منتدى القفطان المغربي
تأملات من خلال "سورة القلم" . Ezlb9t10
منتدى القفطان المغربي
تأملات من خلال "سورة القلم" . Ezlb9t10
منتدى القفطان المغربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى القفطان المغربي

اهلا وسهلا بكـٍ يا فى
https://caftandumaroc.forummaroc.net اخر زياره لكـ كانت فى

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تأملات من خلال "سورة القلم" .

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د.بشرى
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
د.بشرى


sms sms : لا تنس ذكر الله.
الجنس : انثى
الثور
عدد المساهمات : 39326
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص.
المزاج : هادئة جدا.

تأملات من خلال "سورة القلم" . Empty
مُساهمةموضوع: تأملات من خلال "سورة القلم" .   تأملات من خلال "سورة القلم" . Emptyالسبت فبراير 09, 2013 10:56 am


مرحبا مرحبا مرحبا مرحبا مرحبا

تأملات من خلال "سورة القلم"
عبد المجيد محمد الغيلي


خلق الله جل جلاله الإنسان، وأعطاه أشياء لا حصر لها ولا عد، في نفسه أولاً، ثم في مجتمعه، ثم في حياته. فمما أعطاه في نفسه وسائل المعرفة (السمع والبصر والعقل، والكلام، والخط)، ومما أعطاه في مجتمعه وسائل التفاعل الاجتماعي (التزاوج والتناسل والعلاقات والمعاملات والجاه والثروة…)، ومما أعطاه في حياته وسائل العمارة – عمارة الأرض- ولا يمكن حصر هذه المعطيات والنعم الإلهية على الإنسان، ولكننا نقف على محور القضية.
إن هذه المعطيات سيتفاعل معها الإنسان، فيؤدي به تفاعله إلى نتائج، فإن كان تفاعله معها صحيحاً قاد ذلك إلى نتائج صحيحة، وإن كان سيئاً قاد ذلك إلى نتائج سيئة. فـالقاعدة إذن هي: (معطيات + التفاعل الإنساني = نتائج).

النموذج الإيجابي:
افتتحت سورة القلم بقوله تعالى: (مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)، والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يربط بين مقدمتين ونتيجة، أما المقدمة الأولى فهي الإنسان الذي يتفاعل مع نعم ربه، وأما المقدمة الثانية فهي النعمة التي يتعامل الإنسان معها، والإنسان هنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنعمة هي ما وهبه الله من أدوات يسخرها لمعرفة ربه وللدعوة إليه، والنتيجة هي نفي الجنون عنه صلى الله عليه وسلم.
واستخدم القرآن لفظ (الجنون) حيث نفى الله جل جلاله عن رسوله صلى الله عليه وسلم الجنون، والجنون: زوال العقل أو فسادٌ فيه، والمجنون من أصيب عقله بذلك. والمجنون لا يستطيع أن يتعامل تعاملاً صحيحاً مع نعم الله جل جلاله لوجود الانقطاع بين الوسيلة (العقل) والنعمة، إما بزوال أو فساد. ومن المعلوم أن الله جل جلاله قد نفى عن الكفار صحة العقل "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ"[البقرة171]، وهم أنفسهم سيقولون:"لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"[الملك10]. إذن فالجنون هو التعامل الخاطئ مع نعم الله جل جلاله.
وفي مقابل نفي الجنون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبت له القرآن أمرا آخر، وهو الخُلق العظيم. والجنون في الآيات مقابل الخلق العظيم، حيث ثبت الثاني للرسول وانتفى الأول، وإذ عرفنا بأن الجنون هو التعامل الخاطئ مع نعم الله جل جلاله، فإن الخُلُق هو التعامل الصحيح مع نعمه، وهو مراتب، وأعلى هذه المراتب ما وصل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا وُصف بأنه على خلق عظيم، وأمر الله جل جلاله المؤمن بالائتساء به:"لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"[الأحزاب21].

(أن كان ذا مال وبنين):
المال إشارة إلى كافة وسائل الغنى وأسباب الرخاء، والولد إشارة إلى كافة وسائل القوة والشرف والرفعة؛ حيث إن المرء يزداد ببنيه قوة ورفعة وفخرا. وهذا الحكم ينطبق على الدولة كما ينطبق على الشخص، فالدولة تزدهر وتنتعش بثرواتها وأموالها، كما تقوى وتتمكن بجنودها وأعدادها.
والمراد أن هاتين النعمتين – من معطيات الله جل جلاله في حياة الإنسان، والإنسان بتعامله معهما يحصد النتائج، فمن يتفاعل إيجابياً مع هذه النعم فإنه يزداد معرفة بربه، ومن يتفاعل سلبياً معها فإنما يزداد بعداً عن ربه. والآيات هنا تعرض نموذجين لذوي التعامل الخاطئ، وتبرز إفرازات هذا التعامل ونتائجه.

