[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]يشكو
كثير من الآباء من فوضى الوقت عند الأبناء وعدم إحساسهم بأهمية الوقت، وكذلك تضييع
الوقت والعبث به بشكل يفضي إلى الفشل أحياناً، والتأخر الدراسي أحياناً، وإهمال
الواجبات أحياناً أخرى، والعديد من المشكلات التي تنجم عن هذه
الفوضى.
والواقع أنّ دور الأب والأُم حيوي وفي غاية الأهمية في تعويد
أبنائهما على التفكير المنظم المخطط؛ حتى نستطيع أن نعدهم للتعامل مع العصر الحديث
الذي يقوم على النظام والتخطيط لكل صغيرة وكبيرة؛ فالعشوائية في التفكير والسلوك
كانت ولا تزال آفة الكثيرين منّا، وهي السبب في ضياع الكثير من فرص التقدّم للأُمّة
بصفة عامة وتحقيق التقدّم والنجاح المطلوبين على مستوى الأفراد بصفة خاصة.
إنّ
الغرب لم يتقدّم من فراغ، فلقد أخذ بأسباب التقدّم جميعاً وأولها بل أبرزها التخطيط
وأساليب التفكير الإستراتيجي.
ومن هذا المنطلق لابدّ أن يعلم الآباء أنّ لهم
دوراً أساسياً في توجيه أبنائهم وتقويم سلوكهم لتحقيق الهدف المنشود، ولكن هناك
عوامل ينبغي أن يراعيها ولي الأمر قبل أن يعلم أولاده التخطيط والنظام، وهذه
العوامل هي:
القدوة: فينبغي للآباء مراعاة أنّ الأبناء ينظرون إلى
آبائهم ويتعلّمون منهم حتى دون أن ندعوهم إلى ذلك، فيجب أن يكتسب كل منّا سلوكيات
التفكير المنظم وأساليب التخطيط والتنظيم حتى في الأشياء البسيطة؛ مثل التخطيط
لإجازة أو نزهة، فالقدوة أقصر الطرق للإقناع.
الصبر: تغيير العادات القديمة
وزرع سلوكيات يستلزم وقتاً طويلاً وجهداً ومثابرة، فلا تتراجع.
المتابعة:
ينبغي أن تراقب وتقيس مدى اقتراب أبنائك من تبني هذا النهج في التفكير، ومساعدتهم
وتشجيعهم على الاستمرار.
وقبل أن يشرع الأب في تدريب أبنائه على ممارسة
التخطيط والنظام في كل شؤون حياتهم، هناك بعض الخطوات الإجرائية التي ينبغي أن
يفعلها الأب مع أبنائه، وهي:
اطلب منه أن يعد خطته لمدة شهر أو ثلاثة أشهر
مثلاً وإطلاعك عليها.
قم بإقتراح ما تراه من تعديلات إن قَبِلَ ذلك، وتجنب
الضغط عليه إذا تمسك بما خطط له، المهم أن يبدأ.
تجنب مطالبته بزيادة
الأهداف، (قراءة عشر صفحات من كتاب يومياً بدلاً من 5 حسب خطته)؛ حتى لا تثقل عليه
أو تشعره أنّك أنت الذي خطط له.
شجعه بإستمرار على إنفاذ ما خطط له، وقدم له
هدية مثلاً تتلاءم مع ما قام بتنفيذه بالفعل من الخطة. على سبيل المثال: إذا وعدته
من قبل بأنّه إذا حقق 75% من الخطة التي وضعها لنفسه سيحصل على جائزة قيمتها 10
جنيهات، وإذا حقق 60% فقدم له جائزة توازي ما حققه من إنجاز فقط.
حاول حل
المشكلات التي يواجهها أثناء تنفيذ الخطة من خلال لفت نظره إليها، ومساعدته لإكتشاف
الحلول إن أمكن.
أطلعه على بعض خططك؛ لتبين له أنّك مهتم بهذا الأمر،
ولتحفزه على الاستمرار، ولتقدم له بطريق غير مباشر نماذج للتخطيط السليم.