<a href="http://www.gulfup.com/" target="_blank" title="مركز تحميل الصور"><img src="http://im31.gulfup.com/5H40A.jpg" border="0" alt="مركز تحميل الصور" /></a>
شخصية فريدة من نوعها ممتع المجالسة في حديثة إفادة ونصح يخترقان عقلك قبل قلبك ينقب عن الحكمة أينما وجدت عملا بمقولة الرسول ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها.
إنه الدكتور مامون مبارك الدريبي الذي اختير السنة الماضية ضمن ال 5 شخصيات الأولى تأثيرا في الرأي العام المغربي هو ابن الكاتب المغربي المعروف مبارك الدريبي درس إعلاميات جعلته يتخصص في التحليل النفسي فسبر أغوار النفس البشرية وكان خير معين لتجاوز محنها ويعتبر حاليا من أشهر المحللين النفسيين في بلادنا.
نريد أن نعرف بداية كيف ظهرت إرهاصات شغفك بعالم علم النفس البشرية؟
في الحقيقة ظهرت الإرهاصات الأولى صدفة إذ كنت أتابع دراستي بشعبة إعلاميات التدبير بمعهد في فرنسا وبما أنني أنتمي لأسرة متواضعة لم تكن المنحة تكفيني لسد حاجياتي من مأكل وملبس كانت بالكاد تغطي مصاريف السكن الجامعي فكان لزاما علي البحث عن عمل إضافي وبالصدفة وجدت مؤسسة تبحث عن متدربين لتدريس الشباب في جميع التخصصات فتقدمت بطلبي لأدرس مادة الإعلاميات مرتين في الأسبوع ووفقت في ذالك وكان دوري نحصر في مساعدة الأساتذة المتخصصين المكلفين بالتأطير لتسهيل مهمتهم وكنت ألاحظ أن الطلبة الذين أدرسهم لا يعودون لمنازلهم بعد الدرس بل يستقلون حافلة تتجه بهم لمركز خاص بهم فتقربت من أحدهم واستفسرته عن الأمر لأكتشف أن المؤسسة التي أدرس بها هي عبارة عن مركز للعناية بالصحة النفسية وأن الطلبة يعانون أمراضا عقلية وكنت آنذاك لا أعرف ما هو المرض النفسي أو العقلي كما استغربت كثيرا لأنني وجدتهم أناسيا عاديين ومنضبطين لا يظهر عليهم أثر الاضطراب النفسي نهائيا ساعتها خلق لدي قلق حول هذا الموضوع وقررت الاطلاع على الأمر عن قرب وطلبت من المشرف على المتدربين زيارة الطلبة في مركز العناية الذين يوجدون به بمدينة نانت الفرنسية وبعد اتصاله بالأطباء المتخصصين المشرفين على المركز قبلوا الفكرة ورحبوا بمجيئي في أوقات الزيارة المعتادة لأجد المركز عبارة عن مستشفى قائم بذاته بأطره وممرضيه ومعداته ومرافقه العلاجية الخاصة ...آنذاك دارت بخلدي أفكار وتساؤلات وعزمت على التقرب من هذا الحقل المعرفي فبت حريصا على حضور الندوات واللقاءات والمحاضرات التي يعقدها الأطباء المتخصصون الذين يأتون من مدن شتى قصد التباحث والتشاور حول مرض معين.
وماذا عن مصير دراستك لإعلاميات التدبير؟
لم أوقف دراستي لأن تدريسي بالمؤسسة لم يكن يتطلب مني سوى حصتين في الأسبوع والمثير في الأمر أن الطلبة كانوا يحضرون لحصتي بكثافة كما أن ملاحظاتهم حول أدائي كانت إيجابية جدا لأنني كنت أتفهم متطلباتهم وأبسط لهم الأمثلة لأفاجأ بطلب المؤسسة بالخضوع لتكوين شامل لديها يتكون من مواد متنوعة مثل البيولوجيا والطب ألاستعجالي والوقائي بالإضافة إلى مادة الأمراض النفسية والتحليل النفسي غير أن ما أثارني هو وجود شرط في هذا التكوين يتمثل في أنه من أراد أن يصبح متخصصا ويرتقي عليه أن يقوم بعملية تحليل نفسي على ذاته يضحك ويضيف لم يكن هذا الشرط إجباريا بل اختياريا إلا أنه أثار فضولي وبدأت أسأل عن عملية التحليل النفسي الذاتي وكيف يجري فعلمت أن هناك محللين نفسيين متخصصين علي اختيار واحد منهم والبدء في عملية تحليل نفسي حتى أتمكن من معرفة ماذا يحصل عند الآخرين وكان قلة من الطلبة من يقبل بهذا الشرط ويقدر عليه وأنا بطبعي فضولي وأعشق الاكتشاف ما دفعني للقبول به وبالفعل تسجلت وطلبت من أحد المحللين المتخصصين أن يقبلني عنده فلم يوافق على طلبي إلا بعد مرور سنة.
