لا يعرف عالم الرياضة نجوماً من كينيا إلا في ألعاب القوى في منافسات الموانع والجري للمسافات المتوسطة والطويلة ، أما في كرة القدم ، فلأول مرة نرى لاعباً محترفاً في أوروبا من هذه الدولة المغمورة كروياً في شرق القارة السمراء، حيث استطاع فيكتور وانياما لاعب وسط سلتيك الاسكوتلندي، أن يخطف الأضواء من الساحر الأرجنتيني ميسي أفضل لاعب في العالم ، عندما سجل هدف فريقه الأول في مرمى البارسا الخطير ليسقط في معاناة كبيرة طوال المباراة ، أدت به في النهاية إلى تكبد أول هزيمة في الموسم سواء المحلي أو الاوروبي، منذ خسارته أمام ريال مدريد في إياب كأس السوبر .[b]■■ و رغم أن الهدف الأول لسلتيك جاء في الدقيقة 21 ، وكان هناك أكثر من 70 دقيقة أمام فيلانوفا مدرب البارسا لتعديل رؤيته وتكتيكه واستغلال كامل أسلحته، إلا أنه فشل في ذلك ولم يهدد نجومه بقيادة ميسي وتشافي وإنييستا ثم البديلين ديفيد فيا وفابريجاس مرمى منافسهم و فشلوا في أن يفضوا غموض لوغاريتمات الدفاع المنظم للمدرب لينون ،ولم يتمكنوا إلا نادراً من اختراق حصون الدفاع الاسكوتلندية وحارسهم العملاق فورستر وبدت منطقة جزائهم مغلقة دائما أمام البارسا وكأنها القلاع التي تشتهر بها بلادهم ![/b]
[b]■■ وقد تسبب التوتر و الارتباك البرشلوني في ولوج هدف ثاني ساذج جدا من تمريرة لحارس المرمي الاسكوتلندي "قلشها" تشافي ومرت إلى وات مهاجم سلتيك الخالي من الرقابة مع سرحان ماسكيرانو وبيكيه.. ومع هذه المعاناة والارتباك ، لم يفلح هدف ميسي في الدقيقة الأخيرة، الذي تمناه طويلاً ليهديه إلى مولوده الأول تياجو ، في تعويض خسارة البارسا المؤلمة معنوياً ، ولهذا لم يحتفل ميسي إلا بلقطة خاطفة رغم أن الخسارة لن تؤثر على صدارة فريقه المجموعة الاوروبية السابعة لدوري الأبطال ، لكن ما حدث أكد أن حمى انهيار الكبار و تساقط أوراق الأشجار في موسم الخريف ، لم يفلت منها البارسا في ظل الثورة الكروية الجديدة للأندية الصغيرة التي استطاعت بطموحها وجهد لاعبيها المغمورين أن تهز كبرياء النجوم المنتفخين و تسدد لكمات عنيفة في أنوف مليونيرات الأندية العملاقة.[/b]
[b]■■ وكما قلت في مقالي بالأمس أن لوغاريتمات أخرى قد تنتظر يوفنتوس وتشيلسي وبايرن ميونيخ وأن الكبار الصامدين مثل البارسا والمان يونايتد ليسا بمنأى عن مفاجأت وجنون الكرة الاوروبية الجميلة ! .. وكما شاهدنا سقط البارسا العملاق ، ونجا الكبيران المان يونايتد والبلوز في اللحظات الأخيرة ، فالمان كان مهزوماً أمام سبورتنج براجا البرتغالي بهدف حتى الدقيقة 80 ، ولكنه استطاع تسجيل هدفين في أربع دقائق ، ثم أجهز على مضيفه بهدف ثالث ، ليتخلص من الكابوس البرتغالي الذي أزعجه ذهاباً بنفس السيناريو، أما تشيلسي، فقد فشل مرتين في الحفاظ على تقدمه على سحرة شاختار دونتسيك الأوكراني وكادت المباراة أن تنتهي بالتعادل 2/2 لولا هدف خاطف في الوقت الإضافي برأس النيجيري موزيز.[/b]
[b]■■ وكان الأمر مختلفاً بالنسبة لليوفي و البايرن ، فقد شعرا برعب الكبار من صعقات الصغار المنتشرة في موسم الخريف الاوروبي ، فأعطاهم ذلك اندفاعا هائلاً وطاقة مضاعفة للدفاع عن كبريائهم التاريخي ففازوا على التوالي ، اليوفي بالاربعة والبايرن بالستة في مشهد مثير ، ربما لا يعكس التغيرات القادمة مع رياح القوى الجديدة التي لا تزال تملك القدرة والطموح على الإطاحة بعروش الأندية الكبيرة .. وربما يتأكد ذلك مع الجولات المقبلة في دوري الأبطال. [/b]