تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إيقاف العمل ببرنامج المكوك الفضائي، وتبحث عن بدائل أخرى لاكتشاف الفضاء.
تعهد موسك بأن تكون الرحلات الفضائية أكثر أمنا في الستقبل
ولهذا فإنها تطلب من شركات في القطاع الخاص أن تصمم نوعا جديدا من المركبات الفضائية. ومن أبرز المهتمّين في هذا المجال الملياديرُ الأمريكي ومديرُ شركة PayPal، إيلون مسك فقد أبرمت إحدى شركاته وهي (سبيس إكس)، عقدا لتصميم مركبة فضائية جديدة.
وفي مصنع الشركة في ولاية كاليفورنيا، و في ردهة بيضاء براقة، ومع أثاث يشبه ما رأيناه في سلسلة أفلام (ستار تريك)، وجدت شبانا في العشرينات من العمر يرتدون السراويل القصيرة والقمصان الرياضية يمضون في عملهم وكأنهم في طريقهم للاستماع إلى فرقة موسيقية.
كانت سيارات تسلا الرياضية التي تعمل بالكهرباء متوقفة خارج مقر الشركة، تحت شمس كاليفورنيا الجنوبية المتوهجة.
و"سبيس اكس" من شركات القطاع الخاص التي تعد بثورة في رحلات الفضاء، وإعادة تعريف ما هو رائع عن الفضاء كذلك.
وأنا أستعد للدخول، دار بخلدي فكرتان:الأولى، أن الشباب هم المعادل الحديث للجيل الاسطوري الذي وضع الرجل على سطح القمر. تم استبدال ربطات العنق لدى كبار مهندسي ناسا في عهد المركبة أبولو بالجينز و اجهزة الآي باد في وقتنا الحالي.
الثانية هو أنه من الممكن جدا أن يكون شخص مولود في عام 1958، مثلي، هو الشخص الأكبر سنا في مقر الشركة.
جيل جديد
مدير المشروع إلون موسك لم يبلغ بعد سن الأربعين درس الفيزياء والاقتصاد، وجمع ثروة بفضل إنشاء منظومة الأداء الإلكتروني بي بال (PayPal).
وهو الآن منهمك ليس فقط في تسويق سيارته الكهربائية تسلا ولكن أيضا في إدارة واحدة من الشركات الخاصة الأكثر تقدما المتخصصة في الرحلات الفضائية التجارية.
حققت الشركة إنجازها الأكثر إثارة خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي عندما أطلقت أحد صواريخها من طراز فالكون حاملا "كبسولة التنين" وهي سفينة فضاء يمكنها نقل البضائع والرواد إلى الفضاء في المدار لتصير بذلك أول شركة خاصة تقوم بهذه المهمة.
ويقول موسك في معرض الرد عن سوال عن الأسباب الذي دفعته إلى خوض مجال الفضاء، إنه تسائل في البداية عن العوامل التي ستغير مستقبل البشرية فوجدها ثلاثة الإنترنت والانتقال إلى الطاقة المتجددة والرحلات الفضائية بين الكواكب.
ويقول موسك -المولود في أفريقيا الجنوبية- إنه تهيب في البداية بدء الخوض في هذا المضمار الذي كان حصرا على الدول أو مجموعات منها، ولكنه بعد أن حقق تلك الثروة بفضل الإنترنت اقتحم عالم صناعة الصواريخ.
الإنسان بعد الجبن
ولم يكن موسك ليجد توقيتا أكثر مناسبة من هذا وذلك بعد أن أبدت وكالة ناسا رغبة في تشجيع الشركات الخاصة الحلول محلها في القيام بمهمة نقل البضائع ورواد فضاء الى محطة الفضاء الدولية.
وإذا كانت حمولة كبسولة التنين لا تعدو قطعة جبن ضخمة دارت حول الأرض مرتين قبل أن تسقط في البحر –لأسباب لم يكشف عنها- فإن طموح موسك يرقى إلى أبعد من ذلك بكثير.
"ويقول المدير التنفيذي للشركة: "نريد في نهاية المطاف نظاما يسمح بنقل أعداد كبيرة من الناس إلى المريخ وإنشاء حضارة قائمة بذاتها."
ويُقرموسك بأن هذا المشروع لا يزال في حكم الآمال وليس في نطاق المتوقع، لكنه أعرب عن أمله في أن يطول به العمر ليعاين ذلك في حياته.