عدم توافق فصيلة الدم - عامل الريزوس
يعتبر من أهم أسباب الأعاقة الفكرية التي يمكن منعها من الحدوث، وقد قلت نسبة حدوثه حالياً من خلال الفحص ومعرفة فصيلة دم الوالدين، وتوقع الحدث قبل وقوعه، كما أكتشاف معالج للمضادات الجسمية، والأهتمام بالمراقبة الدقيقة للأم الحامل والجنين بعد الولادة.
أنواع فصيلة الدم:
فصيلة الدم تعرف على نوعين:
o النوع الأساسي لفصيلة الدم وهي A، B، AB، O
o عامل الريزوسRehsus وهي الموجب Rh+ أو السالب Rh- ، ولقد وجد أن 80% من الناس يحملون الصفة الموجبة + في عامل الريزوس، وتلك هي الصفة السائدة وراثياً، أي أنها تكون موجبة لدى الجنين عندما تكون موجودة لدى أحدى الوالدين ( الأم ، الأب)
فالشخص مثلاً الذي فصيلة دمه A وعامل الريزوسRehsus الموجب Rh+، يسمى A+
والشخص مثلاً الذي فصيلة دمه A وعامل الريزوسRehsus السالب Rh- ، يسمى A-
وهكذا بقية الأنواع
أختلاف فصيلة الدم بين الأم والجنين:
الجنين يكتسب فصيلة الدم من والديه من خلال عوامل الوراثة، فإذا أكتسب الصفة من الأب وكانت مختلفة عن الأم ، فهناك أحتماليات متعددة:
o اذا كانت الأم تحمل الصفة الموجبة(Rh+)، والجنين يحمل الصفة السلبية (Rh- )، فليس هناك مشكلة على الجنين والطفل بعد الولادة
o اذا كانت الأم تحمل الصفة السلبية (Rh- ) والجنين يحمل الصفة الموجبة (Rh+) فهناك مشكلة متوقعة وهي عدم توافق فصيلة الدم - عامل الريزوس
o اذا كان هناك أختلاف في فصيلة الدم الأصلية A-B-AB-O بين الطفل والأم ، فقد يكون هناك مشكلة بسيطة ليست بخطورة الحالة السابقة
كيف تتكون المشاكل في عدم توافق فصيلة الدم - عامل الريزوس ؟
اذا كانت الأم تحمل الصفة السلبية (Rh- ) والجنين يحمل الصفة الموجبة (Rh+) فهناك مشكلة متوقعة وهي عدم توافق فصيلة الدم - عامل الريزوس، ولكن كريات الدم الحمراء لا تنتقل عبر المشيمة،
فكيف تتكون المشكلة ؟
مع الإجهاض أو الولادة الأولى يكون هناك نزف لدم الجنين، وتنتقل بعض كريات الدم الحمراء من الجنين للأم عن طريق الجروح البسيطة والصغيرة جداً في المشيمة والجهاز التناسلي.
كريات الدم الحمراء تلك تحتوي على الصفة الموجبة(Rh+)، ومن ثم تقوم بتنشيط جهاز المناعة لدى الأم لإزالة تلك الكريات من دم الأم لأنها تعتبر غريبة - جسم غريب، وتبقى تلك المضادات في جسم الأم وفي ذاكرة جهاز المناعة.
عند الولادة الثانية ، جسم الأم وذاكرة المناعة لديها تحتوي على تلك المضادات، وحجم تلك المضادات صغير فيمكنها العبور من خلال المشيمة للوصول إلى الجنين، ومن ثم تقوم تلك المضادات بمهاجمة دم الجنين _ كريات الدم الحمراء) وتكسيره، مما يؤدي إلى مشاكل متعددة مثل فقر الدم -الأستسقاء - زيادة نسبة اليرقان- تسمم الجهاز العصبي - التخلف الفكري - وغيرها.
كيف يمكن منع المشاكل في عدم توافق فصيلة الدم - عامل الريزوس ؟
يمكن منع المشاكل في عدم توافق فصيلة الدم - عامل الريزوس من خلال الرعاية الطبية الجيدة، والمتابعة خلال الحمل وقبل الولادة، ومن خلال النقاط التالية:
o متابعة الحمل
o معرفة فصيلة الدم لدى الأم - وقد يحتاج الأمر معرفة فصيلة دم الأب
o اذا كانت الأم تحمل الصفة السلبية (Rh- ) والجنين يحمل الصفة الموجبة (Rh+)، فيجب أعطاء الأم مضاد خاص ليقوم بالقضاء على مضادات الأجسام التي تنتجها الأم، ويسمى Rhogam، بعد كل ولادة أو أجهاض.
o متابعة الجنين من خلال الأشعة الصوتية لمعرفة وجود المضاعفات من عدمها
o عند وجود مضاعفات فقد يحتاج الأمر إلى التدخل المبكر خلال الحمل في مراكز متخصصة، وقد يحتاج الأمر إلى تغيير دم الجنين
o متابعة الطفل بعد الولادة لمعرفة نسبة الصفراء ( اليرقان ) لديه، من خلال تحليل الدم
o عند أرتفاع نسبة الصفراء ( اليرقان ) بدرجات محددة فقد يحتاج الأمر إلى وضعه تحت المراقبة الدقيقة، مثل وضعة تحت ضوء معين ( لمبة مخصوصة وليست عادية)، وقد يحتاج الأمر لأجراء تغيير للدم.
