يأتي اليوم العالمي للمعوقين، الذي يصادف 3 ديسمبر من كل عام، لينبهنا إلى المسئولية الملقاة على عاتقنا كمؤسسات ومجتمعات وأسر تجاه فئة هم أقرب الأحباء إلينا، قضت عليهم الظروف أن يعيشوا محرومين من نعمة التمتع بإحدى الوظائف الحسية، أو الحركية أو الذهنية، لنرعاهم ونعتني بهم ونهيئ لهم الظروف والإمكانات التي تساعدهم على الاندماج داخل المجتمع، وترقية مواهبهم، وإبراز تميز ونبوغ كل منهم، الذي إن بحث عنه كل أب وأم بداخل طفلهم الخاص حتما فسيجدوه.
ووعيا منا بأن الإعاقة مهما كان نوعها، أو درجتها، ليست مسوغا للاستسلام ولا مبرراً للتهميش أو الإقصاء، بل حافزاً على التحدي وإثبات الذات، نقدم لكل أب وأم هذه النصائح التي تساعد على تحويل الشخص المعوق إلى كائن فاعل مساهم في إدماج نفسه ضمن المجتمع، وقادر على التواصل مع الآخرين وتحقيق الكثير من النجاحات إذا تمت رعايته صحيا وسلوكياً واجتماعياً .
تجنبوا هذه الأخطاء .. ~
وقبل أن نتطرق لهذه الخطوات ننبه إلى بعض الأخطاء والمحاذير التي يقع فيها الآباء وتؤثر بالسلب على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتؤدي إلى تدهور حالتهم بنسبة كبيرة، فقد أثبتت كثير من الدراسات والتجارب أن حالة الطفل المعاق تتحسن بشكل كبير عندما يختلط بالمجتمع ويزاول أي نشاط أو يذهب إلى المدرسة، مثله في ذلك مثل الأسوياء.
لذلك فمن الأخطاء الشائعة :
** قيام الأسر بعزل الطفل في المنزل، ومنعه من مزاولة حياته وتجنيبه الاختلاط بحجة الخوف عليه، واعتباره كما مهملا؛ ولتجنب ذلك على الأسرة أن تحب طفلها المعاق، وتكون على ثقة أنه طفل مثل باقي الأطفال، ولديه قدرات كثيرة يمكن استغلالها بطريقة سليمة.
**أيضا تلجأ بعض الأسر إلى حماية الطفل بشكل مبالغ فيه، بحيث تقوم بعمل جميع شئونه، ولا تسمح له بالقيام حتى بحاجاته الأساسية؛ لتجنبه المصاعب، وتحميه من الأخطار، ولكن ذلك في حقيقة الأمر يولد لديه مشاعر الضعف والعجز فيعتاد الاعتماد على الآخرين، ويقلل من إمكانية تعلمه وتحسين أدائه؛ مما يؤخر حالته كثيرا مهما كانت درجة إعاقته.
**ويعتبر الخوف الزائد من أهم الأخطاء التي تواجه الأسرة في التعامل مع الطفل، حيث تكون الأسرة حريصة على طفلها فتقدم له كل شيء، ولكنها لا تعرف بالضبط ما يناسبه، وتجرب معه العديد من الوسائل، فيتسم أسلوبها بالحيرة والتردد ولذلك أثره السيئ على شخصية الطفل فيشب غير واثق بنفسه ويخاف من مواجهة أي موقف.
بالحب أقهري الإعاقة :
واليك مجموعة من النصائح والإرشادات من خلالها تستطيعين التغلب على إعاقة طفلك، وجعلها حافزا لديك تتحدين به قدراتك وتثبتي أمومتك فيما تبذلينه من جهد لصالح طفل يحتاج منك الكثير...
1- تقبلي طفلك بكل ما فيه حتى تعرفي كيف تتعاملين معه بشكل يتناسب مع حالته ويساعده على التقدم، فلا تشعريه بأنه شخص مختلف أو ينقصه شيء، بل دائما أعطيه الثقة أنه شخص طبيعي وقادر على التواصل مع الغير.
2- احتضنيه واغمريه بحبك وحنانك، وعلمي إخوته التعامل معه بطريقة ودودة ويعبروا له دوما عن حبهم له، فمن المهم أن يشعر الطفل بحنان أمه ومحبة أبيه وإخوته، وأن يشعر بالألفة معهم ويعتاد على سماع كلامهم، وتكون عائلته هي الأقرب إليه على الدوام.
3- احكي له القصص والحكايات المسلية كما تفعلين تماما مع الطفل العادي، وتعرفي على اللعب التي يستخدمها، وشاركيه في ألعابه واطلبي من أشقائه كذلك مشاركته اللعب حتى لا يشعر أنه منبوذ وغير مرغوب فيه.
4- عاقبيه إن أخطأ فالحب لا يمنع العقاب، وليكن العقاب على قدر الخطأ، وكافئيه على الإنجازات التي يحققها حتى لو كانت بسيطة، واعلمي أنه سيعي ذلك تماما وسيتعلم السلوكيات المقبولة فيأتيها والمرفوضة فيبتعد عنها.
