إلى أي مدى يمكن للمجتمع أن يحدد حرية الفرد ؟؟؟
*** مقدمة : يعتبر موضوع
الحرية من اهم مواضيع الفلسفة ، وقد نال إهتماما من طرف الفلاسفة نظرا لتعلقه
بالشخصية الانسانية وهو من اصعب المواضيع واعمقها ومما زاد تعقيده ظهور علم
الاجتماع الذي يعتبر الفرد جزءا من المجتمع الذي ينتمي اليه وهذا ما يؤدي الى تقيد
الحرية الفردية بإخضاع السلوك الفردي إلى سلوك الجماعة فإلى اي مدى يمكن التسليم
بهذا الرأي ؟؟
التوسيع : الحرية هي تجاوز كل الاكراهات الداخلية والخارجية أي
القدرة على التخلص الارادي من مختلف الضغوط التي يمليها المجتمع إلا أن علماء
الاجتماع يشككون في هذه الامكانية فالحتميات الاجتماعية في رايهم تعبر بالارادت
الفردية وتبطلها طالما أن الافراد لا يستطيعون الاستغناء عن مقومات المجتمع الذي
يشكل الاطار العام الذي ينتمون إليه فالانسان إجتماعي بالطبع .
إثبات وجود
الموضوع : ويمكن ان تتاكد من هذه الحقيقة من خلال توضيح مختلف المظاهر التي تعكس
سيطرة المجتمع على افراده فالعادات والتقاليد تشكل قيدا كبيرا امام حرية الافراد
وبمبادراتهم الشخصية ،فتقف سدا منيعا امام رغباتهم في التميز والاختلاف كماان الفرد
يحتاج الى الاتصال بغيره فيتقيد بالوسائل التي يختارها في التخاطب والمعاملة ولذلك
اللهجة المتداولة وبالاضافة الى ذلك فان المجتمع يحتضن الفرد منذ طفولته ليقدم له
التربية الاسرية ثم يعرض عليه في المدرسة القيم العامة ليؤهله الى الاندماج
الاجتماعي كما تشكل الاخلاق مظهر آخر لهيمنة المجتمع وسيادته على الافراد فيصبح
السلوك الفردي خاضعا للمعايير الاخلاقية التي يجب مراعاتها اما القوانين والتنظيمات
السياسية والاقتصادية والارادية فهي التي تحدد اساليب المشتركة في الحياة
الاجتماعية .
** بيان قيمة الموضوع : لا شك ان بعض المظاهر الاجتماعية تشكل قيدا
حقيقيا للافراد وذلك عندما يتعذر عليهم التعبير عن إمكاناتهم الفردية وإستقلال
شخصيا تهم داخل المجتمع لأن ظروفهم الأجتماعية تعيق هذه المحاولات حينما تتميز
مظاهر التخلف والفوضى ويمكن مع ذلك ان يبقى المجتمع في حد ذاته مجالا لممارسة
الحريات اذ ينبغي التميز بينه وبين الظروف الاجتماعية المكونة له والتي تبقى قابلة
للتغير إذا أراد الافراد ذلك ،فالمجتمع لايشكل سجنا للافراد ولكنه يستطيع ان يكون
حصنا يحمي حرياتهم الفردية ويطور مواهبهم ويعمق اعتقاداتهم وثقافاتهم
.
**الخاتمة : يتبين لنا من هذا أنه يستحيل على الفرد ممارسة الحرية ألانسانية
في صورتها المطلقة فالحرية إجتماعية بطبيعتها طالما انها تمارس داخل المجتمع لأنها
ليست مجرد حقيقة فلسفية وذلك ان قيمتها الفعلية تكمن في مدى قدرتنا على تحدي القيود
والتحرر منها بإستمرار . .