سيدتي الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نحن نتكلم الآن عن العادة
السرية في طفل رضيع، وهو أمر كثيرا ما يثير قلق الآباء ويكثرون السؤال عنه.
ولكن
كيف ينبغي أن ننظر لهذا الأمر؟ لابد أن ننظر له على أنه عادة مثل عادة مص الإصبع
ولا يصاحبها أكثر من شعور بالارتياح، فلا يصل معها الطفل مثلا لدرجة الشبق أو
الرعشة الجنسية، وتعتبر هذه العادة في الطفل الرضيع أمرا طبيعيا يكتشف به جسمه،
ويكتشف جنسه واختلافه عن الجنس الآخر، ويصاحب ذلك نوع من الراحة، فيعود
ليكررها.
ولا شك أنها تزداد في شدتها كلما كان الطفل أكثر عرضة للقلق النفسي
والضغوط، كأن يكون هناك خلافات زوجية أو يعامل بقسوة وشدة أو عناد من الأم، ولا شك
أن فترة تدريب الحمام يتعرى فيها جسد الطفل وهذا يزيد فضوله، علاوة على ذلك هي فترة
تمثل ضغطا على الطفل لانتقاله من مرحلة الحفاظ، لتحمل مسئولية الالتزام لأول مرة في
حياته، وأن عليه أن يفعل شيئا مغايرا لما يرغب فيه، فقد يصيبه ذلك ببعض القلق مهما
كانت الأم صبورة وحانية.
لكن ماذا تفعلين الآن؟
- لا داعي للقلق؛ لأن الطفل
ما زال صغيرا، وهذه العادة غالبا ما تختفي من تلقاء نفسها، وإنما يبدأ القلق إذا
كان أكبر من ذلك، أي في سن أربع سنوات مثلا، ولا يستطيع منع نفسه من ذلك أمام
الناس، وفي الأماكن العامة.
- تخلي عن شعورك بأن ما يفعله طفلك أمر مقزز؛ حتى لا
يظهر غضبك حال قيامه بذلك فيزداد عنادا.
- لا يصح أبدا أن تتكلمي مع الطفل عن
هذا الأمر بشكل مباشر؛ حتى لا يزداد إصرارا، بل اجعلي فترة بقائه في الحمام فترة
الألعاب الجديدة والمفاجآت الجميلة، فلا تعطيه لعبة تعود عليها وحفظها.
- إذا
أصر الطفل برغم الألعاب الجديدة فعلينا بالبحث عن أسباب التوتر لدى الطفل، ونحاول
أن نقللها؛ حتى لا يلجأ الطفل لمسكنات القلق كمص الإصبع والاستمناء.
- امنحي
طفلك مزيدا من الحب والحنان حتى يطمئن، فهذا يساعده على التخلي عن العادات التي
تبعث على الشعور بزوال القلق كمص الإصبع والاستمناء.
- لا توجهي اللوم مباشرة
للطفل ولا توبخيه.