النموذج الأول: صاحب الخرطوم (العتل الزنيم)
"هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍمَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ".
صاحب الخرطوم كناية عن صفة الغرور والتعالي، فالإنسان إذا اغتر وتعالى شمخ بأنفه، ورفعه عالياً، والعرب تمدح الشريف بأنه أشم الأنف، كناية عن العزة والأنفة، ولا يزال يطول الأنف حتى يصبح خرطوم فيل، وعندئذ يكون المرء في عالم مترامٍ من غروره وكبره، ولا ينفعه عندئذ إلا وسمٌ وكيٌّ لهذا الخرطوم حتى يعتدل، والوسم يكون بنزع ما استكبر به، وخفض ما استعلى به، فيعود ذليلاً خانعاً، وتقول العرب له: قد جُدِع أنفه.
وصاحب الخرطوم يطول خرطومه باستكباره وتعاليه؛ نتيجة لخطأ فهمه، ومن ثم تعامله الخاطئ مع نعم الله جل جلاله ، ومنها المال والولد. فإذا رزقه الله جل جلاله بالمال والولد – ظن أن ذلك لمكانته عند ربه "فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ"[الفجر15]. فذهب يتعالى على الخلق، ويرى أن الأرض لم تخلق إلا له، ولا تتسع لأحد سواه، يرى الناس كلهم فـَـراشاً وهو الصقر الكاسر، أو ذباباً وهو النسر الطائر، ومن ثم ينحط إلى أركان سحيقة في التعامل مع الناس وفي التعامل مع آيات الله .
ففي تعامله مع الناس، نجد أن قوله ذميم وفعله دميم، فلسانه حلاف هماز نمام – وهذه الأخلاق الذميمة دالة على حقارته ومهانته وضعته وشعوره اللا إرادي بالنقص. وأما أفعاله فهو أولاً يمنع الخير عن الناس لا يجود لهم بأي خير، وحتى لو سمحت يده بخير فإنه لا يضعه إلا حيث يرى أنه سيعود إليه أضعافاً مضاعفة بطرق من الختل والخداع، وشعاره"الغاية تبرر الوسيلة".
وهو لا يكتفي بمنع الخير، بل يعتدي على الناس وعلى حقوقهم وأموالهم وأعراضهم، يرى أنه الأقوى ولا أحد يستطيع ردعه في الأرض، فيعتدي على أمم وأقوام مستبيحاً أعراضهم ودماءهم وديارهم، يدوس كل القيم والمبادئ تحت قدميه، والغا في الإثم لما يعمله بالناس. والآيات تكشف عن نفسية هؤلاء، أنهم أغلظ الناس قلوباً، وأحطها أخلاقاً، قال تعالى "عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ" فـ(عتل) إشارة إلى غلظ القلوب وجفاء الطباع ووحشية النفوس وانتزاع الإنسانية، و(زنيم) إشارة إلى دناءة الأخلاق وانحطاطها. وتأمل لفظ (بعد ذلك)، أي بعد ما تقدم من أخلاقهم نجد تأصل هاتين الظاهرتين فيهم (عتل زنيم).
وفي تعامله مع آيات الله نجده جاحداً مكذباً مستهزئاً بها ساخراً منها، مسخراً أمواله لمحاربتها ومحاربة أهلها، يدعى بأن هذا كلام البلهاء، وأنه قد مضى زمن التوحيد والدين، وأن الدين إنما هو نتاج أساطير الأولين، وما شعروا به من خوف وضعف أمام ظواهر الكون الغريبة، فاتخذ الناس لهم آلهة تعبد، ثم تطور الأمر إلى إله واحد… إلى آخر ترّهات المبطلين الأفاكين الذين أعماهم المال والعدد عن رؤية الحق، فعموا حتى طالت خراطيمهم، وليس لها من دواء إلا الوسم.
وفي هذه الآية وعد من الله جل جلاله بأنه سيسم خرطوم العتل الزنيم بإذلاله وإهانته في الآخرة، وكذلك في الدنيا وفق سننه وقوانينه. وكم من أمة طال خرطومها واستطال حتى ظنت أنه لن يوسم فإذا بنيران الله جل جلاله تسمه وتجدعه. وحتى يوسم كل خرطوم طويل فلا بد من أن يعمل المسلمون ويدأبوا ويستعينوا بربهم فيَسِمُ بهم خراطيمَ الطغاة والبغاة.

