السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاليومين عم أحوس بركن الطفل و قررت اخيراً أكتب الموضوع اللي ببالي من فترة، وهو عن تجربتي لالبسيطة في تعليم بنتي بعض الأمور الأساسية عل وعسى تكون ذات فائدة لاحدى الأمهات هنا.
سأقسم الموضوع إلى أقسام حتى يكون أوضح، و رح تكون ان شاء الله كالتالي:
- تعليم المفردات والنطق الصحيح
- تكوين الجمل
- تعليم اللبس والأكل
- تعليم الأرقام و الأحرف
- تحفيظ القرآن وأناشيد الأطفال
- تعليم الآداب الاجتماعية
أولا: تعليم االمفردات والنطق الصحيح للأحرف والأصوات:
القاعدة الذهبية كما تعرفن هي التحدث مع الطفل منذ ولادته (و انا في حالتي كنت أتحدث معها انا و أخواتي قبل الولادة حتى) و ان يكون الحديث دائماً باللغة الصحيحة و النطق السليم. للأسف معظم الامهات والأشخاص المتعاملين مع الأطفال حولي يتكلمون مع الطفل باللغة التي يفترضون انها لغة الطفل.. بدلا من سيارة نسمع ثيالة و بدلا من بسكوتة نسمع بثتوتة .. و بالأخيييير .. تتذمر الامهات من عدم نطق اولادهن للأحرف بالشكل السليم.
من ملاحظاتي رأيت ان أغلب مشاكل النطق تتعلق بالأحرف ر، س، ك و ش. بمجرد أن بدأت ابنتي الكلام أصبحت أركز على هذه الأحرف أثناء الكلام معها. و أحيانا أقول لها (قولي كيكة) ... و بصراحة أخذت وقت حتى نطقت الكلمة و بردت قلبي... لكن ربما أنا بدأت معها مبكرا او أنها لم تتعرف على طريقة نطق الحرف و مكان لفظه.
المشكلة التي واجهتها كانت حرف الراء، فزوجي يلدغ فيه قليلاً و هو دائم الكلام مع جنى بالطبع، فأصبح الحرف لديها أشبه باللام وأحيانا واو .. وهذه الأخيرة مشكلة كبيرة . أولاً تأكدت من أنها مشكلة غير وراثية أو على الأقل احتمال الوراثة ليس الأكبر، فزوجي تعرض لحادث في صغره مما أدى إلى أن ينطقها بالشكل الخاطيء، بينما أعرف أشخاصاُ لديهم عيب خلقي بسيط في اللسان يؤدي للمشكلة.
ثانياً أصبحت ألح عليها ليلاً ونهاراً لتقول سيارة، مرحبا، أي كلمة فيها حرف الراء، وفشلت
.. حتى سافرت في احد الأيام و بقيت جنى عند أمي ليلة واحدة، أصرت أمي خلالها على تصحيح النطق لديها و كالمعجزة أصبحت الراء لديها مفخمة بل وكما نقول (دفشة) .. سياررة طيارررررة....
من هنا تأكدت من أمر كان ببالي: الطفل اذا مل التكرار من أمه أو أبيه فهو يستمتع بان يقوم
طرف جديد بتعليمه، و لا مانع بالطبع من أن يقوم أي شخص مقرب من الطفل بالتكفل بنطق حرف معين او تحفيظ سورة معينة او ممارسة لعبة ما، فالطفل ان كان يحب هذا الشخص سيستجيب بشكل أسرع بكثير من استجابته للوالدين ..
هنا انتهيت من تعليمها النطق و خلال هذه العملية كانت لا تفارقها بطاقات في حجم 5 * 10 سم تقريباً تحمل صوراً لأشكال مختلفة ومفردات تدل على أسمائها، وكانت المهمة معروفة: حفظ الصور وأسمائها بحيث تعرف الصورة إذا سئلت عن الاسم أو تقول اسم الصورة التي أشير عليها.
