أم تسأل
ابني عمره أربع سنوات، بدأ حديثاً بالكذب. لا يعترف أبداً إن أخطأ حتى لو أمسكناه متلبساً. ماذا نفعل؟ هل نعاقبه على كذبه؟
عندما نعلم الطفل أن لا يكذب، عندها نعلمه أن يكون مسؤولاً عن تصرفاته. الأطفال بسن صغير يصعب عليهم التمييز ما بين الحقيقة والخيال. طفلك كبير بشكل كافي وذكي بشكل كافي حتى يدرك أن الكذب يخرجه من المأزق.
طريقة تعاملك وتواصلك مع طفلك هو المفتاح. عندما يظهر الوالدان شعورهما بالغضب وتوجيه التهم مثل: "هل أنت من فعل هذا؟"، يعمد حينها الطفل إلى الكذب خوفاً من العقاب. ولكن حثيه على قول الحقيقة بهدوء: "ماما تريد أن تعرف منك ماذا حدث فعلاً." سيقول الحقيقة عندها.
عندما تعاقبيه على خطأ يجب أن يعتذر عما بدر عنه، ولكن إن كذب بعدها لا تعاقبيه مرة أخرى عندها بعد العقاب الأول، أو تهدديه بكذبه أو تواجهيه بغضب، بل قولي له أنه من أخلاق الطفل الحسن أن يكون صادقاً مع الناس ودائماً يقول الحق.
بعض الأطفال يكذبون لجلب الاهتمام. عرفت عائلة لديها طفلة تشكو دائماً من ألم في ساقها. كان يبدو عليها الألم بالفعل، ودموعها غزيرة لشدته. ولكن عندما التهى الوالدان بالتوأم لشدة طلباتهما، أصبحت الشكوى من ساقها فورية كلما نادى طفل منهما، وهذا حتى تضع نفسها بالصورة وتنبه والديها إليها. أخذتها جانباً وسألتها إن كانت ساقها تؤلمها فعلاً أو أنها تريد من أمها الاهتمام. لم تؤكد لي الفتاة أنها ليست متألمة، ولكن كان تعبيرها واضحاً، وقالت: "لا أريد إلا أن أكون مع أمي."