يحتاج الأطفال إلى تناول الطعام بشكل صحي، وذلك
لضمان حصولهم على جميع العناصر الغذائية اللازمة لنموهم مثل البروتين
والكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمعادن.. ولكن للأسف، معظم الأطفال
في الوقت الحالي يتبنون عادات غذائية غير صحية، واللوم الاساسي في هذا
الأمر يقع على كاهل الأم، لأن أحد أهم مسؤولياتها تجاه أبنائها أن تغرس
لديهم منذ الصغر عادات غذائية صحية تقيه شر الأمراض. هنا نعرض مجموعة من
الأسئلة والأجوبة والأجوبة التي تساعد الأم على معرفة ما ينبغي عليها عمله
لتحقيق ذلك.
كيف تتأكد الأم أن طفلها تناول الكمية المطلوبة من الطعام؟
منذ الولادة وحتى سن عامين أو ثلاثة أعوام، يكون لدى الطفل مؤشر داخلي
للجوع، ويكون البكاء هو الإشارة التي تدلل على حاجته إلى الطعام، ويستمر
الطفل في تناول الطعام طوال فترة شعوره بالجوع ولا يتوقف إلا عندما يشعر
بالشبع. ولكن بعد انقضاء الثلاث سنوات الأولى يبدأ هذا المؤشر بالتأثر
بأشياء أخرى، ويصبح الطفل بحاجة إلى تنبيه خارجي يحثه على الاستجابة
لإشارات الجوع التي يرسلها جسمه.
وقد تشعر الأم
بالقلق عندما تشاهد طفلها يأكل كميات قليلة من الطعام في الوجبة الواحدة،
ولكن لا داعي للقلق لأن الأطفال يميلون إلى تناول القدر نفسه من السعرات
الحرارية من يوم إلى يوم، ففي أحد الأيام قد يتناول الطفل وجبة فطور
كبيرة، والشيء نفسه في وجبة الغداء لكنه بالكاد يتذوق شيئاً في وجبة
العشاء، بينما في اليوم التالي قد يتناول القليل من الطعام في وجبة الفطور
على عكس الحال في وجبتي الغداء والعشاء. لذا ينبغي ألا تتوقع الأم من
طفلها أن يتناول الكمية نفسها من الطعام في كل وجبة من الوجبات الرئيسة أو
الخفيفة بصفة يومية.
كيف تساعد الأم طفلها على تناول طعامه بشكل جيد وصحي؟
يشعر الآباء بالقلق عندما يعتاد أبناؤهم تناول الطعام بإفراط، والشيء
نفسه عندما يفقدون شهيتهم للطعام أو تناول كميات قليلة منه. ولكن كلتا
الحالتين قد تحدثان بفعل رغبة الطفل في تناول صنف واحد من الطعام فقط مثل
ساندويتشات المربى أو الجبن فقط. وأحد أفضل الطرق للتقليل من خوف الأم
ومساعدة طفلها على تناول طعامه بشكل جيد أن تعرف وظيفتها ووظيفة طفلها
عندما يحين موعد الطعام، وهو ما يطلق عليه خبراء التغذية "توزيع
المسؤولية"، لأنه إذا أراد الطفل أن يأكل صنفاً واحداً من الطعام، فإنه
بهذا الشكل يحل محل أمه في اتخاذ القرار بشأن تحديد خيارات الطعام، لأنه من
المفروض أن تقوم الأم بذلك وليس هو، وفي ما يلي نعرض المسؤولية المحددة
لكل منهما:
وظيفة الأم: أن تقدم خيارات غذائية
صحية لأطفالها في الوجبات الرئيسة والخفيفة، ومن المفروض أن تقرر هي ماذا
يأكلون والمكان الذي ينبغي عليهم الأكل فيه، وكذلك مواعيد الوجبات.
وظيفة الطفل:
أن يختار كمية الطعام التي يرغب في تناولها أو أن يتناول الكمية التي تم
تقديمها له، ومن حق الطفل أن يحدد مقدار وجبته، كما يحق له أيضاً أن يقرر
إن كان سيتناولها أم لا.
وإذا كانت هذه الفكرة
جديدة على الأم، ربما تستغرق منها ومن أطفالها بعض الوقت لاعتيادها
والتكيف معها. وبمرور الوقت سوف يتعلم الطفل أنه مسموح له أن يتناول
القدر الذي يريده من الطعام في الوجبات الرئيسة والخفيفة، الأمر الذي سوف
يشجعه على الاستجابة لشعور الجوع الداخلي كلما أحس به.
وتستطيع الأم أن تدعم العادات الصحية لتناول الطعام لدى طفلها من خلال الوسائل التالية:
تعويد العائلة تناول الطعام معاً، وتنمية الشعور بالمسؤولية تجاه مواصلة
هذه العادة الجميلة لدى الجميع، ولتشجيعهم على ذلك ينبغي أن تكون الأجواء
حميمية وإيجابية، بحيث تخلو من الانتقادات التي تتعلق بمقدار أو نوعية
الطعام الذي يتناوله الطفل. مع التذكير بأن الإلحاح على الطفل لتناول طعامه
يقلل قابليته لتقبل أصناف الطعام الجديدة
تقديم أصناف
طعام صحية ومتوازنة لجميع أفراد الأسرة، لأن الطفل ينتبه لما يأكله غيره بمرور الوقت سوف يتعلم أن يحذو حذوهم
تحديد الوقت المسموح للطفل فيه بمشاهدة التلفزيون أو الجلوس أمام الكمبيوتر، بحيث لا يزيد على ساعة أو ساعتين في اليوم.
تعويد العائلة ممارسة الرياضة، وتشجيع الطفل على الانضمام لأحد أفراد الأسرة أثناء ممارسته رياضته المفضلة.
تناول وجبة العشاء في وقت مبكر
عدم إهمال الفحوص الدورية التي تتعلق بصحة الطفل للتأكد أنه ينمو بشكل جيد