السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ سعدون العواجي وهو شيخ عموم
قبائل ( ولد سليمان ) من أفخاذ قبيلة عنزة وقد كان سعدون العواجي شجاعاً فارسًا
وشاعراً ،
وله أبناء كثيرون ولكن لم يشتهر منهم سوى عقاب وحجاب
،
وعندما كان أولادة صغار طلق أمهم وذهب الأولاد مع أمهم عند أخوالهم من
قبلة الفدعان وأصبحا فارسين يضرب بهم المثل بالشجاعة والإقدام ،
أما والدهما
الشيخ سعدون فقد كبر في السن وكان في القبيلة رجل يسمى ( شامخ العواجي ) فأخذ يتحدى
الشيخ سعدون في كل مناسبة وخفر ذمة الشيخ مرات كثيرة واخذ شامخ الشيخة من سعدون
عنوة وكان يمعن في إذلال الشيخ سعدون حتى انه منعه من أن ترد إبله الماء قبل إبل
شامخ وإبل كل القبيلة وقد منعه من أن يرفع بيته بين بيوت القبيلة، فأتى الشيخ سعدون
رجل قال له لم تصبر ابعث لأبنائك ليحضروا فقال الشيخ سعدون هذه القصيدة
:
|
يــــا راكــــب مـــــن عـنــدنــا فـــــوق مــهـــذاب مــأمـــون قــطـــاع الـفـيـافــي إلـــــى أنــويـــت |
عــنـــد الـفـضـيـلـة عـــــد يـومــيــن بـحــســاب أول قــراهـــم قــــــول يــــــا ضـــيـــف حــيــيــت |
حـــــر صـغــيــر وتــومـــا شـــــق لـــــه نــــــاب وعــقــب الــقـــرا ودع رجـــــال لــهـــم صــيـــت |
ولـــيـــا ركــبــتــه ضـــربـــه خــــــل الأجـــنــــاب وانــحــر لـنـجــم الــجــدي وإن كــــان مــديــت |
واسـلـم وسـلـم لــي عـلــى عـقــاب وحـجــاب سـلـم عـلـى مـضـنـون عـيـنـي إلـــى ألـفـيـت |
بـالـحـال خــــص عــقــاب فــكــاك الانــشــاب ينـجـبـك كــــان انــــك عــــن الــحــق عــديــت |
قل له ترى (شامخ) شمخ عقـب مـا شـاب ويــــــــا عــــقــــاب والله ذلــلـــونـــي وذلــــيــــت |
ويــا عـقـاب حـدونـي عـلـى غـيـر مــا طــاب وقـالــوا تـــودر مــــن ورى الــمــاء وتـعـديــت |
مــن عـقـب مـانــي سـتـرهـم عـنــد الأجـنــاب ولــــيــــا بــلــتــهــم قــــالـــــة مـــــــــا تــتــقــيـــت |
مـــــا دام شــامـــخ مــالـــك جـــــرد الأرقـــــاب لــــو زيــــن الـفـنـجـان لـــــي مـــــا تـقـهـويــت |
يـــا عـقــاب حـــط بـثـومــة الـقـلــب مــخــلاب مــن الـعــام فـــي نـــوم الـعــرب مـــا تهـنـيـت |
الـجـفــن عـــــن نـــــوم الــمـــلا فــيـــه نــتـــاب وعـــــد الــطــعــام مــــــدوس بــــــه حــلاتــيــت |
عـقـب الـمـعـزة صـــرت يـــا عـقــاب مـرعــاب والـــنـــاس حــيــيــن وأنــــــا عـقـبــكــم مـــيـــت |
من الضيم يا عقاب السرب بعارضي شاب وأذويـــــت مـــــن كــثـــر الـعــنــا واسـتـخـفـيـت |
فــاتــن ثــــلاث سـنـيــن والــنــوم مــــا طــــاب وشـكــواي مـــن صــــدري عــبــار وتـنـاهـيـت |
الـبـيــت مــــا يـبــنــى بـــــلا عــمـــد واطــنـــاب مــتــى يـجـيـنـا عــقــاب يـبـنــي لــنـــا الـبــيــت |
مــالــي جـــــدا إلا عــضـــة الـبــهــم بـالــنــاب وراعـيـت كـثــر الـحـيـف بالـعـيـن وأغـضـيـت |
ارجــــي بـشـيــر الـخـيــر مــــع كـــــل هــبـــاب متـى يجونـا إخـوان (نمشـة) علـى الصـيـت |
|
وبعد إن وصلت هذه الرسالة
لابنيه عقاب وحجاب ثارت ثائرة عقاب وأمر أخاه أن يستعد للرحيل ثم قال عقاب هذه
الأبيات لصديقه عيد :
|
رحـنــا لـنـجـد و لا بـنـجـد مـحـاصـيـل نطعن ونُطعَن فوق عجلات الازوال |
إن طعتـنـي يــا عـيـد بــدل بـهـا كـيـل ودور لهـا مـن غايـة الـسـوق دلال |
إن نرت قالـوا عيـد عيـل هـل الخيـل وإن هـشـت قـالـوا رد منـهـم بـخـيـال |
|
وهو ينصح عيد أن يبيع فرسه
لأنها ليست أصيله وهم رايحين لنجد .
واستغرقت رحلتهم شهر حتى وصلوا إلى
جماعتهم ولد سليمان وباتوا على مقربه منهم وبعد طلوع الفجر أخذ سيفه وأمر أخاه ومن
معه أن يتبعوه وذهب إلى العرب متخفياً وعندما وصل بيت والده رأى والده نائم
،
فأيقض الراعي وأمره أن يورد الإبل ، وأمر أخوه أن يبني بيت والده ويشب
النار , فقال الراعي لا أستطيع لان شامخ سيضربني فنهره عقاب وأمره بتوريد الإبل
واختفي بين الإبل شاهد شامخ الراعي يورد الإبل عاصياً أمره ،
فثارت ثائرته
وصاح على الراعي ولكن عقاب أمر الراعي أن لايلتفت له ،
فأقبل على الراعي
يريد ضربه ، فخرج له عقاب مجرداً سيفه وتأكد شامخ أن هذا هو عقاب من أوصافه وعرف
أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه ولا يستطيع الهرب منه فرمى بنفسه في البئر القريبه
منه وأدلي له عقاب الرشا ليخرجه من البئر فرفض الخروج الا أن يعفوا عنه عقاب
،
فقال له عقاب أنا لا أعفوا عنك إلا إذإ عفا عنك الشيخ سعدون والا حد السيف
, فأخذه إلى بيت والده وقد اجتمعت القبيله عنده ,
فعفا عنه سعدون لما بدر
منه من جبن ورفضه لمواجهة ابنه عقاب .
منقول بتصريف