semsema_2011 :: مشرفة العيادة الطبية ::
sms :
الجنس : عدد المساهمات : 6733 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : فى احلى منتدى بالدنيا وسط حبايب قلبى واحلى صحبة العمل/الترفيه : حاصلة على بكالريوس علوم ....ودبلومة الكيمياء الحيوية التحليلية ( اخصائية تحاليل طبيبة ) المزاج : راضية باللى كتبة رب العالمين....اللهم اصلح لى قلبى وقلب من احب
| موضوع: وعادت للحياة .... الأحد يناير 15, 2012 9:35 am | |
| كانت تضع اللمسات الأخيرة على وجبة الغذاء التي تحضرها في مثل هذا الوقت من كل يوم فبعد عشرين دقيقة سيصل زوجها مع أطفالهما من المدرسة وهذا الوقت المتبقي لها سيكون كافياً لأخذ حمام سريع وتجهيز نفسها كانت تقف تحت المياه وهي تفكر كم هي سعيدة في حياتها مع زوجها الحبيب ذلك الرجل الطيب البسيط الذي يحمل شهادة الدكتوراه في مادة الرياضيات ويدرس في الجامعة منذ عشر سنوات . كم تحبه وتحب إخلاصه وتفانيه في هذه الحياة فهو لا هم له في هذه الدنيا سوى بيته وأطفاله منذ ان تزوجها قبل ثلاثة عشر عاما معه تعلمت معه كل شيء فهو قد تزوجها وهي لا تتجاوز من العمر سبعة عشر عاما فاحتضنها تحت جناحه وعلمها حبه وعشقه وامسك بيدها في هذه الحياة وساعدها لا بل أصر على أن تتابع دراستها وتدخل الجامعة وها هي اليوم تحمل درجة الماجستير في علم الاجتماع كما انه منحها أجمل طفلين في هذه الدنيا آدم وحواء .
قاطع سيل أفكارها صوت وصول الأولاد وتناهى إلى مسامعها صوت زوجها يناديها فقالت له أنا استحم يا حبيبي سأخرج بعد قليل . خرجت من الحمام وهي تلف نفسها بالمنشفة فوجدته يبدل ملابسه استعدادا لأخذ حمام سريع فأقترب منها ليقبلها كعادته وهو يقول لها أنا جائع يا حبيبتي هل الطعام جاهز ؟؟ فأخبرته انها ستنزل في الحال لتجهزه فاخبرها انتظريني خمس دقائق ريثما انهي حمامي وانزل لأتناول الطعام معكم انتظريني انت والاولاد في الأسفل .
اتجهت الى غرفة ابنتها الكبرى والتي تبلغ من العمر أثني عشر عاما فوجدتها مستلقية على السرير بملابس المدرسة فنادت عليها حبيبتي حواء لمَ لم تبدلي ملابسك ؟؟ هل انت بخير ؟؟ فاخبرتها بانها تحس بقليل من التعب ولكنها ستبدل ملابسها فورا وتنزل لتناول الطعام . لم تعجبها حالة ابنتها ولكنها ستنتظر الى ما بعد الغذاء لتعاود سؤالها وخرجت قاصدة غرفة ابنها الصغير فوجدت غرفته كالعادة غير مرتبة وملابسه على الارض فابتسمت ابتسامة حانية وقامت بترتيب الملابس ونزلت لتجده يجلس على المائدة بانتظار الطعام . فأخذت توبخه وتلومه على ترك غرفته في حالة الفوضى العارمة تلك وتخبره بضرورة الالتزام بترتيب ملابسه وعدم ترك ملابسه هنا وهناك وان عليه ان يتعلم من اخته حواء الترتيب والالتزام وكعادته اخذ يعتذر ويقول لها بأنه لن يكرر فعلته هذه فأبتسمت ابتسامة يائسة وهي تعلم مسبقا بانه لن يلتزم بما يقوله ابدا فهو لا يزال صغيرا على إدراك معنى النظام والترتيب فهو لا يتجاوز الثامنة من العمر .
عندما اجتمع الجميع على مائدة الطعام وبدأو بتناوله أخذ آدم يثرثرون حول مغامراته اليومية في المدرسة حيث بدأ الجميع بالضحك على مغامراته في ملعب المدرسة وكيف وقع وهو يركل الكرة في الملعب واخذ الطلاب يضحكون عليه ولكنه بدأ بالتباهي عندما اخبرهم بانه احرز ثلاثة اهداف فانهالت عليه عبارات المديح منها ومن زوجها وهم يقولون له انت بطل يا حبيبي . أما حواء فقد كانت تجلس صامتة وتكتفي بمجرد الضحك على ما يقوله شقيقها الصغير . لاحظت والدتها صمتها ولكنها لم ترد ان تلح عليها في السؤال فاكتفت بمجرد المراقبة وبعد الغذاء قام زوجها باصطحاب ادم لمراجعة دروسه وبقيت حواء معها في المطبخ لتساعدها كما هي عادتها فاخذتا تثرثران كعادتهما حول امور المدرسة ورغبة حواء بالذهاب الى السوق لشراء حذاء جديد فاخبرتها والدتها بانها ستصحبها الى السوق في المساء بعد ان تنهي واجباتها لتضمنا ان يمضيا الوقت براحتهما في السوق .