من الطرق التي نجحت معي هنا ان أجعلها هي تقوم بدور المعلم و انا ووالدها او أي شخص آخر هو الطالب الذي تسأله. واجهتني صعوبة في بعض الأحيان أن بعض الأقراب يستلذون بتشتيت الطفل ، مثلاً يشير إلى البرتقالة ويقول لها هذا أسد، وهكذا. لا تصححي للطفل في نفس اللحظة فغالباً سيتشتت و ينسى الاسم الصحيح والخاطيء معاً ، ولكن عند اللعب معه مرة أخرى احرصي أن تكون تلك البطاقات التي حصل فيها اللبس أكثر ما تركزين عليه (مثل المراجعة للامتحان)، و ان شاء الله ستتداركين الأمر (هاد ان كان في قرايب سئيلين متل عنا)..
من الألعاب الأخرى الهامة في تعليم المفردات المكعبات التي تحمل على كل وجه صورة وحرفا أو كلمة، كذلك ما يشبه الكمبيوتر المحمول، وهذه لا تنفع في كل الأحوال لأن النطق يكون غالباً بلهجة لا يستوعبها الطفل سريعاً. جربت نوعاً من سلسلة تسمى بابا مشمش ولكن الطفل فيها يغمغم وبلهجة خليجية فلم تفهم البنت ولا كلمة (انا لولا القراءة ما فهمت).. و النوع الآخر جيد لكنه مختص بالأحرف الإنجليزية فقط، وفي الحالتين التعليم المباشر من قبل الأهل أو أي شخص أفضل بكثير لأنه سيرى طريقة رسم الفم ويعرف كيفية نطق الحرف وإخراجه بالصورة الصحيحة.
الخلاصة هنا أن ابنتي أصبحت لديها كمية هائلة من المفردات والحمد لله، وهذا ساعدها كثيراً عندما بدأت بتكوين الجمل الصحيحة، والأهم أن نطقها سليم 100% لا يختلف عن الكبار.
المرحلة الثانية : تكوين الجمل الصحيحة
بصراحة، من أكثر ما يضايقني الأطفال الذين يؤنثون المذكر و يجمعون المفرد! أعرف أنه ليس مطلوباً من الطفل أن يكون سيبويه ولكن المشكلة لا تكمن في الطفل بل في الأهل. منذ ولادة الطفل يعامله الجميع على انه مخلوق لا يفقه شيئا (صحيح نسبياً) وانه لا يمكن أن يفهم لو تكلمنا معه بالطريقة الصحيحة (خطأ كبير.. فكما سيفهم الطفل الجملة بصيغة المؤنث سيفهمها بصيغة المذكر..) ..
كما ذكرت في النقطة السابقة القاعدة الذهبية هنا هي الكلام مع الطفل تماماً كما لو كنت تتكلمين مع شخص بالغ. تكلمي بصوت ناعم ودلعي طفلك كل هذا لا يمنع ان تعلميه الكلام من أول لحظات حياته.
منذ ولادتي حرصت على الكلام مع ابنتي بجمل سليمة. أكيد أنها لم تستوعب شيئا من تركيب الجملة و لكن هذا عودني أنا على الكلام معها بشكل صحيح. لا يمكن للأم عندما يبلغ طفلها العام الأول أن تقرر فجأة الكلام معه بشكل سليم، فهو اولاً قد امتص ما كان يسمع وثانيا الأم اعتادت النطق والتركيب الخاطيء.
طبعاً هذه المرحلة لم يكن فيها تعليم، لم أمسك بابنتي و اقل لها بابا والكرسي و الكمبيوتر مذكر و ماما و الطاولة مؤنث ! فقط تكلمنا معها كما ينبغي ، وبالتأكيد كانت هذه المرحلة موازية لتعليم المفردات والنطق، فهي لا تليها بل هما مرحلتان لا تنفصلان.
ما تعلمته ابنتي في هذه المرحلة حتى الآن (عمرها سنتين وشهرين):
- استخدام المؤنث والمذكر بشكل صحيح في 90% من الحالات (الكلمات الجديدة كلياً عليها تخطيء فيها، وهنا فقط يكون دور الأهل بالتصحيح .. )
- استخدام الجمع والمفرد في الضمير والاسماء والأفعال وهذا أعتبره انجازاً ممتازا فقد أتقنته مع اتقانها للكلام و كنت خائفة من عدم تمكنها من استيعاب الأمر . يمكنها الآن ان تقول البنت حلوة و البنات حلوات أو حلوين .. انت حبيبتي و انتو حبيباتي ، اشتريت علكة او اشتريت تلات علكات.. ألخ. الصيغة التي لا تتقنها حتى الآن هي المثنى و لا زلنا في طور الضحك والتعليم
- استخدام حروف الجر المناسبة حسب الكلام. وهذه أيضاً كنت اعتبرها مشكلة لكن حلها الوحيد هو الكلام الصحيح أمامها و من ثم التصحيح . أعرف أطفالاً كثيرين يقولون (انا قاعد في الكرسي و انا قاعد عالسيارة.. ) و لا يفرقون أبداً بين أمام و خلف وهكذا.
