انعكاسات العنف الشفهي والجسدي على نفسية الأطفال

أن خطورة العنف العائلي ضد الأطفال تكمن في أن الطفل يتلقى العنف على أيدي من
المفترض أنهم يقومون بحمايته، ويحيط بهذا العنف تستر وتكتم واضحين، فهو من أسرار
العائلة التي من ضمن مهامها تأديب الطفل وما هذا العنف إلا وسيلة لذلك. كما أننا لا
نملك انتشارا كبيرا لمفاهيم حقوق الأطفال، وأيضا نجهل خطورة الأذيات الناتجة عن
العنف ضد الأطفال، وهي خطورة كبيرة جدا، قد تصل أحيانا للموت، ولتوضيح الآثار التي
تترتب على العنف ضد الأطفال الذي يعرفه الباحثون بأنه الاستخدام المقصود للقوة أو
التهديد باستخدامـها ضد الذات أو شخص آخر والتي يؤدي استخدامها أو قد يؤدي إلى
الأذى أو الموت، وله عدة أشكال العنف الجسدي، الجنسي والاستغلال الاقتصادي،
بالإضافة للعنف النفسي الذي يتضمن الإهمال ونقص الرعاية. كما يشيرون أن الأشخاص
الذين يتعرضوا للعنف في صغرهم يتوقع أن يصبحوا عنيفين في حياتهم، فهم يعيشون في
بيئة عنف، بالإضافة إلى متعاطي الكحول والمخدرات. كما أن الطفل الذي يتعرض للإساءة
من قبل القائمين على تربيته أو الموكل إليهم العناية به، وقد تصل تلك الإساءة إلى
درجة الموت، وتعتبر المرأة والطفل هم الأشخاص الأكثر عرضة للعنف العائلي. أما
الإساءات التي يشملها العنف ضد الأطفال فهي كثيرة تندرج تحت عدة أنواع الجسدية،
الجنسية، العاطفية، الكلامية، العقلية، النفسية. وأيضا الإهمال متضمنا: وتؤثر تلك
الإساءات على الطفل بعدة مظاهر منها الإعاقات الدائمة، محاولات، الانتحار، كسور
وخلوع وتشوهات، حدوث توتر، خوف، تعذيب النفس، حدوث غضب، عدوانية، شعور بالذنب
والخجل، ممارسة سلوكيات جنسية غير مناسبة لعمر الطفل، مشاكل تربوية كالكسل والهرب
من المنزل والجنوح، سلوكيات انعزالية سلبية أو عدائية أو نشاط مفرط، تبليل للفراش،
نوبات غضب، سلوكيات شاذة، انخفاض احترام الذات، مشاكل تعليمية، حذر مفرط من الكبار.
وأكد الباحثون على ضرورة التعاون بين المدرسة والجمعيات التطوعية التي تهتم بقضايا
الطفل، إلى الجانب القطاع الصحي والطب الشرعي، لكشف حالات العنف ضد الأطفال. كما
أكدت الدراسة أن خطورة العنف ضد العائلي تكمن في أن الأهل لا يعرفوا ما هي حدود
الإساءة للطفل، ويخلطون بين التأديب والتربية والعنف، كما أن هناك الازدواجية في
النظرة للعنف ما بين البالغ والطفل .