النموذج الثاني: أصحاب الجنة
"إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ" إلى قوله تعالى:"عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ".
خلق الله جل جلاله الإنسان، وخلق له جميع مقومات الإنسانية من حياة ووسائل المعرفة وسبل الحياة، ثم خلق له ما في السماوات وما في الأرض، "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ"[الجاثية13]. وأمره أن يعمل فيما خلق له وفق ما يريد مَنْ خلق، وابتلاه الله جل جلاله بهذا الأمر لينظر أيتعامل التعامل السوي فيهتدي، أم التعامل الغوي فيشقى، وهذا هو مفهوم الابتلاء.
ويضرب الله جل جلاله لذلك هذا المثل، قومٌ خلقهم الله جل جلاله وأعطاهم جنة (البستان العظيم)، وأمرهم أن يعملوا فيها كما يريد خالقهم، غير أنهم أساءوا عملاً فيما أعطاهم ربهم، حيث عزموا على أن يمنعوا الفقراء حقوقهم في هذا المال، وبخلوا على الله جل جلاله بما أعطاهم الله جل جلاله ، وخططوا ودبروا في ليلهم أن يغدوا إليها مصبحين "فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَن لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ"، ولكن عاقبهم الله جل جلاله فنزع منهم ما أعطاهم "فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ".
نعم ـ هم خططوا ودبروا، ولكن عندما وصلوا إلى جنتهم ورأوها قد احترقت ظنوا أنهم أخطأوا الطريق فما الذي أحرقها وقد تركوها خضراء مهتزة، "فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ"، غير أنهم رجعوا إلى أنفسهم، وبدأوا في التفكير الصحيح، وأدركوا فداحة جرمهم، وشعروا بأنهم قد فقدوا هذه النعمة "بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ"، وقد كان فيهم رجل رشيد نبههم إلى خطأ صنيعهم، وأنه سيؤدي بهم إلى الحرمان، ولكنهم لم يستمعوا إليه "قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ"، وعندما ذكرهم رجعوا فاستغفروا ربهم ولكن بعد فوات الأوان وزلة القدم، واعترفوا بظلمهم وطغيانهم "قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ". وتأمل قوله "يَتَلاوَمُونَ" كيف نجد هؤلاء وهم في جنتهم المحروقة لا يكادون يصدقون وبعضهم يلوم بعضا، وكلٌّ يتهم الآخر، ولكن هيهات.
والجنة هنا ـ كما يقول د. ماجد الكيلاني، هي رمز للممتلكات ومصادر الثروة الوافرة التي هي إحدى مظاهر الابتلاء بـ(الخير)، وهو رمز يختلف نوعه باختلاف الأزمنة والأمكنة، فهو في الطور الزراعي مزارع "بساتين"، وهو في الطور الصناعي معادن ومصانع وشركات وبنيان، كذلك يختلف حجمه من مكان إلى مكان، فقد يكون بستاناً أو مزرعة خصبة أو بلداً مزدهرا يتطلع المعوزون للاستفادة من فرص الحياة فيه، أو قارة تموج بالخصب والازدهار وتتطلع البلدان لمعونتها ومساعدتها، فإذا أغلق أهل البستان أو المزرعة أبوابهم، وتداعى أهل البلاد والقارات المزدهرة إلى الاستئثار بما ابتلوا به من (الخيرات) وأغلقوا حدودهم أمام المحتاجين من العمال والفقراء في البلدان الأخرى – هنا يطوف عليهم (طائف الرب) في شكل كوارث طبيعية أو اضطرابات اجتماعية، أو فتنة طبقية، أو حرب مدمرة، أو تضخم في الاقتصاد، أو كساد في الأسواق، أو خراب في الإنتاج، أو غزو، ويكون نتيجة ذلك كله رحيل الازدهار والثروة إلى أسر أخرى أو بلدان أخر، أو قارة أخرى، لتبدأ دورة أخرى في الابتلاء.
كذلك العذاب
عذب الله جل جلاله هؤلاء بالحرمان من النعمة التي أوتوها لما أساءوا العمل فيها، وكذلك يعذب الله جل جلاله كل من أساء العمل في نعمته بحرمانه منها. والكفار لما أساءوا إلى عقولهم فلم يتفكروا بها حرموا منها "فهم لا يعقلون". والقوم الذين آتاهم الله جل جلاله نعماً عظيمة، حيث مكن لهم في الأرض عندما أحسنوا العمل في نعم الله جل جلاله ، ولكن لما أساءوا عذبهم الله جل جلاله فحرمهم من تلك النعم، وذلوا وهانوا واستبد بهم أحقر الناس. والرجل الذي يعطيه ربه مالاً فيسيء العمل فيه بألا يعطى حق الله جل جلاله أو يسخره في حرب الله جل جلاله فإنه يحرم من ماله، ويحرم من طعم السعادة في ماله… وهكذا.
وكذلك من وهبه الله جل جلاله نعمة الحياة في الدنيا فأساء استخدام حياته، ولم يؤمن بربه فيها، ولم يجعلها مزرعة لآخرته، فإنه سيعذب في الآخرة بحرمانه من الحياة "إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيى"[طه74]، ويحرم من وسائل المعرفة التي آتاه الله جل جلاله ليتوصل بها إليه "وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"[طه124]. فهو عذاب أكبر من أي عذاب؛ لأنه عذاب سرمدي وحرمان أبدي من كل راحة ونعيم، بينما نجد أن من أحسن عملاً فيما آتاه الله جل جلاله فإن له الراحة والنعيم "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ".
ضلال وظلم
وإذا قرأنا الآيات ثانية فسوف نجد هذه الألفاظ "إنا لضالون، إنا كنا ظالمين، إنا كنا طاغين" ضلال وظلم وطغيان، ضلال عن سبيل الحق، وظلم يفسد المجتمع، وطغيان يفسد النفس، ويعمي القلب. وكلها ألفاظ تطلق على من يخطئ في التعامل مع معطيات الحياة، وتلحق بقاموس: المفتون والمجنون. ويجب أن نوضح أمراً مهما، ذلك أن الطغيان في التعامل مع شيء واحد هو طغيان، كما أن الطغيان في التعامل مع أشياء كثيرة هو طغيان أيضاً.
فالطغيان إذا دخل القلب أفسده، فتنقلب عنده المعايير، وتتبدل لديه الموازين، وتعمى بصيرته عن رؤية الحق، وبذلك لا يعود صالحاً للبقاء، بل يتحتم عليه الزوال والامّحاء. وبالتالي سيصاب في الدنيا بالنكد والضيق والضنك والخذلان والتيسير للعسرى، وفي الآخرة لا تتكفل به سوى جهنم، ففيها شقاؤه، وفى لفحها دواؤه. وطغيان أصحاب الجنة قد لا يكون –عند النظرة الأولى- أكثر من منع زكاة، لكن الطامة أن هذا داء تسلل، فإن لم يسْعَ صاحبه للدواء فإنه الهلاك في الدنيا، وإن ظن أنه قد استمتع في الدنيا فهو البوار في الآخرة.

