د
أيمن رمضان زهران
كلية التربية- قسم التربية
الخاصة
الاوتيزم اضطراب في القدرة المعرفية لدى الأطفال مصحوباً ببعض الخلل في
النواحي النفسية والحيوية مما يعيق نواحي التطور الاجتماعي للفرد ويظهر جلياً في
نواحي النطق واللغة.
ومن مظاهر الإصابة بهذا المرض ظهور قصور في الاهتمام بالأطفال المحيطين مما
يدعو للشك في كون هذا الطفل منطويا أو متوحدا، كذلك عدم استجابة الطفل واستخدامه
اللغة في التواصل مع الآخرين على الرغم من امتلاكه لمفردات لغوية كافية و أن يكون
لعب الطفل محدودا وليس له هدف معين بمعنى تكرار نفس الألعاب أو الاهتمام بمشاهدة
الأفلام واستحواذها عليه تماماً، أو عدم قدرة الطفل على استخلاص المعنى المقصود من
بعض المواقف والخبرات التي يصادفها، أو لا يبدى الطفل اهتماما بالارتباط مع شخص آخر
أو الاشتراك في أنشطة مشتركة، أو أن نصف الطفل بأنه غريب الأطوار أو شديد العناد
وهى الصفات التي يصعب التعامل معها.
وأحيانا يكون الطفل
شديد التعلق بأحد والديه وهذا يدفعه إلى عدم الاكتراث بأي شخص
أخر
ويجب معرفة سبيل التوصل لعلاج هذه الاضطرابات ,بحيث يمكن لصاحب المرض
أن يتفاعل مع مجتمعه.
ومن أهم البرامج النفسية:تدريب التكامل السمعي وعلاج التكامل الحسي وتعديل
السلوك، ويعد العلاج عملية بطيئة ومعقدة، لكن يُشترط في الأشخاص الذين يتم علاجهم
أن يمتلكوا قدرات معرفية طبيعية أو شبه طبيعية, وليس هؤلاء الذين يعانون من اضرابات
خطيرة في النواحي المعرفية.
ومن مظاهر المرض:
اضطراب اللغة عالي المستوى- احتباس الكلام- اضطراب عملية الانتباه- خلل في فهم
المعاني وعدم تقدير الأمور،
وتختلف درجة إصابة كل مريض حسب
مستوى قياس الإصابة، وهناك ما يعرف بثالوث أوجه القصور الاجتماعي لأنه يؤثر في ثلاث
نواح : (تكوين العلاقات- قابلية التواصل مع الآخرين- القدرة على الفهم )، وإذا
أردنا معرفة ما إذا كان المريض مصاباً بالتوحد ينبغي تحديد ما إذا كان المريض يعانى
قصوراً في أي من هذه النواحي الثلاث السالفة
الذكر.
وعادة ما يكون المصابون بالتوحد جذابين مما يدعو إلى القول بأن لديهم قدراً
من الذكاء، خاصة عندما يظهر لديهم مهارة في ناحية معينة،وقد ينعزل الطفل أو ينطوي
والسبب في ذلك يرجع إلى الوالدين لكثرة لومهما وعدم إحساسهما بإصابة
طفلهما.
وأساس علاج المشكلة ونجاحها يتوقف
على تكوين علاقة سليمة وجيدة بين الأم وطفلها فالعلاقة الأسرية للطفل المتوحد تمثل
جزءً في الصورة الكلية للطفل، بحيث نرى أن الوالدين الجيدين أو غير الجيدين لهما
عظيم الأثر على حياة جميع الأطفال في أي أسرة.
وتختص متلازمة أسبيرجر بالأطفال الذين قام (هانز أسبيرجر) بتصنيفهم وأطلق
عليهم السيكوباتيين المتوحدين ....وقد ركز فيها على السلوكيات الخاصة للمصابين
بالمرض ومنها ظهرت طرق تقويم السلوك كسبيل للعلاج .....ثم زاد الاهتمام بطرق تقويم
السلوك التي وضعها (لوفاز) فى1996 ومن خلالها قام لوفاز بتعديل هذه الطرق بحيث توفر
للوالدين مجموعة من برامج التدخل العلاجي مثل(السلوكيات المعرفية- النفسية-العضوية)
بحيث تتيح لهما الشعور بالمشاركة في نمو طفلهما.
ومن الملاحظ أن
المصابين بالتوحد يستحيون بشكل غير عادى للمثيرات الحسية، ومن ثم انتقل التركيز إلى
هذه الاستجابات غير العادية في تطوير برامج لعلاجها مثل علاج التكامل الحسي
–التكامل السمعي.
ويعد التعليم وسيلة فعالة في علاج
التوحد لكن لا يجب حصر نظام التعليم في الحفظ دون الاستيعاب.
ويعد الخلل في النطق من الأعراض الأساسية للمرض،، لذا يقع العبء الأكبر على
عاتق الأخصائيين المعالجين لاضطراب النطق وذلك للاعتقاد الخاطئ بأن الطفل إذا
استطاع الكلام فسوف تسير باقي الأمور على طبيعتها.ويتم تجاهل الاضطرابات في القدرات
المعرفية واضطرابات السلوك بشكل تام.
ومن البرامج المفيدة في علاج المتوحدين:
شرائط الفيديو وذلك
بعرض مجموعة من المشاعر دون كلام- أدوات اللعب حيث نوفر لهم بعض الألعاب والأنشطة
التي تعطيهم حافزا لتطبيق مفهوم تبادل الأدوار مثل لعب البلى، البالونات، الكرات
الصغيرة التي تلفت الانتباه – تنمية أي مهارة والارتقاء بها مهما كانت، التوجيه إلى
حفظ آيات أو سور من القرآن فهي بحق شفاء وتقوم العديد من اضطرابات النطق لدى
الصغار، وأحيانا من طرق العلاج استخدام الرقية الشرعية دائما، حب الصلاة والمحافظة
عليها، وفي النهاية لغة الإشارة كي يستطيع المريض أن يعبر عن احتياجاته عند تعسر
النطق.
وغالبا يقع كل العبء على الأم فأقول لها اصبري واحتسبي مرض الابن وسيكون
الثواب عظيما عند الله، وإن لم نصبر فقدنا الأجر من الله ولم نعالج مريضنا وضيقنا
على أنفسنا، ولكل إنسان طاقات وملكات قد نتأخر في
اكتشافها.