لماذا لا يؤدي أختلاف فصيلة الدم الأصليA-B-AB-O إلى نفس المشكلة؟
الجواب أن مضادات الأجسام التي يفرزها جهاز المناعة ضد هذا النوع حجمها كبيرIGG، وبذلك لا تستطيع العبور من خلال المشيمة، ومن ثم لا تؤدي لمشاكل لدى الجنين، ولكن بعد الولادة يمكن أن يؤدي لتكسر الدم واليرقان، وقد يكون خطيراً، ولكنه أقل خطورة من أختلاف عامل الريهسوس.
قصور الغدة الدرقيه لدى الجنين - القماءة
والتخلف الفكري
تبدأ الغدة الدرقية في التكوين في الأسبوع السابع من عمر الجنين، وتبدأ في العمل وإفراز هرمون الثيروكسين من الأسبوع الثاني عشر، ويحتاج الأنسان هذا الهرمون طوال حياته للوصول إلى النمو الجسمي والفكري من خلال تنظيم عمليات التمثيل الغذائي بالخلايا.
هرمون الثيروكسين يتكون من اتحاد عنصر اليود مع بعض الأحماض الأمينية ، كمية الهرمون المنتجة تعتمد على الأشارات والأوامر الصادرة من مركو التحكم في الغدة النخامية حسب حاجة الجسم له.
قصور الغدة الدرقية مرض خلقي يحدث للجنين نتيجة لعيوب في تركيب الغدة الدرقية أو عيوب أو نقص في تكوين هرمون الثيروكسين، ويؤدي قصور الغدة الدرقية ونقص الهرمون (الثيروكسين ) إلى نقص في النمو الجسمي والفكري ننا يؤدي إلى الصمم، عدم النطق - الطرم، الحول، المشاكل البصرية، التخلف الفكري المتوسط إلى الشديد، تيبس العضلات، وغيرها
هل يمكن أكتشاف قصور الغدة الدرقية مبكراً ؟
يمكن أكتشاف قصور الغدة الدرقية من خلال أجراء تحليل الغدة الدرقية بعد الولادة (قياس هرمون الثيروكسين في الدم)، حيث يتم أخذ عدة نقاط من الدم وتوضع على شريط مخصوص وترسل للمختبر المركزي، وفي حال وجود نقص أو أشتباه في نقص الهرمون يعاد التحليل مرة أخرى ، وقد يحتاج إلى أجراء بعض الفحوص الأخرى، هذه العملية تجرى للكشف المبكر عن تلك الحالات في جميع دول الخليج العربي، وعند اكتشافه يمكن التعويض للنقص الحاصل بالعلاج الدوائي، ومن ثم منع المشاكل المستقبلية.
عينة دم من كعب الوليد العينة على شريط المختبر
هل هذا التحليل مكلف مادياً ؟
لأن التحليل يجرى في المختبرات المركزية وبكميات كبيرة ( جميع المواليد ) فهذا يؤدي إلى خفض التكاليف، وحتى لو أفترضنا أن التحليل يكلف 10 ريالات سعودية، وعدد المواليد مليون مولود، وتم أكتشاف حالة واحدة فقط ( وهو أعلى من ذلك )، فإن تكلفة أكتشاف حالة واحدة عشرة مليون ريال، وعلاج قصور الغدة الدرقية رخيص ولكنه يمنع الكثير من المشاكل ومن أهمها التخلف الفكري، ولو أفترضنا عدم أكتشافنا لحالة واحدة فكم يكلف الدولة والمجتمع الذي يعيش فيه؟؟؟، أثبتت الدراسات أنه يمكن أن يكلف أكثر من عشرة مليون ريال طوال حياته، لذى نقول مهما كانت التكلفة لمنع التخلف الفكري فهو رخيص
ما هي أعراض قصور الغدة الدرقية ؟
أعراض قصور الغدة الدرقية كثيرة منها:
o صعوبة الرضاعة
o الأنسداد المتكرر للأنف
o قلة النشاط - الخمول
o قلة البكاء
o كثرة النوم
o الامساك المزمن
o اليرقان - الصفار المزمن
o كبرحجم اللسان
o انتفاخ الجفون
الأعراض على المدى الطويل:
o التخلف الفكري
o القماءة
o قصر القامة
ما هي الفحوص اللازمة؟
عند أكتشاف وجود قصور في عمل الغدة الدرقية ونقص هرمون الثيروكسين، فيحتاج الأمر إلى تحويل الطفل لمتخصص في أمراض الغدد لدى الأطفال لمعرفة السبب ومتابعة الحالة، وقد يستدعي الأمر القيام بالتالي:
o قياس هرمون الثيروكسين في الدم TSH-T4-FT3
o قياس نسبة الهرمون المحفز للغدة الدرقية - من الغدة النخامية Thyroid releasing Hormone
o أشعة الموجات فوق الصوتية على العنق
o المسح الذري للغدة الدرقية
o الأشعة السينية لتحديد نمو العظام
العلاج:
يمكن العلاج من خلال أعطاء هرمون الثيروكسين - عن طريق البلع - أقراص لمدة طويلة يومياً لتعويض النقص الحاصل، وللحصول على النمو الفكري والجسمي، ويحتاج ألمر إلى متابعة دقيقة من قبل الطبيب المعالج، حيث يقوم بمتابعة وزن الطفل وطوله ومحيط الرأس ، متابعة نشاطه الحركي والفكري ( النوم- اليقضة - الانتباه- التغذية - التبرز - غيرها)، قياس مستوى الهرمون في الدم كل شهر إلى شهرين لمدة ثلاث سنوات على الأقل، وقد يقترح الطبيب المعالج أيقاف العلاج بعد تلك الفترة لمدة محددة لمعرفة نسبة أنتاج الثيروكسين كما أجراء تحاليل أخرى.