( ٧٧ )
( سورة البقرة )
قال تعالى : { فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 137)
أي: فإن آمن أهل الكتاب والكفار من المشركين { بمثل ما آمنتم به } أي : من الايمان بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد من رسل الله { فَقَدِ اهْتَدَوْا } أي : أصابوا الحق ، أي: فلا سبيل لهم إلى الهداية, إلا بهذا الإيمان، لا كما زعموا بقولهم: " كونوا هودا أو نصارى تهتدوا " فزعموا أن الهداية خاصة بما كانوا عليه،
{ وإن تولوا } أي عن الحق إلى الباطل بعد قيام الحجة عليهم
قال تعالى : { فإنما هم في شقاق } فالمشاق: هو الذي يكون في شق والله ورسوله في شق، ويلزم من المشاقة المحادة, والعداوة البليغة, التي من لوازمها, بذل ما يقدرون عليه من أذية الرسول .
{ فسيكفيكهم الله } أي فسينصرك عليهم ويظفرك بهم ، فلهذا وعد الله رسوله, أن يكفيه إياهم .
{ وهو السميع العليم } لأنه السميع لجميع الأصوات, باختلاف اللغات, على تفنن الحاجات, العليم بما بين أيديهم وما خلفهم, بالغيب والشهادة, بالظواهر والبواطن، فإذا كان كذلك, كفاك الله شرهم.
وقد أنجز الله لرسوله وعده, وسلطه عليهم حتى قتل بعضهم, وسبى بعضهم, وأجلى بعضهم, وشردهم كل مشرد.
ففيه معجزة من معجزات القرآن, وهو الإخبار بالشيء قبل وقوعه, فوقع طبق ما أخبر.