في المساء خرجتا معاً بعد ان إطمأنتا إلى ان ادم خرج مع والده لزيارة جدته كانتا تثرثران اثناء القيادة الى السوق فقررت الام حينها ان تغتنم الفرصة لتسالها عما كان يكدرها عندما عادت الى المدرسة فاخبرتها بانها كانت متعبة قليلا ليس الا .. لم تقتنع الام بهذا الجواب وفضلت عدم الالحاح على ابنتها كثيرا فقامتا بالتسوق وشراء كل ما يلزم بعدها ذهبتا لتناول المثلجات في المطعم ومن ثم انطلقتا عائدتين الى المنزل اثناء عودتهما كان الصمت يخيم عليهما فالأم تركز على القيادة وحواء تسترخي على المقعد تطالع المناظر من حولها . فجاة استدارت تجاه والدتها وقالت لها اريد ان اخبرك سرا صغيرا يا امي ولكن عديني ان يبقى بيننا وارجوك لا تخبري به احدا .!! خافت الام للوهلة الاولى مما ستقوله ابنتها ولكنها لم تظهر لها خوفها وقلقلها وقالت لها انتظري ريثما اقف بالسيارة يا ابنتي وبعدها تخبرينني عندما اوقفت الام سيارتها التفتت الى ابنتها الحبيبة وقالت لها هيا اخبريني ماذا ستقولين لي ؟؟ فنظرت حواء الى والدتها بنظرات تقطر خوفا وقلقاً من ردة فعل والدتها وقالت لها امي لقد قمت بكتابة وصية لي !!! صعقت الام وفغرت فاها واحست بان الدموع تتجمع في مآقيها وقالت لها ما هذا الذي تقولينه وعن اي وصية تتحدثين وما هذه الترهات التي تتفوهين بها ومن هو الذي طلب منك ان تكتبي وصية ؟؟ ومن قال لك بانك ستموتين ؟ اصيبت الام بنوبة غضب عارمة من ابنتها واخذت توبخها وتقول لها بان لا تعيد على مسامعها ما قالته مرة اخرى والا فانها ستغضب منها ولن تتحدث معها مرة اخرى .. لا تقومي بذكر الموت امامي مرة اخرى هل تفهمين ؟؟ واستدارت الى المقود لتصب عليه جام غضبها وانطلقت مسرعة عائدة الى المنزل . اما حواء فاكتفت بالصمت والبكاء ولوم نفسها على اخبار امها بسرها الصغير .. عندما وصلتا الى المنزل ترجلتا من السيارة ودخلتا المنزل لتجدا زوجها وادم يشاهدان التلفاز فالقت التحية وشاهدت حواء تهرع الى غرفتها دون ان تنطق باي كلمة التقت نظراتها بنظرات زوجها فأومات لزوجها بيديها وهي تراه يهم باللحاق بحواء بأن يدعها وشانها فهي ستتحدث معه لاحقا على انفراد .
عندما خلدا الى النوم في تلك الليلة سألها زوجها عن سبب غضبها وتعكر مزاجها عندما عادت من السوق هي وحواء فاخبرته بانها ازعجتها قليلا بكثرة طلباتها ليس الا .. فاستغرب من جوابها قائلا هل هذا هو السبب الحقيقي ؟؟ انت لا تغضبي في العادة بسبب كثرة طلباتهم ماالذي جرى لكِ اليوم ؟؟ ارجوك ان كان هناك خطب ما ارجو ان تطلعيني عليه . فاخبرته ان لا يقلق فليس هناك شيء خطير وخلدا الى النوم .. في تلك الليلة جافاها النوم وهي تفكر بما اسرته لها ابنتها الصغيرة . كم تكره الحديث عن الموت فهي عانت منذ صغرها فراق والدتها الحبيبة وعاشت في بيت والدها الضعيف الشخصية تعاني من ظلم وجور زوجة والدها التي لا ترحم والتي زوجتها الى اول رجل قام بخطبتها لكن القدر كان رحيما معها وكان زوجها رجلاً شهماً ونبيلاً احتواها وعلمها كيف تتصالح مع نفسها وتتخلص من كل العقد التي كانت تلازمها اخذت تنظر اليه وهو نائم كان رجلا من العملة النادرة لم تقابل في حياتها رجلا يعيش فقط من اجل عائلته كل همه ينصب دائما حولها هي واطفالها كم تحبه وتهواه لمسة منه تزيح همها وابتسامة صغيرة تخفف ضيقها وحده من يستطيع ان يؤنسها ويضحكها انسلت من الفراش وذهبت لتفقد اولادها دخلت على غرفة نوم آدم فوجدت جهاز الحاسوب مضاء وهو يغط في نوم عميق فاخذت تبتسم وهي تقوم باطفاء الحاسوب لا بد وانه اعتقد بانها لن تكشفه إذا قام بتشغيل جهاز الحاسوب سيبدأ باختلاق الاعذار في الصباح .. غادرت الغرفة واتجهت صوب غرفة حواء لتراها غارقة في النوم فجلست الى سريرها واخذت تنظر اليها وهي تفكر مليا في ما قالته لها مساء هذا اليوم وما الداعي لان تفكر طفلة في عمرها في مثل هذه الامور التي يعجز عن التفكير بها من هم اكبر سناً منها !!! كان عليها ان تستمع لها اكثر وان لا توبخها وان تتفهم وجهة نظرها ولكنها لم تستطع السيطرة على نفسها عندما سمعتها تقول وصية فهي بهذا وكانها تتحضر لفراقها وهي لن تستطيع يوما تخيل حجم المأساة التي ستلمُ بها ان هي فارقت احد افراد عائلتها فلا زال جرح فراق والدتها والدها مدفونا في اعماقها وهي بذلت جهدا جبارا ومضاعفا لتنهض على قدميها من جديد ولن تحتمل ان يجرحها القدر من جديد باحد فلذات كبدها .. عادت الى غرفتها لتندس بجانب زوجها الحبيب فهناك المستقر الوحيد لها وهناك فقط تجد نفسها الراحة والطمانينة .