من الطرق المفيدة في التعليم هنا أن تجلس مع الطفل ومعك صندوق وتفاحة مثلاً. اعط الطفل التفاحة او قم بالتمثيل أنت أولاً: التفاحة فوق الصندوق، في الصندوق، تحت الصندوق، أمام، خلف، على، الخ.. جربت هذه الطريقة مع ابنتي كما كان التمرين المستمر عفوياً، مثلاً: مين واقف وراكي؟؟؟ سأرى عندها إلى أي اتجاه تنظر و أصحح لها عند الخطأ .. و جمال هذا التمرين انك يمكنك القيام به في أي وقت وأي لحظة.. فلا تتحججي بكونك مشغولة و لا وقت لديك فكل هذه الأمور يمكن القيام بها بشكل عشوائي في أي وقت مما يكسبها قبولاً أكثر لدى الطفل.
- استخدام صيغ الأفعال الصحيحة حسب الزمن. نفس الطرق السابقة والتمرين المستمر مع بعض التغيير: اين ذهبنا بالأمس؟ أين سنذهب غداُ ؟ ماذا تفعل؟ من الذي جاء؟ ... تكلني مع طفلك باللهجة التي ترغبين ولكن استخدمي صيغة الفعل الصحيحة. أسمع أطفالاً يقولون جملاً مثل: ماما بكرة رحت عالسوق.. يقصد انه يريد الذهاب غداً...
و التمرين في هذه الحالة قد يكون أصعب إلا أنه من المهم جدا التصحيح في حالة الخطأ وفوراً.
ثالثاً : تعليم اللبس والأكل واستخدامهما كوسائل تعليمية:ابنتي استقلالية بطبعها تفضل ان تقضي نصف ساعة في اللبس بدلاً من ألبسها أنا، وتحب الأكل بمفردها منذ صغرها. استغليت هذه النقطة في تعليمها اليمين والشمال و الألوان وأسماء المأكولات.
طالما الطفل في مكان ذو درجة حرارة مناسبة وليس هناك خطر من تركه يلبس بمفرده فاجعليه يقوم بذلك. قومي بالإصلاحات النهائية بعد أن ينتهي وأخبريه ماذا فعلت:
قلبت لك البلوزة فقد كنت ترتديها بالعكس
رجل البنطلون هذه يجب أن تكون في اليمين والأخرى في اليسار
الزر يغلق هكذا (غالباً يحتاجون وقتاً طويلاً لتعلم إغلاق الأزرار)
اللون الأحمر بيلبق لك ..
وغيرها من العبارات التي ستعلم الطفل أين أخطأ و كيف يصلح الخطأ ، كما ستثري مفرداته من ناحية الألوان والملابس و غيرها.
أما الأكل فبصراحة وجدت ان أسهل طريقة هي ترك الطفل يأكل في مساحة محددة و ربنا بيعين في تنظيفيها، لأنه مستحيل في هذا العمر أن يكون في قمة الانضباط. أبنتي عنيدة من ناحية الأكل تحب أن تأكل لوحدها و تريد أن تنتقي هي فقط ما تأكله (رز بس يعني رز بس و مو ممكن إضافة أي شيء لصحنها ولو بالحيلة)...
استغلي هذه النقطة لتعليم الطفل:
- آداب الطعام: هل قلت بسم الله الرحمن الرحيم عند البدء؟ يلا نقولها كمان مرة.
- شبعت؟ قل الحمد لله.
- امسح فمك ، اغسل يديك نظف اسنانك... (من غير ما نطلبها منهم أهم شي اللعب بالماء و تنظيف الأسنان)
-كل باليمين ، امضغ جيداً ..
