روعة المنتدى نائبة المديرة
sms : الجنس : عدد المساهمات : 35966 تاريخ التسجيل : 10/06/2011 الموقع : بين من اختارهم قلبي العمل/الترفيه : مشرفه سابقا قسم الحمل والولاده والاستشارات الطبيه المزاج : هادئة جدا.
| موضوع: معجزة القرآن ( 1 ) الأحد فبراير 10, 2013 5:41 am | |
|
إخوتى : قرأت شيئاً هاماً للشيخ الشعراوى عن معجزة القرآن .. فأردت أن أضعه بين يديكم لينفعنا الله به .. و نظراً لحجم الموضوع فسأقوم إن شاء الله بتجزئته حتى لا أطيل عليكم , وفقنى الله و إياكم ..
معجزة القرآن الكريم مقدمة معجزة القرآن الكريم هى معجزة خالدة باقية إلى يوم القيامة .. و القرآن خاتم الكتب السماوية .. ليس له عصر معين فى إعجازه و لا زمن محدد فى تحديه للبشرية كلها .. و هو لم يأت ككتاب علم .. هذه حقيقة يجب أن نضعها فى أذهاننا .. و لكنه فى نفس الوقت جاء كمعجزة خالدة باقية .. و من هنا فإن فيه إعجازا لكل العصور .. إعجازا لمن عاشوا قبلنا و إعجازاً لعصرنا هذا و إعجازاً لمن سيأتون بعدنا .. حتى تنتهى الدنيا و ما فيها ..
و القرآن جاء لينذر من كان حيا .. و من هنا فإنه موجه إلى الأحياء .. و تحديه هو بالنسبة لمن يقيمون على هذه الأرض .. و ليس لمن انتقلوا منها إلى العالم الآخر .. فأولئك يرون عين اليقين .. و يعرفون الحق بعد مغادرتهم الدنيا ..
و سنوضح إخوتى .. لماذا نزل القرآن ككتاب جامع للبشرية كلها ؟ و لماذا كانت الكتب السماوية تنزل إلى أمة أو شعب لتعالج داء .. بينما القرآن عالج جميع مشاكل البشرية كلها ؟ ثم نوضح بالتفصيل كيف أن القرآن مزق حجب الغيب الثلاثة .. حجاب الزمن الماضى و حجاب الحاضر .. و حجاب المستقبل .. بل أنه دخل إلى أعماق النفس البشرية .. ليظهر ما يخبئه الإنسان .. ولا يبوح به ..ولا يعلمه إلا الله .. و مزق القرآن بعد ذلك حجب المستقبل القريب و البعيد .. فأنبأ عن أشياء لم يكن العقل يعتقد أنها ستحدث .. أو أنها يمكن أن تحدث .. و تنبأ بنتائج حروب و مصائر شعوب .. و قال لنا إن الأرض كروية .. و كشف لنا علم الأجنة قبل أن يعرفه العالم .. و تحدى البشرية .. أن تخلق ذبابة واحدة .. و كشف عما هو أصغر من الذرة .. و نلاحظ أن كلمة أصغر معناها منتهى الدقة فى صغر الحجم .. لأن هناك صغيراً و أصغر .. و قال : " و ما تحت الثرى " ( طه 6 ) مشيراً إلى أن هناك ثروات هائلة فى باطن الأرض .. ثم أنبأنا عن معجزة الخلق . و كيف تتم .. و ابان لنا أشياء وصلنا إليها بالعلم الأرضى .. و أشياء لم نصل إليها حتى الآن .. كل ذلك سنوضحه إن شاء الله فى إسلوب سهل جميل .. و بطريقة مفهومة لكل إنسان .. فلنبدأ
معجزة القرآن توضيح : هل يستطيع محمد عليه السلام أن يتنبأ بنتيجة معركة حربية ستحدث بعد سبع أو ثمانى سنين ؟ و يحدد من الذى سينتصر ؟ و من الذى سيهزم ؟ و ما الذى يجعله يدخل فى قضية غيب كهذه ؟ كيف يخبر الكفار بما تخفيه صدورهم و لم تهمس به شفاهم .. و يقول لأعداء الإسلام ما سيقع لهم ؟ و يتحدى فى قضايا الغيب .. و ماذا كان يمكن ان يحدث لقضية الإيمان كله .. لو لم يصدق القرآن فى كل حرف قاله ؟ و لكن القائل هو الله و الفاعل هو الله .