استيقظت في الصباح على صوت منبه الساعة الذي يشير الى السادسة صباحا فنهضت على الفور واغتسلت وذهبت الى المطبخ لتحضير طعام الافطار لأولادها فلم يتبقى على موعد المدرسة سوى ساعة ونصف الساعة كانت تحضر الشاي عندما سمعت صوت حواء يناديها ويقول لها ماما صباح الخير فالتفتت اليها وبادلتها الابتسامة والتحية ونادت عليها لتضمها الى صدرها وتقبلها وهي تقول لها كيف اصبحتِ يا عمري فاخبرتها بانها جيدة وانها تريد من الامس ان تعتذر لها لانها سببت الكدر والقلق لها فاخذت الام تهون عليها وتقول لها لا عليك يا حبيبة قلبي لقد نسيت الامر تماما هيا اذهبي وجهزي نفسك وتعالي لتناول طعام الفطور وعرجي على غرفة اخيك الصغير وقومي باستعجاله ريثما اذهب واوقظ والدك كانوا يتناولون طعام الافطار وهو يثرثرون ويضحكون وبعدما انهوا طعامهم خرجوا برفقة والدهم ليقوم بايصالهم الى المدرسة وهو في طريقه الى الجامعة ..
بعد ان انهت ترتيب المنزل فكرت ان تقوم اليوم باخذ استراحة من تجهيز الطعام وستاخذ الاطفال الى الغذاء في الخارج فزوجها لن يقل الاطفال بعد المدرسة اليوم فلدية محاضرات مسائية ولن ينتهي قبل السابعة مساءاً لهذا ستزور مدرسة الاطفال في هذا اليوم وتصحبهم الى تناول الطعام بعدها قامت بتجهيز نفسها وانطلقت بسيارتها الى المدرسة طوال الطريق كانت قد عاد الى التفكير بما قالته لها ابنتها بالامس وقررت ان تسال المعلمات عما اذا كانوا قد تطرقوا في احد المواد الى هذا الموضوع فهي لم تقتنع بانها كانت مجرد فكرة في راس ابنتها الصغيرة فلا بد وان هناك اساس لهذه الفكرة ، عندما وصلت الى المدرسة جلست في غرفة الادارة تثرثر مع المعلمات حول المستوى الخاص بولدها آدم فاخذت تشكر الله على ان ورغم انه مشاغب وكثير الحركة الا انه متفوق في دراسته ومميز بين اصدقائه وهذه نعمة من الله .. لكنها كانت تريد التقاء المعلمة المسؤولة عن تدريس ابنتها حواء ولكنهم اخبروها بانها غائبة هذا اليوم فاصابها الاحباط لهذا الخبر كانت تريد معرفة السر وراء كتابة الوصية ولكن يبدو انها لن تستطيع اليوم ، فتابعت الحديث مع بقية المعلمات عن مستوى حواء كانت تشعر باطراء شديد لتفوق ابنتها المبهر في الدراسة وبأنها مضرب المثل في المدرسة بأدبها واخلاقها واجتهادها .
بعدا انتهاء الدوام اقلتهم من المدرسة وهم يرددون لها عبارات الشكر على انها ستاخذهم لتناول الطعام في الخارج كانوا يثرثرون بمرح وهم في طريقهم الى المطعم تناولوا الطعام وبعدها ألح ادم على تناول المثلجات فرضخت لطلبه وقاموا بتناول المثلجات وبعدها اراد ادم الذهاب لقاعة الالعاب المجاورة لهم فوافقت الام لكي تنفرد بابنتها الحبيبة ، لم تكن تدري كيف بامكانها ان تفتح الموضوع مرة اخرى مع ابنتها ولكنها تشجعت قالت لها : حواء حبيبتي بالنسبة لما قلته لي بالامس ما هو السر الذي دفعك لكتابة وصيتك وهل تسمحين باطلاعي عليها ؟؟؟ طأطأت الفتاة الصغيرة راسها وقالت لها لا يوجد سر يا ماما كل ما هنالك ان معلمة اللغة العربية طلبت منا ان نكتب تعبيرا يتضمن قيامنا بكتابة وصية لنا نضع فيها كل ما نريد ان يحققه لنا اهلنا بعد وفاتنا ليس اكثر وانا كتبتها وسلمتها لمعلمتي ولكن المعلمة طلبت منا ان نبقيها سرا بيننا وبين انفسنا وان لا نطلع عليه احدا على الاطلاق أصيبت الام بالذهول ابنتها الوحيدة ترفض طلبها بالاطلاع على تلك الوصية !! ارادت الام ان تصرخ عليها وتوبخها ولكنها ضبطت اعصابها واكتفت بالصمت المطبق فهي لن تخوض بهذا الموضوع اكثر من ذلك لا تريد ان تفتح باب الجراح النائمة بداخلها.
