قبل حوالي مائة عام وأكثر أي عام 1901 تمكن المهندس الاميركي ميلر رييس هتشيسون من اختراع سماعة تساعد من فقد سمعه على السمع بشكل أفضل، لكن وزنها كان يصل الى 12 كلغ بسبب بطاريتها الثقيلة وسماعاتها الكبيرة.
وأول تجربته لمعرفة مدى قوة هذا الجهاز كان عام 1902 عند تتويج ملك بريطانيا يومها ادوارد السابع حيث زود زوجته الأميرة الكسندرا بهذه السماعة وكانت صماء للتمكن من متابعة خطابه.
ومع الزمن تمكن المهندسون من تقليل وزن جهاز السمع وحجمه، فاصبح صغيرا ويوضع خلف الاذن، لكن بالنسبة للكثير من فاقدي حاسة السمع يظل ظهور هذا الجهاز امر غير مرغوب، لذا تسابقت مصانع التقنيات الدقيقة كي تصنع سماعات تختفي كليا عن الانظار وهذا ما يرغب به كل من فقد سمعه، واليوم واصبح هناك أجهزة على شكل ميني كمبيوتر وديجيتال توصل الصوت وكأن حامل السماعة لم يفقد هذه الحاسة.
ورغم ارتفاع ثمنها لكن هذه السماعات آخذة بالرواج من قبل البنات والسيدات اللواتي يفضلن عدم إظهار نقطة الضعف لديهن، فهي توضع في الاذن من دون شريط متصل بالجزء الذي يوضع خلف الاذن وتم الاستغناء عنه. وتزن هذه السماعة التي اصبحت تصنعها اكثر من شركة، اقل من مائة غرام ، فاستبدلت القوقعة التي فيها جهاز السمع بمحفز رقمي للصوت له مكان في الداخل.
وهذا الميني كمبيوتر الذي يعمل بواسطة بطارية قوتها 1.2 فولت يوفر للأصم سماع الأصوات بشكل جيد جدا ومن دون ضجيج ويوصل الأصوات البعيدة أيضا. كما وان السوفت وير المستخدم في صنعه يقوم بمعالجة الاشارات الواردة كي تصل الى الاذن من دون تشويش.
ومن السماعات الديجيتال( الرقمية) الاكثر مبيعا اليوم هي سماعة نيترو التي تصل قوة الصوت فيها الى 70 دسيبيل اي ما يعادل الصوت العادي للتلفزيون.
ويوجد منه ايضا نموذج اخر لقوة الصوت تصل الى 55 دسيبيل. وما يميز هذا الجهاز وجود نظام عد خاص للناقل وفلتر مهمتهما تصفية الضجيج باستمرار كدقات الساعة او ضوضاء القيادة ومنعها. كما وانه مزود بشريحة تبرمج استهلاك الكهرباء في البطارية ما يجعل عمرها أطول.
وميزة السماعات الرقمية أنها تستقبل الصوت وتتحكم به بطريقة اوتوماتيكية، ما يجعلها تفرق بين الصوت المباشر والخلفي والصوت المنخفض والمرتفع بشكل مفاجئ.