( ما جاء فى فاتحة الكتاب )

[size=21]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

( ما جاء فى فاتحة الكتاب )

حدثنى خبيب بن عبد الله عن حفص بن
عاصم عن ابى سعيد بن المعلى قال : كنت اصلى فى المسجد فدعانى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلم اجبه فقلت : يا رسول الله انى كنت اصلى فقال :"
الم يقل الله " اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ "الانفال 24
ثم قال لى :" لاعلمنك سورة هى اعظم
السور فى القران قبل ان تخرج من المسجد" ثم اخذ بيدى فلما اراد ان يخرج
قلت له : الم تقل :" لاعلمنك سورة هى اعظم سورة فى القران " قال : " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" هى السبع النثانى والقران العظيم الذى اوتيته "." صحيح البخارى 4204" كتاب التفسير

( فاتحة الكتاب )

سميت بذلك :لانها يبدا بكتابتها فى المصحف ويبدا بقراءتها فى الصلاة
قال : ابو عبيدة فى " مجاز القران "
ولسور القران اسماء منها : ان" الْحَمْدُ لِلَّهِ "، تسمى ام الكتاب لانه يبدا بها فى اول القران وتعاد قراءتها فيقرا بها فى كل ركعة قبل السورة .

ويقال لها فاتحة الكتاب : لانه يفتح بها فى المصاحف فتكتب قبل الجميع
وقيل :سميت ام الكتاب لان ام الشىء ابتداؤه واصله ومنه سميت كلمة ام القرى لان الارض دحيت من تحتها .

وقيل : سميت ام الكتاب
لان الام مبدا الولد وقيل : ام القران لاشتمالها على المعانى التى فى
القران من الثناء على الله تعالى والتعبد بالامر والنهى والعد والوعيد
وعلى ما فيها من ذكر الذات والصفات والفعل واشتمالها على ذكر المبدا
والمعاذ والمعاش .

وللفاتحة اسماء اخرى منها :
**************
( الكنز * الوافية * الشافية * الكافية * سورة الحمد * سورة الصلاة * سورة الشفاء * سورة الشكر * سورة الدعاء )

عن خبيب بن عبد الرحمن : اى خبيب بن يساف الانصارى
عن حفص بن عاصم : اى ابن عمر بن الخطاب
عن ابى سعيد بن المعلى : اختلف فى
اسمه فقيل : رافع * وقيل : الحارث * وقيل اوس * وقيل :بل اوس اسم ابيه
*والمعلى اسم جده مات سنة ثلاث او اربع وسبعين من الهجرة .

قال : كنت اصلى فى المسجد فدعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم اجبه .

وفى رواية عن ابى هريرة " خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم على ابى بن كعب وهو يصلى فقال : " اى ابى فالتفت
فلم يجبه، ثم صلى فخفف ثم انصرف فقال : سلام عليك يا رسول الله قال :"
ويحك ما منعك اذ دعوتك ان لا تجيب " الحديث .
" الم يقل تعالى " اسْتَجِيبُوا " وفى حديث ابى هريرة " او ليس تجد فيما اوحى الله الى ان
( اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ) الاية فقلت بلى يا رسول الله لا اعود ان شاء الله

قال : عبد الوهاب وابو الوليد ان
اجابة النبى صلى الله عليه وسلم فى الصلاة فرض يعصى المرء بتركه وانه حكم
يختص بالنبى صلى الله عليه وسلم .

" لاعلمنك سورة هى اعظم السور "
وفى حديث ابى هريرة " اتحب ان اعلمك سورة لم ينزل فى التوراة ولا فى
الانجيل والا فى الزبور ولا فى الفرقان مثلها " .

قال ابن التين : معناه ان ثوابها اعظم من غيرها واستدل به على جواز تفضيل بعض القران على بعض .

وقيل لا يجوز تفضيل بعض القران على بعض وذلك لان المفضول ناقص عن درجة الافضل واسماء الله وصفاته وكلامه لا نقص فيها .
وقالوا: ان معنى التفاضل ان ثواب بعضه اعظم من ثواب بعض فالفضيل من حيث المعانى لا من حيث الصفات ودليل التفضيل قوله تعالى ( نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا )

قوله :" ثم اخذ بيدى " اى حدثنى وانا اتباطا مخافة ان يبلغ الباب قبل ان ينتهى الحديث .

" الم تقل لاعلمنك سورة " اى يا رسول الله ما السورة التى قد وعدتنى ؟ قال : " كيف تقرا فى الصلاة ؟ فقرا عليه ام الكتاب

قال :" " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"هى السبع المثانى والقران العظيم ".

هذا تصريح بان المراد بقوله تعالى "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" هى الفاتحة.

وقيل السبع اى الفاتحة لانها سبع ايات .
وقال سعيد بن جبير : اختلف فى
تسميتها " مثانى " فقيل لانها تثنى فى كل ركعة اى تعاد وقيل لانها يثنى
بها على الله وقيل لانها استثنت لهذه الامة لم تنزل على من قبلها .

" والقران العظيم الذى اوتيته "
دليل على ان الفاتحة هى القران العظيم والواو جاءت بمعنى التفضيل لان
الفصل بين شيئين كقوله تعالى " فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ" .

ونخرج بالفائدة :
**********
* سميت فاتحة الكتاب لانه يبدا بها فى المصاحف ويبدا بقراءتها فى الصلاة.
* الرحمن الرحيم : اسمان من الرحمة والرحمة لغة الرقة والعطف وهما بمعنى واحد كالعالم والعليم.
* الدين : هو الجزاء فى الخير والشر .
* ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريص على الاخذ بيد الصحابة وارشادهم لما هو خير لهم .
* قال صلى الله عليه وسلم : اذا
قال الامام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا امين فمن وافق قوله قول
الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه ".
* ان النبى صلى الله عليه وسلم قال : " المغضوب عليهم اليهود ولا الضالين النصارى " .[/size]