كانوا في طريق عودتهم الى المنزل عندما رن جرس الهاتف الخاص بها فكان زوجها يتصل بها ليطمئن عليهم وما اذا كانوا قد استمتعوا بوقتهم فاخبرته بانهم قد استمتعوا كثيرا وبانهم عائدون الان الى المنزل في تلك الليلة وبعد ان خلد الجميع الى النوم قامت الام بهدوء من سريرها وذهبت الى غرفة ابنتها لتقوم بالتفتيش عن تلك الوصية التي كتبتها حاولت ان تفتش الغرفة بدون احداث اي ضجة ولكنها لم تجدها يبدو ان ابنتها كانت صادقة عندما اخبرتها انها سلمتها الى معلمتها ولهذا ستعتبر الموضوع مجرد كتابة تعبيرية ولن تحمل الموضوع اكثر مما يحتمل عندما عادت وجدت زوجها جالسا في السرير ينتظرها فجلست بجانبه على السرير وهي تحس بانها مقهورة ومجروحة فجلسا صامتين كل منهما يحدق في الاخر الى ان انفجرت بالبكاء فضمها الى صدره وتركها لتخرج كل ما بداخلها من اوجاع فهو تعود على تلك النوبات التي تصيبها منذ ان تزوجها كان يتمتم ببعض الكلمات التي من شانها ان تريح اعصابها المتعبة لكنها استمرت بالبكاء بين احضانه لفترة طويلة الى ان هدات روحها المقهورة حينها قررت ان تفاتحه بكل ما تخبئه في قلبها اخبرته بكل ما جرى خلال اليومين الماضيين وبانها لا تنفك تشعر بالالم كلما تذكرت كلام ابنتها عن الوصية وانها تحس بان هناك مكروها يحدق بها وبأبنائها وبانها لا تحتمل اي صدمات جديدة فالحياة كانت قاسية معها كفاية فاخذ يقول لها حبيبتي القدر لا يتأخر متى حان موعده والحمد الله اننا لا نعلم موعده هذا من لطف الله بنا فارجوكِ توقفي عن البكاء واخلدي الى النوم ولا داعي للقلق فكل ما سيحدث هو مقدر لنا ولا داعي للحزن ابدا .. هيا بنا لننام الان ..
في الصباح استيقظ زوجها قبلها وتسلل الى الخارج بهدوء لكي لا يوقظها وقام بتحضير طعام الافطار للاولاد وايصالهم الى المدرسة وتركوها نائمة استغرب الاولاد من عدم وجود والدتهم معهم على الافطار واخذوا يسألون والدهم عنها فاخبرهم والدهم بانها متعبة ولهذا تركها لترتاح كان يفكر مليا بما قالته زوجته له بالامس كان قلقا عليها ويفكر في طريقة ما لكي يريحها من تلك الالام .. كان يقود السيارة وهو شارد الذهن ولم ينتبه الى الحافلة القادمة باتجاهه وعندما سمع صوت صرخات اولاده وصوت زامور الحافلة المقابلة له كان الاوان قد فات حيث اصطدمت سيارته بالحافلة واخذت السيارة تدور تباعا وهو غير قادر على السيطرة عليها حاول مرارا ان يوقفها ولكن دون جدوى الى ان اصطدمت بالرصيف حينها توقفت احس براسه يصطدم بمقود السيارة فغاب عن الوعي وكل ما شاهده قبل ان يصاب بالاغماء هو صورة ابنته حواء التي اصطدمت بزجاج السيارة الامامي وخرجت منه اما ابنه القابع في الخلف فلم يره مطلقا .
اما زوجته فقد استيقظت مستغربة عندما طالعت الساعة التي امامها ووجدتها تقارب العاشرة صباحا فنهضت على الفور ظنا ًمنها انها تأخرت على الاولاد ولكنها وجدت ملاحظة من زوجها يخبرها بان ترتاح فهو حضر لهم الافطار واقلهم الى المدرسة ابتسمت ابتسامة حانية ودخلت الى الحمام لتاخذ حماما عله ينعشها ويهدأها بدأ هاتفها بالرنين ولكنها الان تحت المياه فلينتظر من يرن الى ان تنتهي من حمامها .. احست بانها لا تريد الخروج من تحت المياه فتعمدت المكوث طويلا تحت صنبور المياه لعل المياه تغسل اوجاعها واهاتها الدفينة .
عندما خرجت من الحمام توجهت الى الصالة مباشرة وامسكت بهاتفها فوجدت ان من كان يقوم بالاتصال بها هو والدها !! استغربت من اتصاله فهملا لم يكلما بعضهما منذ عدة اشهر ففي اخر مرة تشاجرت مع زوجته وقام بطردها من منزله فلماذا يقوم بالاتصال بها الآن ؟؟ ربما يريد شيئا ما منها او من زوجها لن تتصل به الآن فهي لا تريد منه ان يبدا بمعاتبتها وتحميلها اللوم كعادته ولهذا لن تعاود الاتصال به امسكت سماعة الهاتف لتقوم بالاتصال مع زوجها لكنها وجدت هاتفه مغلقا فخمنت ان يكون في المحاضرة الآن .. فذهبت لارتداء ملابسها فتعالي رنين الهاتف مرة اخرى فاسرعت لتجيب فوجدت والدها يتصل بها !! هل تجيبه يا ترى ؟؟ ستجيبه وتخبره بانها مشغولة الان وستعاود الاتصال به مجددا أتاها صوت والدها وكانه قادم من بعيد وكانه مريض ولا يقوى على الحديث ليخبرها بصوت تسبقه الدموع بان زوجها واطفالها قد وقع لهم حادث مروع وهم الان في المستشفى وطلب اليها الحضور على الفور .. كانت تستمع اليه وصوت أجراس الرحيل تقرع في أذنيها !! يا ترى هل حان موعد الرحيل الابدي الذي لا عودة منه ؟؟ هل سيتركونها جميعهم لتواجه متاعب الحياة لوحدها هل سيذهبون ويسحبون معهم بساط السعادة من تحت قدميها ؟؟ لم تدري كيف غادرت المنزل كانت تقف على الدرج وهي تحس بثقل في اقدامها لم تستطع نزول الدرج كانت تنظر اليه وتقول ياالله بالامس صعدت معهم هذا الدرج وهاهي اليوم تقف عليه لوحدها !! على هذا الدرج بالذات حملها زوجها قبل ثلاثة عشر عاما وهي عروس صغيرة لا تعرف من هذه الحياة شيئا آآه كم يحمل هذا الدرج من ذكريات .. استجمعت شتات نفسها وانطلقت باتجاه المستشفى الذي وصلته وهي لا تعرف كيف قادت سيارتها اليه حتى انها استغربت بانها قد وصلت سالمة كانت تمشي في الممر وعيونها تسبق قدميها علها تلمح ظل زوجها او اطفالها يقفز امامها لكن يبدو وكانها كانت في المستشفى لوحدها لا طبيب ولا ممرضة ولا مرضى وحدها تسير في ذلك الممر الذي يبدو انه لا نهاية له ..