لماذا كل هذه المدة؟
كنت كلما ذهبت لمقابلته يؤجل الموعد للشهر الموالي ليقيس درجة اهتمامي وعزيمتي وهكذا مرت سنة بأكملها دون أن أمل أو تكل عزيمتي لأن رغبتي كانت جامحة لمعرفة نفسية الإنسان وكيف يولد الفرد معافى ليصبح مريضا نفسيا في ما بعد.
وبدأت عملية تحليل نفسيتي التي دامت سبع سنوات بمعدل ثلاث حصص في الأسبوع وكان الأمر يكلفني مبلغا ماليا كبيرا إذ أقوم بالتحليل أما المتخصص الذي ينصت إلي ويتتبعني بدقة ويوجهني للصواب ويطرح علي أسئلة ويقيس درجة تقدمي في التحليل.
ماذا حدث بعد ذالك ؟
بعد مرور سبع سنوات انتقلت من متدرب بالمؤسسة إلى مسؤول بها وبدأت أتجول في جميع أنحاء فرنسا لحضور اللقاءات التي تهم المجال الذي تخصصت فيه وسخرت اهتمامي له وأحببته كهواية فقط إذ لم يخطر ببالي قط أنني سأشتغل فيه فيما بعد والدليل أنني لم أوقف دراستي لإعلاميات التدبير بل اشتغلت في مقاولة IBM وكان راتبي الذي أتقاضاه أمول به التكوينات الخاصة بالتحليل النفسي التي أخضع لها.
وماذا عن دراستك بالمؤسسة هل حصلت على شهادة منها؟
بعدما أنهيت السلك الخاص بالتكوين طلبت مني المؤسسة أن أنجز بحثا بعد أن أحضر ورشات يسيرها نخبة من الخبراء الحاجين من دول مختلفة مثل اسبانيا والأرجنتين وبلجيكا وغيرها وبالفعل ذهبت في هذا الاتجاه وأنجزت البحث ووفقني الله في هذا الحقل الذي اعتبرته دوما هواية لا أقل ولا أكثر لأعود أدراجي إلى المغرب وأشتغل في سلك التعليم.
إذن بعد عودتك إلى المغرب اشتغلت في التدريس مجددا لكن هذه المرة في مادة الإعلاميات؟
تماما غير أنني اشتغلت كذالك في مقاولة خاصة في ميدان التكنولوجيا والإعلاميات لكن ما شغلني كمدرس هو ما لاحظته عند الأطفال المغاربة الذين يعانون صعوبة في الإبداع في عدة مواد مثل الرياضيات والإعلاميات وغيرهما فبدأت أوظف ما أتوفر عليه من أدوات التحليل النفسي لأساعد التلاميذ على تجاوز المشاكل التي يعانونها مثل القلق والعنف ما جعل الكل ومن بينهم المدير يلاحظ التغيير الذي طرأ على سلوكهم ويتساءل عن السبب والسر في هذا كله أنني كنت أبسط الأمور وألغي الشكليات وأتعمق في الجوهر وهكذا شاع لدى أسر التلاميذ خبر أستاذ يتوفر على ملكة خاصة تعينه على التعامل مع المراهق بشكل يحسن من سلوكه ومردوديته في الدروس ليبدأ أولياء أمور التلاميذ بالتوافد على المدرسة شاكرين وطالبين أن أبث في حالة أبناء آخرين لهم ما جعلني أنتقل لمنازل الأسر حيث ألتقي الطفل الذي أعينه على فك شفرات بعض المواد وكذا أفراد الأسرة لأستمع إلى أرائهم وأفكارهم محاولا مساعدتهم على تجاوز المشاكل وهكذا حتى تكون حولي فريق من الأساتذة من جميع التخصصات الذين بدأوا يعينونني على هذه المهمة ونظمت لهم ورشات تدريبية للتحليل النفسي.