ابنتي كانت تتفل الطعام من فمها ان لم يعجبها (أو اكتشفت إضافات غير منصوص عليها).. و احتجت وقتاً لتعليمها ان عليها على الأقل أن تتفل الطعام في منديل .. و أحاول الآن تعليمها ان تبلعه مهما كان... فكلما رأيت الحركة التي تقوم بها (فتح الفم والبحث عن المنديل) قلت لها : معلش ماما كليها زاكية، أو يلا كليها هاي اللي وراها فيها جاجة..
الطفل لديه ذوق هذا صحيح ولكن الأم عليها أن تتدخل لتحسين الذوق والا قضت عمرها تطبخ لكل فرد في المنزل أكلته المفضلة. رابعاً: تعليم الأرقام والأحرف الأبجدية
ننطلق في هذه المرحلة أيضاً من نفس المنطلق، وهو الكلام المستمر مع الطفل و منه سيفهم أن هناك أرقاماً وأعدادً. بدأت في تعليم ابنتي الأرقام في عمر سنة ونصف عندما أتقنت الكلام، اما الأحرف فبدأنا فيها بعمر أقل من السنتين بقليل.. لا أعرف صراحة ان كان من الممكن البدء بذلك في عمر أصغر و لكنه لن يكون مستحيلاً.
بدأت بإسماعها الأرقام بشكل متكرر، مرة نعد الألعاب ومرة نعد أصابعها و مرة نعد الفاكهة، وفاجأتني مرة وهي تعد السيارات المارة
أطلبي من طفلك أن يعد معك ثم دعيه يكمل وحده .. صححي له ولكن لا تكملي العدد التالي، فالأطفال لديهم قدرة عجيبة على التذكر والربط و يذكرون الطريقة التي نطقت بها الكلمة ولو بعد فترة. قومي بذلك في أي وقت فلا داعي للجو الرسمي .. وانت تطبخين مثلاً نادي على طفلك واسأليه أن يعد وإن كان من النوع الخجول أو العنيد لا يستجيب بسهولة يمكنك استخدام أسلوب سلس معه، مثلاً:
- أحضري لعبة من ألعابه، على شكل زرافة مثلاً، واسأليه هل الزرافة تستطيع العد؟ كيف تعد الزرافة؟
- قولي له سأعد أنا ولا تسبقني رجاءً.... ابدأ] واحد .. اث... تظاهري بالنسيان و استمتعي به (يكرج) الأرقام مرة واحدة.
أو أخطئي بشكل متعمد في ترتيب الأرقام و سيصحح لك و يكمل معك كأنه يريد تعليمك.
من المواقف الطريفة اني كنت أنا وزوجي نعد حبات من الكستناء على ما أعتقد و لم ننتبه انها تستمع لنا، وكنا نعد بطريقة الأعداد الزوجية، وما إن قلت انا (2، 4، 6) حتى قالت لي لا ماما 2 4 5 6 .. صحيح نسيت 3 ولكنها تذكرت الخمسة على الأقل
موقف يضحكني جداً هو انها تستبدل رقم سبعة باسم سمعة (تصغير اسماعيل) وهو اسم ابن عمتها المفضل
تعليم الأحرف لا يختلف كثيراً، ولكني لاحظت انها حفظتها بشكل أسرع من الأرقام. ربما لأنها كانت أكبر سنا عندما بدأنا. الأحرف هي النشيد الوطني لنا عندما نكون في السيارة ولا نريدها أن تنام.. ما علي إلا أن أقول لها ألف... فتبدأ بالتسميع والتخبيص ولكن أنا لا يهمني الترتيب الكامل بقدر ما يهمني تفاعلها.
تذكرين البطاقات المصورة التي تعلمت عليها المفردات؟ حان وقتها من جديد الآن ولكن لتعليم الآحرف. لنسأل مثلاً أين النمر؟ ماذا يقول النمر ؟ يقول نوون .. وشددي على حرف النون لأنه أول حرف من النمر، وهكذا مع كل الأحرف.
غني له الأحرف باللحن الذي تحبينه او أنشدي نشيداً فيه بعض الأحرف .. نفس الطريقة استخدمتها مع الأحرف الإنجليزية ونجحت ولكنني لا زلت أركز على العربية أكثر حتى تتقنها تماماً. المرحلة القادة ان شاء الله سأحاول جعلها تذكر كلمة لكل حرف.
