[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ماذا يعني أن تحقق، وأنت الطائر المهاجر من إحدى دول العالم الثالث، نجاحا علميا باهرا وأنت في ضيافة الإنجليز؟ ببساطة، سيرفعون لك القبعة، ويضعونك في المكانة التي تستحقها، بدون مقدمات، وبدون تكلف، سيكرمونك ليس لمنصب والدك أو جذور عائلتك، بل لعلمك الذي ستفيد به الناس. هذا بالضبط ما حدث مع الدكتور عزيز بيهي المنحدر من مدينة طنجة، والذي قدمت الدولة البريطانية ترشيحها لنيل جائزة نوبل في الطب باسمه، بعد اكتشافه الباهر لعلاج فعال لمرض سرطان البروستات.
ولد عزيز بيهي سنة 1967 بمدنية طنجة، حيث تعلم أولى أبجديات الحروف في المدارس العتيقة التي كانت تعرفها عاصمة البوغاز بُعيد الاستقلال. وفي سن 19 من عمره نال عزيز بيهي شهادة الباكلوريا بامتياز، قبل أن يقدم له أحدهم النصيحة بشد الرحال إلى القلعة الحمراء التي كانت تسمى حينها الاتحاد السوفيتي المشتقة من كلمة "سوفيت" في اللغة الروسية وتعني "النصيحة". هناك درس عزيز بيهي الطب بجد متحديا الغربة وقسوة الطبيعة، ومنتعشا بالتقدم العلمي الذي كانت تعرفه امبراطورية ستالين بعد أن حولها الأخير من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي.
حصل عزيز بيهي، بعدها، على شهادة مع مرتبة الشرف في الطب تخصص المسالك البولية، ليتم تعيينه رئيس قسم في إحدى المستشفيات، كأول مغربي يحصل على هذه الوظيفة بالاتحاد السوفياتي حينها. قبل أن يشد الرحال مرة أخرى إلى مدينة ليفربول البريطانية حيث عمل بجد في تخصصه، وألف العديد من الكتب تهم جراحة المسالك البولية والطرق الناجعة للتعامل مع الأمراض التي تصيبها، حيث أصبحت كتب عزيز بيهي احد المراجع الأساسية للمقبلين في أبحاثهم على نيل الدكتوراه في هذا التخصص.
ويعتبر عزيز بيهي الذي يحمل الجنسية المغربية والبريطانية عضو نشط في الرابطة الأوروبية لجراحة المسالك البولية، وعضو في منظمة أطباء بلا حدود، وفي جمعية المسالك البولية بانكلترا، كما يحمل العديد من براءات الاختراع في ميدانه، وهو أيضا رئيس جراحة المسالك البولية في مدينة ليفربول والشمال الغربي بانكلترا، كما يعمل أستاذا في كلية الطب في ليفربول. وباحثا في مجال سرطان المسالك البولية الذي أصبح هاجسا يؤرق الأطباء والمرضى على حد سواء في العشرية الأخيرة، وهو ما جعل التقدم العلمي الذي وصلت إليه أبحاث عزيز بيهي يعتبر من بين أهم الأبحاث المنجزة في 70 سنة الأخيرة في مجال علاج سرطان البروستات عند الرجال.
وفي لحظة حنين للأصول يقول عزيز بيهي لـ"هسبريس" "أنا مغربي، أحب بلدي بشكل لا يوصف، ولي الشرف في أن أكون مغربيا" يقولها ولا يشعر ابن طنجة بحرج في التعبير عن حبه لأصوله وجذوره المغربية، رغم علمه اليقين أنه طائر هجر عشه ولن يعود له يوما.