هنا كانت فكرة تأسيس مكتب للاستشارة والتدريب أليس كذالك؟
بالفعل فمع مرور الوقت بدأ التفكير في إنشاء مكتب يضمنا جميعا من أستاذة جامعيين متخصصين في الرياضات والبيولوجيا والفرنسية وغيرها من المواد وتحقق ذالك بمشيئة الله وتكاثر الزبناء فلن أعد أملك الوقت لأستمر في سلك التعليم ما اضطرني لأتوقف وأتفرغ لمكتب الدراسات الذي يجمع الكفاءات الكبيرة منها أطباء نفسيون وآخرون متخصصون في علم نفس الأطفال غير أن الخاصية التي تميز بها المكتب هي أنه لا يقدم علاجا للزبناء بل الاستشارة فقط إذ يساعد الطالب على تجاوز قلقه النفسي حتى لا يؤثر على دراسته ومستقبله وهذا ما يدعى Le Développement intellectuel.
إذن كان المكتب متخصصا في البداية للأطفال فقط؟
تماما غير أن العرض تكاثر من طرف الشباب الباحثين عن التوجيه بعد الباكلوريا وحتى الذين أكملوا دراستهم ولم يجدوا وظيفة ما يجعلنا في ما بعد ننفتح على جميع الأعمار ونستقبل جميع الفئات في المكتب حتى أننا عقدنا شراكات مع عدة مؤسسات تعليمية على صعيد الدار البيضاء وتواصلنا مع وزارة التربية الوطنية وكذا دور النشر للاطلاع على المقررات الدراسية.
سطع نجمك في ظرف قياسي من خلال برنامج إذاعي حقق نسبة استماع كبيرة وحظيت بشهرة واسعة كيف جاءت فكرة خروجك للإعلام؟
السبب في خروجي للإعلام هو كثرة الحالات التي بدأت تعرض علي والمتعلقة بالمفاهيم الخاطئة التي يطلقها بعض رجال التعليم إذ يخبر أحدهم ولي الأمر أنه ابنه يعاني فرط النشاط ما يصيب الأهل بالذعر ويجعلهم في حالة يرثى لها وعندما أبث في الأمر أجد أن الطفل سوي ولا يعاني شيئا يستحق القلق ما جعلني أتساءل عن مصير في جميع مناطق المغرب الذين لن تتاح لهم فرصة استشارة متخصص يعينهم على تجاوز بعض المشاكل الصغيرة التي يمكن أن تتطور وتعرقل نجاحهم الدراسي لذا تواصلت مع إذاعة ميدي 1 وشرحت لها الأمر وبدأت أشتغل على فقرة مدتها نصف ساعة مرة كل أسبوع أطرح فيها موضعا معينا وأتلقى الاتصالات والاستفسارات التي أجيب عنها محاولا تبسيط الأمور للآباء حتى يتمكنوا من تجاوز القلق الذي يعانيه أطفالهم بسلاسة وأريحية وهكذا حظيت الفقرة بنسبة استماع كبيرة وازدادت مدة البث مع مرور الوقت سنة 2005 إلى حدود 2011 لأنتقل في ما بعد إلى إذاعة ميد راديو حيث تعرف علي الناس أكثر.
أغلب التساؤلات الواردة على البرنامج تهم صعوبة التواصل بين الأطفال وآبائهم لماذا في نظرك؟
السبب في نظري هو أن أشهر مشكل يعانيه الآباء والأطفال وكذا المؤسسات التعليمية هو مشكل المردودية فكل هم الأسر هو أن تكون مردودية طفلها الدراسية جيدة إذ ترسل ابنها لمؤسسة خاصة كلفتها باهظة وتنتظر النجاح والتفوق مقابلا لذالك متناهية المشاكل الأسرية التي يمكن أن تكون عائقا أمام تقدمه في التحصيل ففاقد الشيء لا يعطيه وإذ عاش الطفل مخبطا بين مشاكل والديه ومضغوطا من قبل المدرسة بطول ساعات الدرس وكذا حصص التمارين والساعات الإضافية والأسرة تطالبه نهاية المطاف بعلامات عالية ومتميزة وتفوق منقطع النظير فحتما سيخلق هذا مشكلا كبيرا لطفل المسكين ما يجعله يعاني قلقا نفسيا كبيرا.