لمحت والدها وزوجته يقفان بعيدا فسارعت بالاقتراب منهما فاستقبلها والدها ضاما اياها الى صدره وهو يقول لها حبيبتي لا تقلقي زوجك واولادك بخير سيخرج الطبيب في الحال ليطماننا عليهم ارجوك تمالكي اعصابك .. قامت بمسح دموعها وجلست بجانب والدها تنتظر خروج الطبيب أقتربت منها زوجة والدها لتقوم بمواساتها فلم تعرها اي اهتمام واكتفت بشكرها واشاحت بوجهها بعيدا عنها فافكارها وحواسها الان منصبة على سلامة ولديها وزوجها الحبيب ،عندما خرج الطبيب قامت مسرعة باتجاهه لتطمئن منه على احوال عائلتها فاخبرهم بان الطفل الصغير يعاني من بعض الرضوض والكسور في يده وقدمه والزوج يعاني من ارتجاج بسيط في الدماغ جراء ارتطام راسه بالمقود ولكنهما سيكونان على ما يرام .. كانت تنتظر منه ان يكمل حديثه عندما لاذ بالصمت واحنى راسه لكي لا يواجه نظراتها الدامعة فسالته هي وماذا عن ابنتي حواء ؟؟ هل ستكون بخير ؟ ارجوك اخبرني ايها الطبيب فتمالك الطبيب نفسه وقال لها بصراحة حالة ابنتك غير مطمئنة على الاطلاق في مصابة بعدة كسور في الجمجمة واليدين والقدمين بالاضافة الى انها مصابة بنزيف داخلي وهي في غيبوبة تامة ولا ادري متى ستسيقظ منها وهي ترقد الان في غرفة الانعاش !! . كانت تستمع اليه وهي تحس بانها في عالم اخر احست وكانها في كابوس مرير لا تدري متى ستسيقظ منه ولكنها لملمت نفسها ودخلت لتطمئن على زوجها وولدها كان زوجها يغط في نوم عميق فاخذت تتحس جبينه الملفوف بشاش كبير والرضوض الكثيرة التي تملا وجهه ويديه كانت تغالب دموعها لكي لا تسقط على وجهه فتركته واتجهت الى حيث يرقد طفلها ادم آه كم هو صغير على مثل تلك المعاناة يده وقدمه مكسورتان ويضعون له المحاليل في يده .. لو كان مستيقظا لكان يبكي الآن من خوفه من الابرة ولكنه غائب عن الوعي ولا يحس بشيء افلتت منها ابتسامة لا ارادية عندما تذكرت بكاءه وخوفه يوم ان اخذته مرة لتفحص دمه وكيف ان حواء وزوجها كانوا يسخرون منه ومن جُبنه ولكنه توقف يومها عن البكاء واثبت لهم انه بطل ولا يبكي مهما بلغ حجم الابرة حاولت ان تضمه الى صدرها لكن والدها منعها من الاقتراب منه وقال لها : دعيه يرتاح يا ابنتي وتعالي لنطمئن على حواء ...
عندما ذهبت لتطمئن على حواء في غرفة الانعاش سمحوا لها بالنظر اليها من خلف الزجاج كانت ترقد بلا حول ولا قوة كالجثة الهامدة التي لا روح فيها جسدها موصول بالعديد من الاجهزة وبداخل فمها انبوب كبير ووجها ملي بالرضوض والجروح لم تصدق ان هذه هي ابنتها الجميلة كانت تبكي بدموع صامتة تحفر في قلبها قبل وجهها وتتساءل بينها وبين نفسها هل ستودع ابنتها هذه الحياة ؟؟ هل ستغادر على متن ذلك القطار الذي عودة له ؟؟ اخذت تتضرع الى خالقها ان يحمي ابنتها ويبقيها سالمة ومعافاة ففراقها سيقسم ظهرها ويقتل روحها.
توالت الايام وهي لا تفارق المستشفى فبعد ان اطمانت على سلامة زوجها وابنها بقي عليها الان ان تطمئن على ابنتها حواء التي لا تدري ماذا حصل لها بعد لا تزال على حالها لم تظهر علامات او بوادرتدل على انها ستصحو من الغيبوبة كانت لا تفارق سريرها لا هي ولا زوجها ولا حتى طفلها الصغير الذي غابت الابتسامة عن وجهه لحالة اخته الحبيبة ..
باقات الورد تصل يوميا من معارفهما ومن المدرسة التي تدرس فيها حواء حتى انهم اتصلوا بها هذا اليوم واخبروها بان طلاب الصف الذي تدرس فيه حواء سيقومون جميعهم بزيارتها عندما وصلوا كان عددهم حوالي المئة طالب لقد ملئوا الممر لا بل اغلقوه كما ان كل واحد منهم كان يحمل باقة ورد بيضاء لعلمهم بان حواء تحب اللون الابيض اخذت الام تبكي وتشكرهم من بين دموعها على زيارتهم هذه وطلبت منهم ان يقوموا بالدعاء لها لكي ياخذ الله بيدها ويرحمها ويشفيها كما طلبت من كل واحد منهم ان يحمل الباقة التي احضرها معه الى منزله ليعتبروها وكانها هدية من حواء تشكرهم فيها على زيارتها لها ..
