روعة المنتدى
نائبة المديرة
 sms :
الجنس : 
عدد المساهمات : 35966
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : بين من اختارهم قلبي
العمل/الترفيه : مشرفه سابقا قسم الحمل والولاده والاستشارات الطبيه
المزاج : هادئة جدا.
 |  موضوع: الدرس الثاني من دروس التفسير (المرحلة الثانية) ه الأحد فبراير 10, 2013 6:27 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثانى فى
التفسير
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه
العزيز: }وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ
الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ
عَرَبِيٍّ مُبِينٍ{. والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، القائل:
((خَيْرُكم مَن تَعلّم القرآنَ وعلَّمَه))، وعلى آله وصحْبه
الذين تعاهدوا القرآن الكريم، وتَلَوْه حقّ تلاوته كما سمعوه مِن فِيه -صلى الله
عليه وسلم-، وعملوا بما فيه، وساروا على هداه، فنالوا بذلك الأجر العظيم والنعيم
المقيم.
أما بعد وصلنا في الدرس
الماضي الى قوله تعالى :
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ
فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ
(10)
فضيلة آدم وتكريمه بأمر الله بالسُّجود له،
وهذه الميزة الثَّالثة بعد أن شرّفه بأن اختاره للخلافة ثمّ علّمه الأسماء، هنا
أَمَرَ الملائكة بالسُّجود له , هل معنى سجود الملائكة لآدم أنهم عبدوه؟ السجود
لآدم.. هو إطاعة لأمر الله.. وليست عبادة لآدم. فالله سبحانه وتعالى هو الذي أمر
الملائكة بالسجود. ولم يأمرهم بذلك آدم. ولا يحق له أن يأمرهم. فالأمر بالسجود هنا
من الله سبحانه وتعالى، من أطاعه كان عابدا. ومن لم يطعه كان عاصيا . الملائكة هنا
لم يسجدوا لآدم. ولكنهم سجدوا لأوامر الله بالسجود لآدم. وفرق كبير بين السجود
لشيء، وبين السجود لأمر الله. السجود لأمر الله سبحانه وتعالى.. لا يعتبر خروجا على
المنهج، لأن الأساس هو طاعة الله. وهذه من الكرامات التي أكرمه الله تعالى بها
لآدم، وهي كرامةٌ لِبَنيه كما قال الله تعالى: (وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ ) فهي كرامة عظيمة من
الله تعالى لآدم امتن بها على ذريته حيث أخبر أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم
سجود تحيةٍ وإكراماً وتعظيماً لآدم, بالانحناء وكان طاعةً وعبادةً للهِ سبحانَه
وتعالى. وقد دل على ذلك أحاديث أيضا كثيرة منها حديث الشفاعة وحديث موسى عليه
السلام "رب أرني آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة فلما اجتمع به قال أنت آدم الذي
خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته" وذكر الحديث . وهذا السجود؛
سجودُ التحيَّةِ, منذُ سجودِ الملائكةِ لآدمَ, إلى بعثةِ نبيِّنا محمدٍ صلَّى اللهُ
عليه وسلَّمَ كانَ مشروعاً عندَ منْ سبَقَنَا. ومنه قولُه تعالى حِكايةً عن يوسُفَ
وأبويه وإخوته: "ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي
من قبل قد جعلها ربي حقا" . وظلَّ هذا مشروعاً حتى عندَ النَّصارى, ولذلك عندما
سافرَ معاذٌ بنُ جبلٍ رضي الله عنه إلى الشامِ ورجعَ, عند أول رؤيته للنبيِّ عليه
الصلاة والسلام يمشي في المدينةِ خرَّ له ساجداً فقال: ما هذا يا معاذُ؟! قال: يا
رسولَ اللهِ, رأيتُهم في الشامِ يسجدون لقساوسَتِهم وبطارقَتِهم فقلْتُ أنتَ أولى
وأحقُّ بهذا السجودِ مِنهم. فقال: لا تفعلْ, لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجدَ لأحدٍ
لأمرتُ المرأةَ أنْ تسجدَ لزوجِها.فنُسِخَ سجودُ التحيةِ في شريعتِنا, ونُهِينا
نحنُ عنه حتى لا نضعَ الجباهَ الا للهِ سبحانَه وتعالى. ولذلك قيل يا رسولَ اللهِ:
الرجلُ منَّا يلقى أخَاه أيعانقُه ويلتزمُه؟ قال: لا, قال: أفينحني (يركع تحيةً )
له؟ قال: لا, قال: أيأخذ بيدِه ويصافِحُه؟ قال: نعم. إذاً المعانقةُ ليست مشروعةً
في كلِّ لقاءٍ, بل المشروعُ عندَ كلِّ لقاءٍ المصافحةُ, وقد وردَ في فضلِ
المصافحةِ: (ما مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلتَقيانِ فيتَصَافَحَانِ إلَّا غُفِرَ لهما
قبلَ أنَ يتَفرَّقَا). أمَّا المعَانَقَةُ والالتزامُ فتُشرَعُ للقادمِ منَ سَفرٍ,
أو بعدَ غيبةٍ طويلةٍ. ومِنْ شرِّ ما ابتُليَ به المجتمعُ في هذا الزمانِ معانقةُ
النِّساءِ بعضهن بعضاً, والتزامُهن بعضهن بعضاً في الطرقاتِ,تجدُ البنتَ أو المرأةَ
تقفُ في الطريقِ تلتزمُ زميلتَها وتعانقُها وتقبِّلُها, والنَّاسُ تنظرُ إليها,
وهذا إنْ دلَّ على شئٍ فإنَّما يدلُّ على فقدِ الحياءِ, والحياءُ والإيمانُ
قرينانِ, إذا رُفِعَ أحدُهما رُفِعَ الآخرُ. فإنَّا للهِ وإنَّا إليهِ
راجعونَ.