هناك من يعتبر أن التحليل النفسي مازال في المغرب علاجا نخبويا فطبقة معينة هي التي تلجأ إليه ما هو تعليقك؟
لا أوافقهم الرأي فالبحث عن استشارة نفسية أو الاستفسار حوا مشكل معين ليس مقتصرا على طبقة دون أخرى والدليل أ، أغلب المستمعين الذين يتابعون برنامجي هم من الشريحة المتوسطة وهنا أتذكر امرأة فقيرة لا تتكلم إلى الريفية وتشتغل بجمع الحطب في جبال العرائش جاءت لزيارتي رفقة شقيقها القاطن بمدينة الرباط لتستشيرني في أمريهم طفلها وكانت تعرفت علي من خلال استماعها للبرنامج الإذاعي كل أسبوع وهذا الأمر أثلج صدري ووجدت أن هذه فرصة مناسبة جدا لدحض فكرة أن التحليل النفسي علاجا نخبوي وتنزيله للطبقة الأكثر هشاشة و المحتاجة له بصفة أكبر إذ يستفيد المستمع البسيط من استشارة على الهواء مجانا وهو في منزله وسط أسرته وفتحنا الباب على مصراعيه وخلقنا نقاشات حول المشاكل المجتمعية ولم نعد نقتصر على مواضيع الكوتسينغ الخاصة بالأطفال و المراهقين.
نعيش هذه الأيام فترة الاستعداد لموسم الأعراس نريد أن نعرف من منظورك كمحلل نفسي أهميتها بالنسبة للمقبلين على الزواج وكيف يجب أن يتهيأ الرجل والمرأة لدخول إلى الحياة الزوجية؟
قبل كل شيء أحب أن أقول مقولتي الشهيرة عن الحب وهو أنه ليس له وجود ضمني بين الرجل والمرأة ولكنه صنعة يجري إنجازها في ما بعد فحالات الحب التي يراها شباب اليوم في المسلسلات ليست بحقيقية وما يعيشونه بين أقرانهم ليس بحب بل هو عشق أما الحب فيأتي مع مرور الوقت.
أما بخصوص الاستعداد للزواج فمن الأفضل أن أترك الطبيعة الإنسانية تهيئ نفسها بنفسها فمثلا المرأة التي اقترب مخاضها مهما شرحت لها كيف سيجري وضعها لجنينها وكيف عليها أن تتصرف فلن ينفعها ذالك في شيء لأن التجربة الشخصية هي التي تحدد ما سيؤول إليه المآل لهذا أرى أن الشاب والشابة المغربيين يملكان جميع المقومات لدخول مملكة الزواج وليسا في حاجة لمن يرهبهما بقوله هيئ نفسك بل أقول لهما ارحما ضعفكما لأن الشخص الذي كان مسؤولا عن نفسه سيصبح مسؤولا عن شخص آخر هو شريك حياته وهنا أنصح المخطوبين بأن يتجردا من الفكرة التي تقول تزوجتها لتمتعني وتزوجته لأملكه وأقول لهما اخدمها تخدمك وكوني له سندا يكن لم خير رفيق.
أما الأمر الثاني الذي يؤرق العرسان الجدد وينكد عليهم حياتهم فهو القروض التي أسميها القرود فتخيل أنك أدخلت معك ثلاثة أو أربعة قردة لمنزلك ماذا ستفعل؟ الأكيد أن قردا سيصعد فوق الثلاجة وآخر فوق التلفاز وتبدأ في الشغب فالمخطوبان يدخلان لمملكة الزواج وهما متعطشان للكماليات فيلجآن للقروض البنكية لشراء سيارة وشقة وأثاث دون الانتباه إلى خطورة هذه المغامرة خاصة إذا كان العمل على كف عفريت لذا أنصحهما بالصبر على الأقل ثلاث أو خمس سنوات ويكتفيا بالضروريات فالنخلة وشجرة الزيتون لا تعطيان الثمار إلا بعد مرور ثلاث أو أربع سنوات أما التهافت على المظاهر وتكليف النفس ما لا تطيق فلن يفضي بصاحبه إلا لهلاك لذا أنصح الأسر الجديدة وأن تستثمر أموالها في أشياء مهمة وعوض أن أسجل ابني في مدرسة خصوصية تكاليفها باهضة دون أن أبقي على ما أشتري له به من حلوى أسجله في مدرسة عمومية وأصطحبه في جولة شاطئية من وقت لآخر لأن الإمتاع هو سر السعادة أما الضغط فهو قاهر النفوس.