القرآن الكريم
القرآن هو كلام الله المنزل على رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. و المتعبد بتلاوته .. و المتحدى به .. و القرآن يحمل أكثر من معجزة .. تحدى الله به العرب أولاً .. ثم تحدى به الإنس و الجن .. لم يتحد به الملائكة .. لأن الملائكة ليس لهم اختيارات ليعملوا بها .. أى أنهم يفعلون ما يؤمرون به من الله فقط .. و من هنا فإن القرآن يتحدى كل القوى المختارة أو التى لها اختيار .. التى ميزها الله .. بقدرة العقل و الفكر و الاختيار ..
و قبل أن نتحدث عن معجزة القرآن .. يجب أن نحدد معنى كلمة معجزة .. ( فالمعجزة : هى الأمر الخارق للعادة و يظهره الله تعالى على يد من اختاره ليبلغ رسالته و أن تكون المعجزة مما لا يستطيع أحد أن يأتى به ) حين يأتى إنسان و يقول إنه رسول من عند الله جاء ليبلغ بمنهجه .. أفنصدقه ؟ أم أننا نطالبه بإثبات ما يقول ؟ إذن كان لابد أن تجئ مع كل رسول معجزة تثبت صدقه فى رسالته و فى بلاغه عن الله و أن تكون المعجزة مما لا يستطيع أحد أن يأتى به , و أن تكون أيضاً مما نبغ فيه قومه .. لماذا ؟ .. حتى لا يقال أن الرسول قد تحدى قومه بأمر لا يعرفونه ولا موهبة لهم فيه .. فالتحدى يجب أن يكون فى أمر نبغ فيه القوم حتى يكون للتحدى قيمة .. و لذلك نلاحظ فى معجزة كل رسول أنها جاءت فيما نبغ فيه قومه ... و أنها جاءت لتهدم من يتخذونه إلها من دون الله ..
معجزة إبراهيم فمثلاً معجزة إبراهيم عليه السلام جاءت فى قوم يعبدون الأصنام .. و يسجدون لها و يقدسونها .. و لذلك عندما أرادوا إحراق إبراهيم جاءوا به أمام آلهتهم ليلقوه فى النار كان المفروض أن هذه الآلهة تنتقم لنفسها ممن حطمها إذا كانت تستطيع لنفسها نفعاً او ضراً .. و لكنهم حين ألقوا بإبراهيم الذى سفه معتقداتهم فى النار لم تحرقه النار .. و خذلتهم آلهتهم ..
على أن إختيار النار يمكن أن يكون له معنى آخر .. فكم من الناس عبدوا النار فى الماضى .. حتى خلال هذه الفترة نجد أن بعض الناس لا يزالون يتخذون النار إلها مقدساً ..
و لكن معجزة إبراهيم ليست أن ينجو من النار .. فلو أراد الله أن ينجيه من النار ما مكنهم من إلقاء القبض عليه , أو لنزلت الأمطار لتطفئ النار .. و لكن الله شاء أن تظل النار ناراً متأججة محرقة مدمرة .. و أن يؤخذ إبراهيم عيانا أمام كل الناس و يرمى فى النار .. و هنا يعطل ناموس أو قانون إحراقها " قلنا يا نار كونى برداً و سلاماً على إبراهيم " ( الأنبياء 69 )
لو أن إبراهيم نجى بأن هرب مثلاً .. لقالوا لو أمسكناه لأحرقناه .. و لو نزلت الأمطار لقالوا لو لم تنزل الأمطار لأحرقناه .. و لكن إبراهيم لم يهرب .. و الأمطار لم تنزل .. و النار متأججة .. و لكنها لم تحرق إبراهيم .. فكأن آلهتهم التى كانوا يزعمون أنهم ينتقمون لها ليست آلهة كما يزعمون .. إنما هى أصنام لا تضر ولا تنفع .. و كل شئ فى هذا الكون خاضع لمشيئة الله .. و إرادة الله .. عندما يقول ( يا نار كونى بردا و سلاما ) .. تتعطل خاصية الإحراق .. و تقف قوانين الكون عاجزة أمام قدرة الله .. و تقف آلهتهم عاجزة عن أن تقول : يا نار إحرقى من حطمنا ..