5- احترمي طفلك واحترمي تصرفاته حتى لو كانت مزعجة، فبعض الأطفال المعاقين يحاولون القيام بأعمال استفزازية للفت انتباه من حولهم لأمر ما يهمهم؛ لذا يجب عدم الرد بشدة على هذه الأعمال بل تفهمها ومحاولة معرفة سببها.
6- اعلمي أن ردود أفعال هؤلاء الأطفال بطيئة؛ لذا لابد من إعطاء طفلك الفرصة المناسبة، والوقت الكافي للتجاوب معك في حالة ما إذا طلبت منه إنجاز أي عمل، أو تواصلت معه في أي حوار.
7- لا تخافي من الحديث عن طفلك أمام الآخرين، وحاولي دائما الإشادة به أمامهم، وخاطبيه بكل الود والاحترام كي تجبريهم على احترامهم له، وعدم السخرية منه أو إيذائه بالقول أو الفعل.
8- احرصي على إعطاء الطفل فرصة للتعلم من خلال تقديم العديد من المثيرات الحسية والإدراكية، وتعزيز جميع جهوده فقد ثبت أن التعزيز له تأثير كبير على هؤلاء الأطفال.
9- ألحقيه بأي نشاط رياضي يمكن أن يبرز فيه قدراته، وفي نفس الوقت يتناسب مع إعاقته، لشغل وقت فراغه من ناحية، ولإخراج ما بداخله من طاقة من ناحية أخرى، واجعلي له هدفا من وراء هذا النشاط ونمي لديه اليقين بأنه قادر على إحراز بطولات وحصد جوائز لا يستطيع نيلها الكثيرين غيره.
10- حاولي تنظيم وقت طفلك قدر المستطاع وضعي له نظاما يوميا فذلك يؤمن له الثبات والاستقرار النفسي، ويساعده على الهدوء والطمأنينة.
11- اجعلي له دوراً ثابتاً في المنزل يساعد من خلاله في الأعمال المنزلية، فهذا يمده بالثقة بالنفس ويشعره بأنه فرد أساسي في الأسرة.
12- ساعديه على تكوين صداقات مختلفة بدءاً من محيط الأسرة والأقارب والجيران حتى زملاء الدراسة والنادي.
13- يمكنك إلحاق طفلك بالمؤسسات التي ترعى المعاقين، والاشتراك في أنشطتها المختلفة التي أصبحت منتشرة ومتوافرة، وذلك لتعليمه وتدريبه بما ينفعه ويخدمه مستقبلا.
14- اعلمي أن الطفل المعاق يمكنه أن يتدرج في التعليم بالشكل الذي يتناسب مع إعاقته مهما كانت، وأن الدرجة الشديدة من الإعاقة العقلية هي الحالة الوحيدة التي لا تستطيع التدرج في التعليم؛ لذا احرصي على إلحاقه بمدرسة عادية أو مدرسة مخصصة للمعاقين حسب نسبة ذكائه، وحسب نوع إعاقته وقدرته على التعامل مع هذا النوع من التعليم أو ذاك، واعلمي أن سياسة دمج المعاقين في المدارس العادية توفر فرصة أكبر للاستفادة من القدرات العقلية للمعاق، وتكوين صداقات على نطاق أوسع، وأيضا يعلم ذلك الطفل السوي أهمية مساعدة الغير مهما كانت مشكلته.
15- علميه كيف يعتني بنفسه ولا تتدخلي في جميع شئونه، أو تبالغي في الخوف عليه والعناية الشديدة به التي لا تؤهله للعيش بمفرده أو الاعتماد على نفسه، وفي حالة الإعاقات الشديدة يمكنك أن تساعديه في التدريب على الاعتماد على نفسه عن طريق المتخصصين في تنمية مهارات الطفل، ولهم أماكن خاصة للتعامل معهم.
16- تواصلي مع طفلك أياً كانت نوع إعاقته.. تحدثي معه عن همومك، أعلنيه بمشاعرك.. افرحي معه واغضبي منه فهو في النهاية طفلك الذي يحتاج منك إلى جهد يفوق بكثير ما بذلته مع بقية إخوته.
17- تعاملي مع هذا الأمر برضا بالقدر وتسليم بقضاء الله وصبر على البلاء؛ لأن هدوءك واطمئنانك يؤثر بالتبعية على طفلك الذي يشعر كذلك بالطمأنينة والهدوء النفسي.
18- وأخيراً حافظي على نظام حياتك قدر المستطاع ولا تجعلي حياتك الأسرية تقع تحت وطأة هذا الأمر، وحاولي تعليم زوجك وأبنائك الطريقة المثلى للتعامل معه، لكي تشترك الأسرة كلها في تربية هذا الطفل الخاص، وذكريهم بأن الطفل المعاق طاقة كبيرة يمكن استغلالها، ويمكنه أن يكون مصدر فخر لأسرته في يوم من الأيام، فلا تستهينوا بقدراته واجعلوا له طموحاً يحيا من أجله ويسعى إلى تحقيقه بكل الوسائل المتاحة له.
منقووووول.