لعب الطفل وحيدا يقوى شخصيته
يميل الطفل، يوماً بعد يوم، الى حب اللعب واللهو، وفي اكثر الأحيان يكون الأهل بقربه لتسليته ومساعدته في اللعب بألعابه وكذلك لاطعامه، ولكن، في بعض الأحيان، يحتاج الأهل، ولا سيما الأم، الى وقت خاص، ولو كان قصيراً، للاهتمام بنفسها او القيام ببعض الأعمال المنزلية الضرورية، اضافة الى اخذ قسط ولو قليل من الراحة.
وفي هذه الحال، ليس اجمل من ان يقوم الطفل باللعب بمفرده بألعابه ولو لبعض الوقت.
ويقول المتخصصون ان الطفل، ابتداء من سن السنة، يمكنه البدء بإلهاء نفسه بمفرده واللعب بألعابه التي تناسب سنه بمفرده، بعد ان يساعده اهله على تعلم سبل اللعب فيها، وتسلية نفسه بمفرده من وقت الى آخر.
ويقول المتخصصون ان ترك الطفل يلعب بألعابه بمفرده يساعده على الابتكار وحل مشكلاته بنفسه في المستقبل متكلاً على نفسه فقط ما يقوي ثقته بنفسه، ويشيرون الى ان الطفل منذ سن السنة، مهيأ للبدء باللعب بمفرده من دون اي احراج أو خوف من جانب الأهل، الا ان كل ذلك يعود في الأساس الى مزاج الطفل اذ ان هناك اطفالاً يرتاحون للعب بمفردهم منذ البداية، بينما يتأخر بعضهم عن قبول الفكرة، الا ان محاولات الأهل المتكرّرة تعطي ثمارها في النهاية.
وينصح المتخصصون الأهل بضرورة اعطاء الطفل الفرصة الى أقصى درجة للعب وحده في حال أحسوا لديه ميلاً الى ذلك، وبالتالي جعله يشعر بالمرح الى أقصى درجة من دون أي تدخل.
وفي الوقت نفسه، يؤكد المتخصصون ضرورة عدم اجبار الطفل على اللعب وحده مدة طويلة، لكي يتسنى لهم تركه مرة اخرى من دون ان يتردد في ذلك، او يبدي انزعاجاً، ويشيرون الى ان الفترة التي يخصصها الأهل للعب الطفل وحيداً يجب ألا تتعدى العشر دقائق في بداية الأمر، ولكن مع الوصول الى سن السنتين يمكن ان تزيد المدة لتصبح عشرين دقيقة او أكثر ربما، وينصحون الأهل في الوقت عينه بأن يكونوا صبورين في البداية الى أقصى درجة، لأن الطفل في سن السنة يجب أن يرى أهله قربه في كل لحظة، ولا سيما اذا كان مريضاً او متعباً.
ويلفت المتخصصون ايضاً الى ضرورة ان يتنبّه الأهل الى مسألة التغيير في الألعاب وعدم التركيز على لعبة واحدة، لأن الطفل في هذه السن يمكن ان يشعر بالملل بسرعة اذا لم يجد حوله اشياء كثيرة يمكن ان يلهو بها. ويمكن في كل وقت وضع الألعاب والأشياء التي يحبها بالقرب منه ليتسنى له اللعب بها عندما يشاء، وطبعاً اختيار المناسبة لسنّه والآمنة التي لا تشكل خطراً عليه اذا لعب فيها بمفرده. ويمكن في كل مرة، اخفاء بعض الألعاب عنه واعادة اظهارها من جديد له ما يجعله متشوقاً للعب فيها.
ومن المفضل في بعض الأحيان البدء باللعب مع الطفل بالألعاب، وعند الاحساس بأنه أصبح متحمساً كثيراً للعب بها بمفرده، يستحسن الابتعاد عنه شيئاً فشيئاً والجلوس بعيداً منه ومراقبته وعدم التدخل، وبعد ذلك يمكن تركه والدخول الى الغرفة المجاورة أو المطبخ، ثم العودة والتأكد من سلامته بعد دقائق معدودة.
كما يعتبر مفيداً جداً للطفل، ان يشارك في تحضير طعامه أو ترتيب ألعابه في أماكنها، ومن المستحسن أيضاً اعطاء الطفل أفكاراً جديدة عن مدى امكان التسلية باللعبة الى أقصى حد، ما يقوي خياله في شكل فعال، ويجعله خصباً الى أقصى درجة في المستقبل.
اتمنى ان ينعم اطفالكم بصحة وعافية
منقووووول