ألمحت دراسة علمية حديثة إلى أن تلقي الصغار رعاية جيدة من أمهاتهم، قد يكون لها دور في تعزيز مقاومة النظام المناعي لأدمغتهم في مواجهة الإدمان في المستقبل.
وأشارت الدراسة التي أجريت على الفئران إلى أن تلقي الصغار رعاية كافية من أمهاتها، ارتبط بزيادة إفراز جزيء هام في النظام المناعي للدماغ ويدعى انترلوكين-10، ما يعني أنهم سيكونوا أقل عرضة لتعاطي المواد المخدرة.
وكان فريق بحث مشترك من جامعة ديوك الأمريكية وجامعة أديلايد الاسترالية أجرى دراسة على مجموعة من الفئران المخبرية، والتي تم تعريضها بداية حياتها لجرعة من عقار المورفين، ومن ثم تم تتبعها لرصد حالة الرغبة الشديدة لدى كل منها بالحصول على العقار وما قد تقود إليه من إدمان.
وأشارت الدراسة التي نشرتها "دورية العلوم العصبية" الأربعاء إلى أن صغار الفئران التي تلقت رعاية كافية من أمهاتها، كانت أقل ميلاً للإدمان على عقار المورفين بعد تلقيها جرعة واحدة منه، وذلك مقارنة مع الفئران التي لم تحظى برعاية أمهاتها.
وأوضح الباحثون أن مركب المورفين يُنشط الخلايا الدبقية في الأنسجة الدماغية لإنتاج جزيئات مضادة للاحتقان (الالتهابات غير الجرثومية)، وهو ما يسهم في نشوء الإدمان عند الفرد، إلا أن جزيء انترلوكين -10 يعطل هذا الأمر.
وطبقاً لبيان أصدرته جامعة أديلايد اليوم حول الدراسة فقد تبين أن صغار الفئران التي تلقت رعاية عالية من الأمهات، ارتفعت لديها مستويات جزيء انترلوكين-10 بنحو أربع مرات مقارنة مع من نشأت وحدها.
ويرى عضو فريق البحث الدكتور مارك هتشنسون، وهو مختص من مدرسة العلوم الطبية بجامعة أديلايد، أن ما أظهرته الدراسة من أن المركبات التي تستهدف هذه الخلايا الدبقية في الدماغ، قد تكون قادرة كذلك على الحماية من الرغبة الشديدة في تعاطي العقاقير المخدرة بعد التعرض لها، قد يسهم في تطوير طرق جديدة لعلاج الإدمان.