لم يطل الطلاب الزيارة وعندما هموا بالمغادرة تقدمت المعلمة التي تدرس حواء وقالت لها اتمنى من الله ان يشفيها وان يلهمك الصبر لتحمل هذا الاختبار كما انني اريدك ان تاخذي هذه الورقة . ! نظرت الام الى الورقة وسالت المعلمة ما هذه الورقة فاخبرتها المعلمة بان هذه الورقة هي ورقة التعبير الخاص بحواء الذي طلبت منهم ان يكتبوا فيه عن الوصية !!! اخبرتها المعلمة بأن قد نالت اعلى علامة في الصف على تلك الكتابة الرائعة واخبرتها ان تحتفظ بها الى ان تستيقظ حواء من غيبوبتها ..
ضمت الام الورقة الى قلبها واجهشت ببكاء مرير وهي تخاطب الورقة قائبةً كم بحثت عنك ايها الورقة كم اصابني الفضول لاعرف ماذا كتب في داخلك ؟ لكنني وانا ارى ابنتي الان معلقة بين الحياة والموت لم اعد ارغب حتى بقراءتك لقد فارقني خوفي من الفراق لم تدري لمَ راودها ذلك الشعور الذي لا تعلم كهنه بان الحياة قصيرةً جدًا لقد فهمت اخيرا بان الحياة ليست الا مجرّد يومٍ عابرٍ لا أكثر .غادر الطلاب المستشفى وغادر زوجها وابنها مع اهل زوجها الذين قدموا لمواساتها في محنتها وطلبت منهم اخد ادم وزوجها لكي يرتاحا في البيت ..
بعد ان غادر الجميع وقفت امام زجاج غرفة الانعاش تراقب ابنتها الحبيبة وهي تئن في صمت وحيرة فتذكرت الورقة التي اعطتها اياها المعلمة فاخرجتها من جيبها وبدات تقراها .. اخذت تقبل تلك الورقة التي كتبت بيد ابنتها الحبيبة كان خطها الصغير الجميل منمقاً على الورقة وقد بدأت الكتابة بكلمة أمي الحبيبة فعرفت انها كتبت الوصية لها يبدو انها شعرت بانها ستموت قريبا ولهذا كتبت ما كتبت فشرعت تلتهم الاسطر بعينيها الدامعتين ..
امي الحبيبة،،،،
وساكتفي بان اقول لك الحبيبة فاي كلمة اخرى لن تفيكِ حقكِ من المحبة التي اختزنها لك في اعماقي فانا ا أخطُ حروفي هذه و انا لآ أدرآي إن كانت أنفآسي ستدآعب الأكسجين في الغد أم أن كفني سيلتفني و يتوقف كل شيء في كيآني فروحي أمآنة عند البارئ يأخذهآ متى مآ يشآء لذآ آثرت كتابة وصيتي يا امي وكم رغبت وانا اكتبها ان اطلعك عليها ولكنني كنت واثقة بانك ستغضبين ولهذا اثرت اعطائها لمعلمتي دون ان تقرايها لقد راودني حلم يقظة وانا اكتب موضوع التعبير هذا فلقد رايتك تجلسين في مكان معزول تذرفين دموعا سخية لم ارد ان اكمل الكتابة فانا لم انفك افكر في ذلك الحلم وكم اردت ان اتي اليك واضمك ولكنني لم استطع فقررت المضي بالكتابة ولا اخفيك يا امي بانني كلما كتبت سطرا في هذه الوصية زاد عمق ايماني بالموت كثيرا فالايمان بالموت هو أوّل خطوةٍ نحو الحياة ، فما قيمة حياتنا ان لم نفهم موتنا جيدا .. ؟؟ اعلم انك ستسغربين من كلامي هذا وانك ستقولين لنفسك من اين اتت بهذا الكلام ؟؟ انا ساخبرك بالسر الإيمان بالموت جعلني أحبّ الحياة كما لم أحبّها من قبل ، الأشياء الجميلة أصبحت اكثر جمالا فجاة حتى الاشخاص المقرّبون منا يغدون أكثر قربًا لعلمنا اننا وفي يوم قريب سوف نفارقهم !!! لا ادري يا امي ربما تقرأين وصيتي هذه وانا اعلم انك تحترقين بدموعك العزيزة على قلبي ولكنني لا اريد منك ان تتعذبي بعد موتي اريدك ان تجعلي حياتك دوني كما اعتدت عليها لا اريد من الحزن ان يتملك روحك وقلبك فأنا لن أكـون مسرور بحـزنكِ أو بكاءكِ كل ما اريده هو دعاءك الذي سيزيل الخوف عن قلبي وانا في قبري .
