هذه الصفراء نوعان ... فمنها النوع الحميد الذي لا يشغل بال الطبيب إطلاقا ومنها النوع المرضي الذي يستلزم علاجا ....
أما النوع الحميد فهو ذلك اللون الأصفر الخفيف الذي يظهر على جلد الطفل وفي بياض العين بعد اليوم الثالث من الولادة ويستمر لمدة أسبوع ويختفي دون أي ضرر على الطفل ... وسبب هذا الاصفرار
هو أن الطفل وهو جنين يأخذ الأكسجين مما يصله من دم الأم، ولذا يحتاج إلى عدد هائل من كرات الدم الحمراء وبعد الولادة فإنه يعتمد على رئتيه في الحصول على ما يلزمه من أكسجين، وبالتالي يحتاج إلى عدد أقل من كرات الدم الحمراء وبذا فإن الكرات الحمراء الفائضة عن حاجته تتكسر وتخرج منها الصبغة الصفراء التي تذهب إلى الكبد ..
ولان الطفل حديث الولادة فإن كبده يكون غير قادر على التعامل مع هذا الكم من الصبغة الصفراء التي تتراكم عندئذ في الدورة الدموية ويتعامل معها الكبد ويفرزها الجسم في البول والبراز دون أن يترك أي ضرر ، ولذا سميناها بالصفراء الحميدة (الفسيولوجية) ولكن هناك ذلك النوع المرضي الناجم عن اختلاف في فصيلة دم الأم وطفلها أو إصابة الام بمرض الزهري أو إصابة الطفل ببعض أمراض الدم الوراثية أو تسمم ميكروبي أو استعمال بعض الأدوية التي تسبب في تكسير كرات الدم الحمراء انسداد القنوات المراريه لدى الطفل وهذه تظهر بعد بضعة أسابيع والنوع المرضي يمكن للأم أن تعرفه ، فهو عادة في حالة اختلاف فصيلة الدم يظهر مبكرا،أي في اليوم الأول للمولود كما أن اللون الأصفر الذي يظهر في بياض العينين وعلى الجلد يزداد على مر الأيام بالإضافه إلى الحالة العامة للطفل التي تكون عادة سيئة وهذا النوع المرضي من الصفراء رغم خطورته إلا أنه يعالج بنجاح في أغلب حالاته ، وتتوقف نتيجة العلاج على سرعة التوجه بالطفل إلى الطبيب الذي يتولى تشخيص الحالة وبدء العلاج فورا حسبما تقتضي الحالة وهو عادة تغيير دم المولود فورا واستبداله بدم من نفس فصيلة دم الأم .
وفي الختام ندعوا الله ان يعافي أبنائنا من الأمراض