هل هناك معيار يحدد استعداد الفرد للزواج وبناء أسرة؟
نعم هناك معياران الأول هو أن الحب قدرة وليس رغبة فهناك من يملك القدرة على الحب وهناك من يملك القدرة على الحب وهناك من لا يملكها وأضرب مثالا بشاب أعزب يستيقظ صباحا وهومكشر دون سبب معقول لا يبتسم ولا يتكلم ماذا سيفعل هذا الشخص مع زوجته؟ الأكيد أن حياتهما الزوجية لن تستمر طويلا أما فترة الخطوبة فجميعنا نعرف أنها فترة التمثيل للأسف الشديد ينقلب لمنفتح والمتكبرة تنقلب لمتواضعة وهكذا يفاجأ كل من الطرفين بالحقيقة المرة لشريك حياته فتنشأ المشاكل وتبدأ بوادر الفراق بالظهور والخلاصة أن الرغبة في الحب جميعنا يقدر عليها لكن المشكل هو هل بمقدورنا أن نحب في السراء والضراء.
المعيار الثاني هو القدرة على الابتسامة للحفاظ على الوئام فالحياة مليئة بالمشاكل والصعاب والشيء الوحيد الذي بإمكانه تذليلها هو الابتسامة فمثلا يتعرض الزوج لإفلاس مقاولته وتبدأ الدعاوى والشكاوى تأتيه من كل حدب وصوب والمراسلات تهطل عليه بغزارة في منزله ما يجعله في وضع لا يحسد عليه فيتشنج وتنقبض عضلات وجهه ويصيبه القلق وعندما يعود لبيته يتشاجر مع زوجته لأتفه الأسباب لأنه ليس بمقدوره أن يتحكم في أعاصبه ويقاوم غضبه ويتخلص منع عند باب المنزل ليستقبل رفيقة دربه بابتسامة عريضة كأنه يملك السعادة الأبدية والحال أنه لو تمكن من كبح جماح غضبه وتعامل مع زوجته بود ستعترف هذه الأخيرة بجميله في قرارة نفسها وتقدر ما يقوم به من أجلها وما يصبر عليه في سبيل المحافظة على بيته والجو الأسري السعيد.
هل يعد السن معيارا يحدد الأهلية للزواج؟
مطلقا فهناك شباب لم يتجاوزا العشرين من أعمارهم متزنون وقادرون على تحمل المسؤولية بناس أسرة ويملكون من الحكمة ما لا يملكها ذو الأربعين والخمسين سنة والسر يعود للبيئة التي تربى فيها الشاب أو الشابة فالأسرة التي تدلل طفلها أكثر من اللازم لن يتمكن من تحمل مسؤولياته فكيف يتحمل مسؤولية غيره عندما يكبر؟ أما الأسرة التي تصقل ابنها وتعلمه كيف يعتمد على نفسه وكيف يحل مشاكله لوحده سيتخرج للمجتمع فردا صالحا لذاته ولوطنه.
ألا تعتقد أن التربية الجنسية مهمة قبل ولوج عالم الزوجية؟
بداية لست متفقا على هذه التسمية فالثقافية الجنسية في المجتمع الغربي تقوم على تعليم الأبناء كيفية ممارسة العلاقة الجنسية وحماية أنفسهم من الأمراض الجنسية أنا مع كل ما علمي فالله قال في كتابه ما جعل عليكم في الدين من حرج وهذا معناه جواز البحث والحديث في جميع الأشياء لما فيه صلاح مجتمعنا ولا أظن أ، تعليم أطفالنا كيفية ممارسة الجنس سيفيدهم في شيء لأن الطبيعة كفيلة بذالك والرجل لا يحتاج إلى من يعلمه كيف يمارس والمرأة كذالك بل هما قادران على الاجتهاد وحتى الإبداع أنا اقترح تسمية أفضل هي الثقافة الأنثوية والثقافة الرجالية فلأولى دورها امتصاص غضب هيجان الرجل فعندما يكون الزوج هائجا ويدخل لبيته في حالة غضب لسبب من الأسباب وتلتقيه الزوجة بغضب أكبر ويبدأ العراك ستكبر المشكلة والحال أنها لو كلمته بلطف وعانقته محاولة إطفاء وامتصاص غضبه سيستريح ويهدأ فقوة المرأة تكمن في درجة امتصاصها لغضب وضغط الرجل الذي تربيه فيها أمها التي تنصحها بطاعة زوجها والتواضع معه لأن الرجل يتميز بقوة دافعة ومهاجمة ولن ينجح معه هجوم آخر بل اللين واللطف هما أحسن سلاح تملكه المرأة.