لم افكر في احد غيرك وانا اكتب هذه الكلمات يا امي صورتك وانت تبكين وتتعذبين لم تفارق خيالي ولهذا اهتديت الى حل ربما سيزيل بعض الحزن عن قلبك اعلم انك لا بد وانك ستثورين وتغضبين عندما اقول لك ما الحل واعلم علم اليقين ان طلبي سيكون ثقيلا على روحك وقلبك ولكن لم اجد غير هذا الحل او بالاحرى هذا الرجاء الاخير لي في هذه الحياة .. امي الحبيبة اوصيكِ وبعد وفاتي مباشرة بالتبرع بجميع اعضائي الى كل مريض محتاج الى اي عضو من اعضاء جسدي !!! صعقت الام من هذا الطلب وامسكت بالرسالة وارادت تمزيقها فصورة ابنتها وهي ممدة على طاولة التشريح كالخروف المذبوح ومنظر الاطباء وهو ينتزعون اعضائها من جسدها الرقيق اصابتها بالجنون ذلك الجسد الصغير الرقيق الذي افنت عمرها برعايته واطعامه والباسه ليكون في اجمل حلة كان يتراءى لها وهو مشقوق والامواس والمشارط الجراحية تسرح وتمرح في اجزاءه كانت الفكرة اكبر من ان تستوعبها ولكنها عادت وتمالكت نفسها واكملت القراءة . امي لا تنظري الى الموضوع من الجانب السيء فانا اعلم بما تفكرين الآن ولكن فكري بالموضوع كما فكرت انا به ، ففي موافقتك على التبرع باعضائي سيتجسد المعنى النبيل للانسانية عندما توافق روحك المثقلة بالحزن والغم والمكتوية بنار الفراق على ان تمد يد العون لغيرها ليس بشيء يفيض عن حاجتك بل باعضاء ابنتك وقرة عينك التي غابت عن الدنيا في رحلة الموت التي لا عودة منها ابدا ..لو نظرتي للموضوع بقليل من التعقل ستستنتجين بسرعة خيالية ان فكرة وهب الاعضاء هي قمة العطاء حتى مابعد الموت وقمة النبل لكونك تهبين مع اعضائي السعادة للاخرين امي لا تخافي من الاقدام على هذه الخطوة لانك تعين تماما ان قلوب جميع الناس ستصمت في اجسادهم يوماً ما .. انظري الى الموضوع من الجانب المشرق فما المانع في ان تنبض اعضاء جسدي في اجسادٍ اخرى ارهقها المرض تخيلي ان عيناي ستبعثان النور في عيون احد المكفوفين الذي حرم من نعمة البصر طوال حياته وتخيلي معي بأن وهب قلبي أو كليتي او كبدي سيعيد طفلاً الى حضن أمه التي تكتوي بنار العجز امام حالة طفلها المريض وستعيد أباً الى كنف عائلته بعد ان طال غيابه عنهم ، وستعيد شاباً الى ربيع عمره بعد ان انهكته الآلام المبرحة.... امي ارجوك لا تحرميني من ان اكون سببا في اعطاء الامل لاي انسان مريض اتمنى ان لا تحرميني من ان افارق هذه الدنيا وانا في قمة انسانيتي فانا اريد ان يكون موتي سببا لاعادة الحياة للاخرين .
ابنتك الصغيرة حواء
أنهت الام قراءة الرسالة وهي تحس بانها متعبة ومنهكة ولا تقوى حتى على الوقوف فجرجرت نفسها وجلست على المقعد تفكر بوصية ابنتها يا له من طلب مميت ذلك الذي تطلبه منها ياله من عذاب رمتها فيه لوحدها لقد تركت لها نفسها حتى بعد ان تموت ولكنها على ثقة بان ابنتها لن تموت الله سيكون رحيما معها ولن يكوي قلبها بنار فراق ابنتها استجمعت قوتها وقامت لتتصل مع زوجها وتطلب منه الحضور لم يمضي من الوقت الكثير حتى جاء زوجها الحبيب وجلس الى جوارها يواسيها فاخرجت الورقة من جيبها وطلبت منه ان يقراها جلس الزوج يقرا الورقة في صمت مطبق كانت تحاول سبر غور ملامحه الكئيبة التي تقرا الوصية ولكنها لم تستطع ان تفهم من ملامحه شيئا وبعد ان انهى رسالته قام بضمها الى صدره والبكاء على كتفيها فهو في اسوا خيالاته لم يتوقع يوما ان يجلس ليقرا وصية ابنته الصغيرة التي لم ترى شيئا من هذه الدنيا . كان يفكر في كل كلمة خطتها يدها كيف اتت بهذه الفكرة وكيف خطر لها ذلك الحل ولمَ اختارت ان تهب اعضائها اسئلة كثيرة كانت تعذب روحه المستهامة فهو سبب كل ما تعانيه عائلته الان من احزان وجراح .