إذن:
من خلال ما سبق نرى سنن الله جل جلاله وقوانينه، فلا يستوي من أحسن العمل واهتدى، ومن أساء وضل وطغى، لا يستويان في العمل ولا يمكن أن يستويا في الجزاء، هذا حكم الله جل جلاله ، ومن ادعى حكماً غيره فعليه البرهان، "أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ".

نجمه نجمه نجمه نجمه نجمه





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روعة المنتدى
نائبة المديرة
نائبة المديرة
روعة المنتدى


sms sms :

اللهم اجعل حضوري في قلوب الناس
كـ المطر يبعث الربيع ويسقي العطشى

الجنس : انثى
العذراء
عدد المساهمات : 35966
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : بين من اختارهم قلبي
العمل/الترفيه : مشرفه سابقا قسم الحمل والولاده والاستشارات الطبيه
المزاج : هادئة جدا.

تأملات من خلال "سورة القلم" . Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأملات من خلال "سورة القلم" .   تأملات من خلال "سورة القلم" . Emptyالأحد فبراير 10, 2013 7:11 am

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تأملات من خلال "سورة القلم" .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تأملات تربوية في سورة النور
» مقارنة بين بداية سورة لقمان وبداية سورة البقرة
»  سورة القلم باللغة العربية و الانجليزية و الفرنسية
» محاضرة تأملات في سورة العنكبوت للشيخ صالح المغامسي .
» المصحف المعلم للأطفال .. سورة القلم - محمد صديق المنشاوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى القفطان المغربي :: القســــم الاسلامي :: قســم القـــرآن الكريــــم-
انتقل الى: