اعتاد البعض على تناول الشاى بعد كل وجبة، والبعض الآخر قد يتناول الشاى بشكل مستمر طوال اليوم، حيث يعتبر الشاى من المشروبات الشعبية المتعارف عليها ورغم اختلاف طريقة صنع الشاى من بلد لآخر وإضافة بعض الأعشاب الأخرى ليكتسب رائحة وطعما جديدا مثل النعناع والحبهان والقرنفل وأعشاب أخرى مختلفة حسب تذوق كل شخص له، فإن فوائده معروفة وكل نوع من أنواعه له ما يميزه.
ويقدم الدكتور خالد مصيلحى أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وجامعة مصر الدولية، بعض الفوائد الصحية عن الشاى بأنواعه المختلفة، حيث يقول: مشروب الشاى من أكثر المشروبات الشعبية فى مجتمعاتنا الشرقية، وله أنواع كثيرة فى أسواقنا العربية، مثل الشاى الأسود وهو الأكثر انتشارا والشاى الأخضر Green Tea” “وأخيرا ظهر الشاى الصينى ومعناه شاى التنين الأسود باللغة الصينية، فما الفرق بين الأنواع الثلاثة.
يقول مصيلحى إن المفاجأة تكمن فى أن الثلاثة أنواع يتم تحضيرها من أوراق خضراء اللون لنفس الشجيرة، وهى أصلها من آسيا وتختلف الأنواع الثلاثة حسب طريقة التحضير، وبالتالى اختلاف تركيز المواد الفعالة، مما يؤدى إلى اختلاف لون كل نوع واختلاف تأثيراته العلاجية.
وأضاف أن الشاى الأسود أوراقه عطرية ويحضر من أوراق الشاى بعد تركه فى الشمس لمدة 24 ساعة، مما يساعد الإنزيمات الموجودة فى الشاى لتخمر وأكسدة جزء من المواد الفعالة، فتتحول لون الأوراق من الأخضر إلى اللون الأسود، وهذا النوع يحتوى على نسبة أعلى من الكافيين المنبه للجهاز العصبى ونسبة أقل من المواد الفينولية.
وأشار إلى أن الشاى الأخضر يُعرّض لدرجات حرارة عالية بمجرد قطف أوراقه لتكسير الإنزيمات المسئولة عن الأكسدة فيمنع عملية الأكسدة التى تحدث فى الشاى الأسود، فيظل لون الأوراق أخضر ولا تتأكسد المواد الفينولية، وتصبح أعلى تركيزا فى الشاى الأخضر.
وأكد أن الشاى الصينى هو نوع من أنواع الشاى الذى يتعرض إلى عملية أكسدة خفيفة ولـيست أكسدة كاملة مثل الشاى الأسود، حيث يتم إيقاف عملية الأكسدة بالتسخين بعد وقت قصير من الأكسدة، ويكتسب خصائص معتدلة ما بين الشاى الأخضر الذى لا يتعرض للأكسدة، والشاى الأسود الذى يتعرض إلى الأكسدة الكاملة لذلك فأوراقه لونها أخضر داكن.
وأوضح أن فوائد الشاى متعددة، فنظرا لاحتواء الشاى الأخضر على نسبه عالية من المواد الفينولية المضادة للأكسدة أثبتت الدراسات أن الشاى الأخضر يحمى من زيادة نسبة الكولسترول والدهون فى الدم، كما يساعد على جريان الدم بشكل أفضل فى حالات تصلب الشرايين.
وقال إن وجود المواد المضادة للأكسدة فى الشاى الأخضر تقى من الكثير من الأورام السرطانية، كما تزيد من كفاءة الأدوية المضادة للأورام. وقد أثبت اليابانيون فى أبحاثهم أن إضافة مادة الكاتشين، وهى مادة كيميائية موجودة فى الشاى الأخضر إلى أنبوب اختبار يحتوى على خلايا سرطان الثدى ودواء التاموكسفين الذى يؤخذ فى حالات الإصابة بهذا المرض زاد فعالية الدواء. حيث قتل ضعف الخلايا السرطانية مقارنة بالوضع عند وجوده بمفرده.
وأضاف أنه نظرا لقدرة المواد الفينولية الفائقة فى قتل الميكروبات فممكن استخدام مغلى الشاى مع الزعتر كغرغرة، ومضمضة بعد أن يبرد قليلا لعلاج التهابات الفم و الحلق و اللوزتين.
وأوضح أنه كما أن الشاى له قدرة عالية فى إدرار البول مما يساعد فى بعض أمراض التهابات الكلى، ولكن علينا توخى الحذر من كثرة استخدام الشاى لما يحتويه من الكافيين المنبه للأعصاب، مما يزيد من التوتر العصبى وارتفاع ضغط الدم.
وقال يجب تجنب شرب الشاى بعد الأكل مباشرة لاحتواء الشاى على التانين Tannins الذى يمنع امتصاص الحديد الموجود فى غذائنا، مما يسبب الأنيميا.
وأكد أن أفضل طريقة لإعداد الشاى هى طريقة النقع وليس الغلى وتكون بإضافة الماء المغلى إلى الشاى وتركه لمدة3 -5 دقائق ثم فصل الشاى عن الماء، وبعدها تناول كوبا صحيا، ومن ميزات هذه الطريقة هى أنها تقلل من التنين Tannins والتى تسبب الأنيميا والإمساك.