المؤتمر عدّد 220 نوعا من أنواع الصداع وطرح علاجات جديدة لها (الجزيرة نت)
تصدرت الأدوية ووسائل العلاج والدراسات الحديثة أجندة مؤتمر دولي لأبحاث الصداع والصداع النصفي انعقد في العاصمة الألمانية برلين من 22 إلى 26 يونيو/حزيران من سنة 2011 بمشاركة 1200 طبيب وباحث.
وأعلن في المؤتمر عن علاج جديد لحالات الشقيقة المتفاقمة يعتمد على زرع شريحة أسفل الظهر تحفز الأعصاب لتقليل تمدد الأوعية الدموية المتسبب في نوبات آلام الصداع النصفي.
وأوضح الباحث السويسري شتيفان زيلبر شتاين أن العلاج أثبت نجاعته في تقليل نوبات آلام الرأس الشديدة لمرضى الشقيقة من 26 يوما إلى 19 يوما شهريا، وتحسين أوضاع المرضى وتمكينهم من فعل شيء مفيد أثناء توقف نوبات الصداع.
وانعقد المؤتمر -الذي ينظم كل عامين- تحت عنوان "تجاوز أسوار الألم"، ونوقشت فيه 700 دراسة تعرضت لـ220 نوعا منتشرا من الصداع، وإلى الأشخاص المستهدفين أكثر، والعوامل الاجتماعية المحتمل تسببها في الصداع لا سيما الشقيقة منه، وأيضا دور عوامل التلوث البيئي والمورثات الجينية ومرحلة الطفولة.
وكشفت دراسة هولندية أن المصابين بالصداع النصفي يعانون حساسية جلدية شديدة، بحيث تتحول لديهم أي لمسة للجلد أثناء نوبات وجع الرأس إلى آلام تشبه الاحتراق.
وحذرت دراسة لعلماء إسكندنافيين من دور قلة الحركة والنشاط في إصابة الأطفال بأنواع مختلفة من الصداع. وأشارت إلى أن الأطفال الذين يقضون يوميا أكثر من ساعة أمام التلفاز أو في سماع الموسيقى من أجهزة أم بي 3 معرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة.
الألمان والصداع
وذكرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن النساء معرضات للإصابة بالصداع النصفي أكثر من الرجال بسبب حساسيتهن الشديدة. وقدرت أن 12% إلى 14% من النساء مصابات بأنواع متفاوتة الشدة من الصداع النصفي مقابل 6%-8% من الرجال.
وحسب دراسة المنظمة يتغيب 600 ألف شخص يوميا عن العمل أو الدراسة بسبب الصداع.
وقدرت دراسة أصدرتها جامعة لودفيغ ماكسيمليان في ميونيخ عدد المصابين بالأنواع المختلفة من الصداع النصفي في ألمانيا سنويا من البالغين بـ54 مليونا من أصل 82 مليون شخص، عشرهم يعاني الصداع النصفي.
ونوهت إلى أن الصداع يكلف المواطنين سنويا 375 مليون يورو ويكبد الاقتصاد أربعة مليارات يورو خسائر. وأشارت إلى أن 80% من تلاميذ ألمانيا يعانون الصداع، وحذرت من أن إسراف هذه الفئة في تعاطي المسكنات قد يحول الصداع البسيط إلى صداع دائم بعد البلوغ.
وعددت دراسة لمستشفي المخ والأعصاب في جامعة إيسن الألمانية "الضغوط النفسية والإحساس بالوحدة والوزن الزائد والظروف الشخصية في فترات الطلاق أو وفاة عزيز، وتدني المستوي التعليمي والفقر، والمورثات الجينية والأمراض النفسية" على أنها عوامل مساعدة في حدوث الصداع، خاصة الشقيقة.
ولفتت إلى أن مريض الشقيقة تتزايد معاناته بسبب خوفه الدائم من النوبات القادمة لآلام الرأس المبرحة.
للوقاية والعلاج
واعتبر رئيس المؤتمر الدولي للصداع البروفسور كريستوف دينر أن الحركة وممارسة الرياضة وتخفيض الوزن الزائد والحفاظ على برنامج يومي ثابت وعدم الإخلال بالساعة الحيوية للجسم تعد عوامل هامة في الوقاية والعلاج من الصداع.
ونصح -في تصريح للجزيرة نت- المصابين بالشقيقة بتناول الدواء فور الشعور بالألم، لأن انتظار بلوغ نوبات الألم ذروتها يفقد الدواء مفعوله.
ونصح مرضى الصداع النصفي المزمن بعدم تناول علاج الصداع النصفي لأكثر من عشرة أيام شهريا، والاكتفاء بقية أيام الشهر بالمسكنات العادية، وشدّد علي أهمية استعانة مريض الشقيقة بطبيب لتعرف الضغوط المجتمعية المسببة لنوبات الألم.