معجزة عيسى و عيسى عليه السلام جاء و القوم يعلمون الطب .. فجاء لهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه فأبرأ الأكمة و الأبرص و تسامى إلى شئ آخر لم يصلوا هم إليه .. فأحيا الموتى .. إذن فمعجزات الرسل هى خرق لنواميس أو قوانين الكون .. فالنار مع إبراهيم تتعطل خاصية إحراقها .. و الماء مع موسى يفقد قوانينه .. و قانون الماء هو الإستطراق .. لا يكون عالياً فى مكان و منخفضاً فى مكان آخر , لابد أن يتساوى سطحه .. فإذا ضرب موسى بعصاه البحر إنشق و أصبح كل فرق كالطود العظيم أى : كالجبل العظيم يقف عالياً ليخرق قوانين الماء كلها ..
و لكن لماذا حدث هذا ؟ لماذا إنفلق البحر إلى جزئين .. و تعطلت كل قوانين الماء ؟ لأن موسى رد الأمر إلى الله .. كيف ؟ .. حينما تبع قوم فرعون قوم موسى .. ( قال أصحاب موسى إنا لمدركون ) : و هذا كلام واقعى : لأن البحر أمامهم .. و قوم فرعون ورائهم .. و المسألة فى قانون البشر واضحة لا تحتاج إلى بيان .. و لكن موسى قال : كلا .. و قالها بملء فيه .. قالها و هو واثق تماماً .. لماذا ؟ لإنه لم يزعم أنه سينجو بأسباب البشر .. لم يقل أننى سأنجو لأننا سنصعد إلى جبل كذا .. أو سنعبر البحر بطريقة كذا .. و إنما قال " كلا إن معى ربى سيهدين " ( الشعراء 62) .. و نقل المسألة من قانون الإنسان الى قدرة الله .. و هنا قال الله " اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم " ( الشعراء 63 ) ..
معجزة القرآن و كيف تختلف على أنه يلاحظ أن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين .. معجزات الرسل خرقت النواميس .. و تحدت .. و أثبتت أن الذى جاءت على يديه رسول صادق من الله .. و لكنها معجزات كونية .. من رآها فقد آمن بها .. و من لم يرها صارت عنده خبراً .. إن شاء صدقه .. و إن شاء لم يصدقه .. و لو لم ترد فى القرآن لكان من الممكن أن يقال إنها لم تحدث . إذن فالمعجزة الكونية المحسة .. أى التى يحس بها الإنسان و يراها .. تقع مرة واحدة .. من رآها فقد آمن بها .. و من لم يرها تصبح خبراً بعد ذلك .. و لكن معجزة النبى صلى الله عليه و سلم معجزة عقلية باقية خالدة .. يستطيع كل واحد أن يقول محمد رسول الله .. و هذه معجزته و هى القرآن ..
شئ آخر إذا نظرنا إلى المعجزات السابقة .. و جدنا هذه المعجزات فعلاً من أفعال الله .. و فعل الله من الممكن أن ينتهى بعد أن يفعله الله , البحر انشق لموسى ثم عاد لطبيعته .. النار لم تحرق إبراهيم و لكنها عادت إلى خاصيتها بعد ذلك .. ولكن معجزة النبى صلى الله عليه و سلم صفة من صفات الله .. و هى كلامه .. و الفعل باق بإبقاء الفاعل له .. و الصفة باقية ببقاء الفاعل نفسه ..
إخوتى : للحديث بقية إن شاء الله
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك | |
|
اميرة ادم مراقبة عامة
sms : الجنس : عدد المساهمات : 10656 تاريخ التسجيل : 29/04/2011 العمل/الترفيه : fonctionnaire المزاج : bien
| موضوع: رد: معجزة القرآن ( 1 ) الإثنين فبراير 25, 2013 4:25 am | |
| | |
|