من الألعاب الممتعة جداً لابنتي لعبة المقاطع الصوتية بالأحرف، وهي وان كنت لا اعرف ما اهميتها للطفل، الا أنني لاحظت ان معلمات الصفوف الأولى يستخدمنها في تدريس الأطفال. أجدهم يكتبون لهم في الدفتر با بو بي ، لا لو لي ، سا سو سي.. الخ. بدأت هذه الطريقة مع ابنتي بعد ان تعلمت الأحرف وأصبح مشوارنا في السيارة بقيادة الآنسة جنى، فهي تقول المقاطع و عليما أنا و والدها ان نعيد. أحب أن تقوم هي بذلك لأن عليها ان تتذكر في كل مرة حرفاً جديداً وهذا ممتاز في حفظ الأحرف.
قومي بنفس طريقة تسميع الأرقام مع طفلك وفي أي وقت مناسب، وان رفض استعملي طريقة الأرقام أيضا من حيث الخطأ المتعمد وغيرها. لاحظت انني بمجرد ان أقول (ألف...) فان ابنتي تقول فوراً ب، ت، ج،ح،خ ،د .. بسرعة عجيبة وتنسى حرف الثاء.. أذكرها به دائماً ثم نبدأ من عند الدال، هناك مقاطع معينة تحفظها بسهولة مثل ع، غ، ف، ق، ك، لا أدري لماذا ولكن الجيد ان تكملي من حيث ينتهي الطفل و تعيدي الأحرف التي لا يكررها كثيراً جتى ترسخ هي الأخرى. خامساً: تحفيظ القرآن والأناشيد
كما ذكرت سابقاً فان للطفل ذاكرة عجيبة وقدرة مميزة على الحفظ والتخزين وامتصاص المعلومات التي يخرجها فجأة. أعتقد أن الجميع يغني للأطفال أغاني طفولية قصيرة ويسمعهم القرآن بشكل مستمر. ولكن جربي أن تجعلي طفلك يردد إحدى الأغاني التي اعتدت غناءها له.. أو اطلبي منه أن يكل الآيات او السور القصيرة.. ستذهلين عندما تعرفين أن طفلك قد خزن كل ما سمعه وبدأ في إخراجه بمجرد تمكنه من الكلام.
أعطي طفلك لعبة واطلبي منه ان يجعلها تنام، غالباً سيردد الأغنية التي ترددينها له قبل النوم أو يقول له قصة قبل النوم. استمتعي به يقلب الحقائق و (يسلق) الأحداث كي ينتهي من القصة بسرعة
ابنتي مثلاً تحب قصة ليلى والذئب و في مرة طلبت منها جدتها ان ترويها لها، فقالت لها بعد التعريف بليلى أنها لم تسمع الكلام وذهبت من الطريق البعيدة فأكلها الذئب وخلاص.. واختصرت كل القصة
ابدئي بنشيد يحبه طفلك ولا تكملي الجمل، فهو سيقوم بذلك، ربما بشكل غير واثق في البداية ولكن رددي معه الكلمة التي يقولها ليتأكد أنه على صواب، سيتشجع وفي عدة مرات سيؤديها بمفرده.
اختاري اغاني جديدة تحتوي على ما يشبه الحوار او الأدوار بحيث يقوم كل منكما بدور (ولا تنسي التبادل) .. او اناشيد ذات مقاطع قصيرة أو يمكن فصلها.. و استغلي الأناشيد الانجليزية القصيرة لتعليمه الكلمات ومعانيها..
وقت التسميع في المطبخ، أثناء تعليمه على الحمام، أثناء قيادة السيارة او قبل النوم او أي وقت ترينه ملائماً، وهذا ما أركز عليه.. لا تجعلي من تعليم طفلك هماً يجب تكريس وقتك له .. فمعظم الأمهات إما عاملات او ليس لديهم الوقت الطويل لقضائه مع الأطفال.
تحفيظ القرآن:
وهو يتناسب مع عمر الطفل، وبما أن حديثنا الآن عن عمر سنتين وما حوله ، فالسور القصيرة هي المناسبة فقط و هي التي ستعلمه معنى القرآن والفرق بينه وبين أي كلام آخر.
