فهم لها أنْ تقبل أشدّ منهم تعبًا في أدائها؛
لأنَّ الله -جلَّ وعلا- يقول:
﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.
[المائدة: 27].
وكانوا يتفرَّغون في هذا الشَّهر -كما أسلفنا- للعبادة، ويتقلَّلون من أعمال الدنيا،وكانوا يوفِّرون الوقت للجلوس في بيوت الله-عزَّ وجلَّ-،
ويقولون نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا،
ويُحضِرون المصاحف، ويتدارسون كتاب الله -عزَّ وجلَّ-.
كانوا يحفظون أوقاتهم من الضَّياع،
ما كانوا يُهمِلون أو يُفرِّطون -كما عليه حال الكثير اليوم-؛
بل كانوا يحفظون أوقاته؛ الليل في القيام، والنهار بالصِّيام، وتلاوة القرآن،وذكر الله وأعمال الخير،
ما كانوا يفرِّطون في دقيقة منه،أو في لحظة منه إلا ويقدِّمون فيها عملاً صالحًا.
⌣»̶@.العلامة.صالح.الفوزان.وفقه.اللَّــہ