هي قبل الإسلام كغيرها من البنات الروسيات تحب فتن الحياة وتحب الموضة والأزياء وتحب عادات مجتمعها.
تعيش في مدينة بشكيك في جمهورية قرغيزستان. لقد جاءها الإسلام قدَرا عندما كانت تقوم بزيارة إحدى النساء المسلمات من داغستان. بعد أن أدت مناسك الحج.
بدأت تتكلم معها عن الإسلام وأخبرتها عن الحج ووصفت لها الكعبة ومهابتها، حدثتها أنه لا يوجد إلا إله واحد وقصت عليها أخبار الرسل والأنبياء آدم ونوح وإبراهيم ولوط وموسى وعيسى وآخر الرسل وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
تعجبت نتاشا من هذا الكلام الذي تسمعه لأول مرة. كانت تظن أن الحياة كلها فقط موضة وأزياء وعائلة وبعد ذلك زوج وأولاد والنهاية هي الموت. كانت لا تدري أن الإنسان يحاسب يوم القيامة. أصابها القلق والاضطراب.
ومن بعد ذلك اليوم أصبحت نتاشا خائفة جدا ودائمة التفكير، أصبحت تسأل هذه المرأة عن كل شيء عن الإسلام.
مرّ شهر وكأنه سنة ولكنها اتخذت في نفسها قرارا وسألت صاحبتها : أنا أريد الإسلام ولكن كيف أصبح مسلمة؟
أجابتها صاحبتها : الآن ؟
فقالت : نعم !
قالت : قولي أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
كانت تلك لحظة حاسمة في حياة نتاشا، وهي الآن كلما تذكرتها فاضت بالدموع عيناها. لم تترك نتاشا كتابا باللغة الروسية يتحدث عن الإسلام يقع تحت يدها إلا قرأته. مرت ستة أشهر وبدأت بالصلاة وقررت ارتداء الحجاب. تعرضت خلال الفترة إلى عواصف وصعوبات ثبتت أمامها بفضل من الله.
كن ينظرن إليها نظرة شذوذ بارتدائها الحجاب، وأمها حاولت أن تبعدها عن الإسلام بشتى الطرق وأمرتها بعدم ارتداء الحجاب. وضغطت عليها كثيرا لتترك الإسلام.
صرخت في وجهها : اخرجي من البيت .. إن بقيت على الإسلام فلا أريد أن أراك !
ضاقت الدنيا في وجهها ولو تجد حلا سوى الذهاب إلى المسجد لتستفتي الإمام وتبث همومها وأحزانها .. فنصحها أن تبتعد عن أهلها وألا تظهر لهم شعائر دينها.
ومرت الأيام وتزوجت نتاشا من شاب روسي كان قد دخل الإسلام مثلها، ومر عليها الآن ثلاثة سنوات منذ أن دخلت الإسلام وهي دائما تحمد الله الذي أنعم عليها بتلك النعمة.. وتتمنى من الله أن يهدي أمها وأباها إلى الإسلام فهي لا تود أن يدخل أبواها النار.
المصدر : مجلة الأسرة.