أما الثقافة الرجالية ومقام الرجال فصعب وليس سهل المنال بل هو ميدالية يعلقها الرجل على صدره لأن الرجل قوي في جسمه وفحولته وهيجانه لكن من يملك الاندفاع يملك دوما البلادة ومن يملك التأني يملك الذكاء لذا فالمعروف بعراكه الدائم واندفاعه الكبير وعدم تحكمه في أعصابه مازال في مقام البلادة وليلج مقام الذكاء عليه بالتأني والصبر على الصعاب والمحن.
أعود للتسمية التي لا أتفق عليها وأقول إن الغرب يتناول الأمور الجنسية كتربية وتدريب ويؤكد أن الطفل لكي يعرف ويكتشف عليه أن يمارس ونحن المغاربة نتناول الأمور بالتبسيط والجرأة العلمية.
ما هي وصفتك السحرية للحفاظ على شعلة الحب بين الزوجين؟
هي القدرة على التسامح والصبر على الرزايا وأخطاء الشريك وأقول للزوج مهما كانت المشاكل التي تعانيها في عملك ومهما بلغت ديونك الزم الابتسامة والكلمة الطيبة تغزل في زوجتك وأطري على مظهرها وجمالها وطبخها وأي شيء قامت به لأجلك لأن المرأة تتأثر بسرعة عن طريق الأذن التي تملك حساسية مرهفة يمكن من خلالها الوصول إلى الإشباع العاطفي والجنسي بشكل سحري ولا تؤرقها بالتشكي والهموم لأن المرأة تتحمل الكثير في يومها بين أعباء المنزل والأطفال.
أما الزوجة فأقول لها تذكري الألقاب اللطيفة التي كنت تنادين بها زوجك أيام تعارفكما وجدديها وتفنني في إمتاعه والطفي به وكوني له أرضا يكن لك سماء.
قربنا قليلا من حياتك الشخصية؟
أنا متزوج ولي طفلة أسمها فاطمة الزهراء تبلغ من العمر ثلاث سنوات.
هل تستشير زوجتك في بعض الحالات التي تعرض عليك أو تشركها في بعض الأمور الخاصة بعملك؟
أبدا في ميداننا لا يجب مزج الأمور المهنية بالأمور الشخصية لأن هذا سيخلق خلطا كبيرا ولن يجد الفرد الوقت الذي يستريح فيه على البيئة العائلية أن تكون منفصلة عن العمل أما إذا كانت الزوجة متخصصة في المجال ذاته وتتوفر على الكفاءات نفسها التي يتطلبها هذا الميدان فلا حرج في الاستشارة والإشراك لكنني أرجع الفكرة التي تفصل الأمور المهنية عن المنزل حتى يجد المرء حديقة وارفة الظلال حيث استرحة محارب فإذا كنا نتداول في مشاكل الناس بصعوباتها ومرارتها كل يوم علينا أن نحافظ على هدوء وسلام الحياة الزوجية والعائلية التي نشحن فيها بطاقة إيجابية ونفسي جديد يحفزنا على العمل والمثابرة.
ما هو تخصص زوجتك إذن؟
زوجتي متخصصة في المحاسبة والتسيير.
كيف حدث اللقاء بينكما ؟
التقيت زوجتي صدفة ضمن اللقاءات العادي التي يلتقي فيها جميع الناس فحدثت مودة وشراكة عفوية بيننا ومن ثمة جرى الزواج وإنشاء أسرة.
هذا يعني أنك لا تريد أن تدخل في تفاصيل اللقاء؟
يضحك ويصمت.
طبيعة مهنتك تجعلك تلتقي أناسا على اختلاف طباعهم ما هي الملاحظات التي رددها أغلبهم تجاهك؟
بالإضافة إلى الإطراء والكلمات الطيبة التي أسمعها من جميع هناك أيضا بعض اللوم فالعديد من الرجال يلومونني لأنني أكون في صف النساء دوما وأكون قاسيا على الرجال في أغلب الأحيان وأنا لا أنكر هذا لأن المرأة تعيش في مجتمع ذكوري مقهورة ومغلوب على أمرها لذا وجب الرفع من شأنها والانتباه للمجهود الجبار الذي تقوم به في الخفاء دون أن يعترف بجميلها أحد واستغل الفرصة لأقول لجميع الرجال المرأة نصف المجتمع فإذا أنصفت وشرفت وعلي شأنها فسوف يرتقي المجتمع للأفضل.