استمرت غيبوبة حواء مدة ثلاثة اشهر والام لا تفارق غرفة ابنتها الى ان جاء الطبيب يوما واعلن لهم ان حواء توفيت دماغيا انهارت الام والاب وكل اصدقائهم الذين كانوا في ذلك اليوم معهم في المستشفى لم يستوعب الجميع ان تلك الفتاة الصغيرة قد ماتت جزئيا اخبرهم الطبيب بانها تعيش حاليا على الاجهزة وانهم متى ما ارادو ان يتم فصلها عن الاجهزة فهم مستعدون لفعل ذلك . عانت الام الامرين بعد ذلك الخبر كانت تتمسك بامل ضعيف في ان تحدث معجزة ما وتعود ابنتها للحياة ولكن دون جدوى بقيت حواء على هذه الحال مدة اسبوعين الى توصلت الى القرار الذي سينهي معاناتها ومعاناة ابنتها الحبيبة وعائلتها وزوجها وابنها الصغير اجتمع الجميع في غرفة حواء التي كانت ممدة على ذلك السرير وهي على وشك ان تفارق هذه الدنيا واخبرتهم انها قد قررت هي وزوجها ان يتم نزع الاجهزة عن ابنتهما حواء فلا جدوى من بقائها هكذا معلقة بين الحياة والموت وانهما قد قررا ايضا ان يقوما بوهب أعضائها والتبرع فيها للمستشفى وللمرضى الذين ينتظرون حدوث معجزة لهم ارتفعت اصوات الجميع بالاعتراض واولهم والدها الذي اخذ يلومها على هذا القرار فطلبت من الجميع الصمت وسماع بقية حديثها وبدأت تقول : إعلم يا أبي أنني لم افكر يوما بان أهب اعضاء ابنتي لأي احد ولم افكر ان اعذبها وهي ميتة ولكنها وصيتها ورجائها الاخير لي في هذه الحياة وانا لن اسمح لخوفي وضعفي بان يقفا حاجزا في وجه طلبها الاخير وهي تغادر بلا رجعة دعوني أعيش بلا ضعفي الذي عشت معه طوال عمري ودعوني احقق لابنتي طلبها الاخير في هذه الحياة اريد ان ادفنها وانا على ثقة بانها ستعود إلى الحياة من جديد حتى تبقى ذكراها حية في قلبي وقلب كل من احبها فهي رحلت إلى غير رجعة نعم رحلت لن اسمع بعد اليوم حديثها ولن استمتع بكلامها العذب النقي الصافي الذي يروي قلبي المتعطش اليها ولن اضمها إلى صدري بعد اليوم لقد رحلت وما أقسى وأمر رحيلها عني أود لو اذرف الدم بدل الدموع عليها ولكنها أوصتني بعدم البكاء والنواح عليها لن يستطيع أي أحد منكم أن يتخيل هذا الألم والحزن الذي يعتمل في قلبي لكنه قضاء وقدر من عند ربي ولن استطيع ان اعترض عليه أتعلمون أنتم لن تدركوا يوما مدى روعة ابنتي الصغيرة التي ارادت ان تفارق الدنيا وهي في قمة انسانيتها كيف لي أن احرمها من راحة دائمة ارداتها لغيرها قبل نفسها لن اقبل بأن تغضب ابنتي مني وهي ميتة أنهت حديثها وهي تقترب من سرير ابنتها وتمسك بيديها ودموع كل من حولها تنزل في صمت اقتربت من جبين ابنتها وقالت لها وداعا يا حبيبة قلبي ويا فرحة عمري لن ادنس جسدك البريء بدموعي اريدك ان تغادري نقية طاهرة كما أردتي اسمحي لي فقط ان اشكرك على انك نبهتني الى ضرورة مراجعة نفسي ما دمت على قيد الحياة وما دامت الشمس لم تشرق من الغرب وما دامت روحي لم تبلغ التراقي بعد اشكرك من صميم أعماقي لأنك بموتك قد اعدتني انا وكل من ستنبض اجسادهم باعضاءك الى الحياة من جديد قبلت جبين ابنتها للمرة الاخيرة وعزائها الوحيد لقاء خالد ودائم يجمعها بابنتها ذات يوم..
| |
|
amoula :: سيـدة انيقـة ::
sms : الجنس : عدد المساهمات : 416 تاريخ التسجيل : 02/10/2011 الموقع : http://www.caftan-maroc.com العمل/الترفيه : ربت بيت المزاج : نشيطة
| موضوع: رد: وعادت للحياة .... الأحد يناير 15, 2012 11:23 am | |
| | |
|
د.بشرى ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
sms : لا تنس ذكر الله. الجنس : عدد المساهمات : 39326 تاريخ التسجيل : 09/06/2011 العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص. المزاج : هادئة جدا.
| موضوع: رد: وعادت للحياة .... الأحد يناير 15, 2012 3:23 pm | |
| قصة مؤثرة جدا جدا ...تسلمين سمسمة عليها. في انتظار جديدك المميز... لك مني خالص الحب والتقدير مع أحلى تقييم. | |
|
semsema_2011 :: مشرفة العيادة الطبية ::
sms :
الجنس : عدد المساهمات : 6733 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : فى احلى منتدى بالدنيا وسط حبايب قلبى واحلى صحبة العمل/الترفيه : حاصلة على بكالريوس علوم ....ودبلومة الكيمياء الحيوية التحليلية ( اخصائية تحاليل طبيبة ) المزاج : راضية باللى كتبة رب العالمين....اللهم اصلح لى قلبى وقلب من احب
| موضوع: رد: وعادت للحياة .... الإثنين يناير 16, 2012 9:41 am | |
| - amoula كتب:
- تسلمي على القصة
تسلمى امولة الله يبارك فيكى حبيبتى ميرسى لطلتك الحلوة | |
|
semsema_2011 :: مشرفة العيادة الطبية ::
sms :
الجنس : عدد المساهمات : 6733 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : فى احلى منتدى بالدنيا وسط حبايب قلبى واحلى صحبة العمل/الترفيه : حاصلة على بكالريوس علوم ....ودبلومة الكيمياء الحيوية التحليلية ( اخصائية تحاليل طبيبة ) المزاج : راضية باللى كتبة رب العالمين....اللهم اصلح لى قلبى وقلب من احب
| موضوع: رد: وعادت للحياة .... الإثنين يناير 16, 2012 9:42 am | |
| - د.بشرى كتب:
- قصة مؤثرة جدا جدا ...تسلمين سمسمة عليها.
في انتظار جديدك المميز... لك مني خالص الحب والتقدير مع أحلى تقييم. فعلا يابيشوووووووو تسلميلى ويخليكى ليا يارب ولايحرمنى من مشاركاتك الحلوة ليا بمواضيعى حبيبتى ابدا وميرسى للتقيم | |
|
moon_light3 نائبة المديرة
sms : رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ
الجنس : عدد المساهمات : 31908 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : القفطان المغربي العمل/الترفيه : طالبه المزاج : هادئه جدا
| موضوع: رد: وعادت للحياة .... الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 2:25 am | |
| | |
|