ابدئي بجعل الطفل يستمع إليك ترتلين سوراً كالفاتحة والإخلاص والناس.. رتليها و احرصي على بسم الله الرحمن الرحيم و صدق الله العظيم، والأهم على الجلوس بخشوع والقراءة بتمهل.. ليعرف الطفل أن القرآن له آداب ليست موجودة في غيره من الكلام.
معظم الأطفال يحبون المشاركة في الصلاة مع اهاليهم وهذا رائع. أخبريه أن عليه قراءة الفاتحة ثم الركوع ثم قراءة قل هو الله أحد ثم السجود و هكذا. ابتني تستطيع تسميع هذه السور الثلاث ولكن بالطبع لا تعرف معنى أي كلمة فيها.. كل ما أحرص عليه حالياً هو أن تنطقها بالشكل الصحيح اما الشرح فلا زال الوقت مبكراً. أحياناً يقرأ جدها القرآن أمامها ويتمهل بعد كل آية ليعطيها فرصة فتعيد الكلمة الأخيرة من كل آية، وهذا بحد ذاته ممتاز لتوثيق الصلة بين الطفل وكتاب الله.
التسميع قبل النوم او في الصلاة اذا رغب الطفل فيها باستمرار.
لدي بعض الأناشيد للأطفال لمن تحب منكن معرفة اناشيد جديدة.. سادساً الآداب الاجتماعية
وهذه كنت أحمل همها بصراحة لأني أردت ان تكون ابنتي مثالاً في الأخلاق والأدب.. وهذا قد يبدو سهلاً لدى البعض ولكنه بالنسبة لي كان أصعب من مراحل كثيرة فزوجي من عائلة الله يهديهم لا يقيمون للكلمة الطيبة وزناً كبيرا بل وبعضهم يضحك من كلمة يعطيك العافية أو صحتين أو سلامتك، وهي اختلاطها بالعائلة أكثر نم اختلاطها بي بسبب عملي وسفري وغير ذلك.
المهم ان زوجي متفق معي الحمد لله على أهمية تعليمها تلك الآداب وعلى ان الطريقة الصحيحة هي التعامل معها كالكبار تماماً: خرجت من الحمام الكل يقول لها نعيماً وهي الآن تطالب بنعيماً مع قبلة الحمام كلما خرجت.. أما المفاجأة فهي انها لا تفوت مرة من دون ان تقول لي ولأبيها : نعيمااااااااً كلما عرفت ان أحدنا يستحم.
إذا عطست تعلمت أن تقول الحمد لله وإذا أكلت وشبعت كذلك، أذكرها دائماً ببدء الطعام ببسم الله الرحمن الرحيم، وعندما تنتهي من الطعام أقول لها صحتين وعافية.. ومن فترة قالت لجدتها عندما انهت طعامها : صحتين وعافية على قلبك تيتا... ما تتخيلو فرحتي ساعتها.
أهم أهم شي هو عدم جعل الطفل يفهم أنك تلقنينه درساً... كرري الكلمة خمس مرات على الأكثر في مناسبتها الصحيحة وسيقولها هو بدون أن تفهيمه ذلك. كلمة سلامتك للمريض أو شكرا الهاااااامة جداً و عفواً اجعليها درساً يومياً للطفل: لو سمحت أحضر لي منديلي. اشكريه بحرارة فور أن يحضره .. وعلميه أن يقول شكراً لمن يعطيه حلوة او لعبة او عيدية..
ابنتي الآن ولله الحمد تتصرف كالكبار من هذه الناحية ولا أعلم ان كان الأدب مبالغاً فيه ولكني لا أحتمل شخصاً لا يقول شكرا أو سلامتك أو غيرها.. أصبحت الآن تردد في الوقت الصحيح كلمات الشكر و الكلام الصحيح عند الأكل والعطس او السعال وترحب بالقادم وتطلب بأدب (لو سمحت) و حتى انها فاجأتني مرة بقولها اسم الله عليك ايش مالك ...
اجعلي هذه الأمور روتينية وعفوية في بيتك فلا شيء كحسن الأخلاق والكلمة الطيبة. منقول