(فسجدوا إلا إبليس)
فَسَجَدُواْ؛ سجد الملائكة امتثالا للأمر العلوي الجليل . وأكَّدَ ربُّنا سبحانَه
وتعالى سجودَهم في مواضعَ كثيرةٍ: فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ
كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ص73 توكيدٌ بعد توكيدٍ. إذن فأمر السجود لآدم.. كأمر
الله لنا بالسجود إلى القبلة في الصلاة. فنحن لا نسجد للقبلة ذاتها.. ولكننا نسجد
لأمر الله بالسجود إلى القبلة.. سجد الملائكة الذين شملهم أمر السجود لأمر الله
سبحانه وتعالى.. ولكن إبليس رفض أن يسجد. وعصى أمر الله.فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ
الْكَافِرِينَ (34)أي وصار من الكافرين بسبب امتناعه كما قال "فكان من المغرقين" وقال "فتكونا من
الظالمين".
أبى: أي: امتنعَ أن يسجدَ,أبى أنْ يكونَ
مع الساجدينَ. واستكبرَ: تعالى وترفَّعَ.
هل إبليسُ من
الملائكةِ؟ أم ليس من الملائكةِ؟ الراجحَ أنَّ إبليسَ ليسَ من الملائكةِ, وذلكَ
لآيةِ الكهفِ: (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ
عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) من الآية 50 .
إذاً هذه الآيةُ
صريحةٌ في أنَّ إبليسَ ليسَ من الملائكةِ, وهو من الجنِّ, والجنُّ عالمٌ غيرُ عالمِ
الملائكةِ, (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ
السَّمُومِ )الحجر27 . والنبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ قالَ: (خُلِقَتْ الملائكةُ من نورٍ وخُلِقَ الجانُّ منْ مارجٍ من نارٍ
وخُلِقَ آدمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ). فمادةُ الخلقِ غيرُ مادةِ الخلقِ, فهذا
عالمٌ وهذا عالمٌ, ثم إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى وصفَ الملائكةَ بقولِه (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
)الأنبياء27 وقال: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )التحريم6 .ولذلك سجدَ الملائكةُ كلُّهم
أجمعون بلا استثناءٍ, إلا إبليسَ كان من الجنِّ, ولم يكن من الملائكةِ, من عالمٍ
ثانٍ؛ ولذلك خانَه طبعُه فعصى أمرَ ربِّه ,وقيل هو أبو الجن كان بين الملائكة امتنع
عن السجود تكبّر عنه وقال : لا أسجد له أنا خير منه وأكبر سنا وأقوى خلقا خلقتني من
نار وخلقته من طين ’ يقول إن النار أقوى من الطين ، فلما أبى أبليس أن يسجد أبلسه
الله أي آيسه من الخير كله وجعله شيطانا رجيما عقوبة لمعصيته .
 - فإن قالَ قائلٌ:
فإذا كان إبليسُ ليسَ من الملائكةِ, إذاً هو ليس مأموراً بالسجودِ؛ لأنَّ ربَّنا
يقولُ:وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ... وإبليسُ ليسَ من الملائكةِ, فالأمرُ لا
يلزمُه.والجواب: أنَّ إبليسَ كانَ من الجنِّ لكنَّه كانَ يعيشُ في السماءِ مع
الملائكةِ, والإنسانُ عندما يكونُ في بيئةٍ لابدَّ أنْ يخضعَ لتعاليمِها وأنظمتِها
وقوانينِها.كان إبليسُ يعيشُ مع الملائكةِ, لمَّا أُمِرَ الملائكةُ بالسجودِ وهو
معهم, إذاً كان يجبُ أن يشملَه الأمرُ. ثم إنَّ الآيةَ قد جاءتْ صريحةً في أنَّ
الأمرَ كانَ موجهٌ لإبليسَ في قولِه تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ
أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ...)الأعراف من الآية12
إذاً كانَ هناك أمرٌ لإبليس سواء كان أمراً جماعياً؛ أي للملائكة وهو معهم,
أو سواء كان أمراً خاصاً به (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ
إِذْ أَمَرْتُكَ) ثم إنَّه لو كان إبليسُ يعلمُ أنَّه غيرُ مأمورٍ بالسجودِ,
لكانَ قالَ للهِ سبحانَه عندما أمرَه بالسجود : أنت لم تأمرني يا ربِّ بل أمرتَ
الملائكةَ. ولكنَّ إبليس اعترفَ بأنَّه مأمورٌ, وأنَّه بترك الأمر عاصٍ وفاسق,
ولكنْ قال له: ) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ
وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) سورة الأعراف 12 فكانَ لعنَه اللهُ أولَ من قدَّمَ
القياسَ على النَّصِّ, ولا يجوزُ تقديمُ القياسِ على النَّصِّ, مادام هناك نصٌّ
إذاً لابد أن يُسمَعَ للنصِّ ويطاعَ. ولا يجوزُ أن يُعترَضَ على النَّصِّ بالأقيسةِ
والآراءِ الفاسدةِ .
متى كان الأمرُ
بالسجودِ لآدمَ هل قبلَ تعليمِه أمْ بعدَه؟
الأمرُ
بالسجودِ كانَ قبلَ تعليمِ آدمَ أسماءَ كلِّ شئٍ, لكنَّ اللهَ تعالى قدَّمَ (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ) لمناسبةِ ما قبلَه, وهو: (إِنِّي
أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) وإلَّا فإنَّ الملائكةَ أُمِروا بالسجودِ لآدمَ متى
؟ بيَّنَ اللهُ تعالى في سورةِ الحِجرِ وسورةِ طه أنَّ هذا كان أمراً من اللهِ
للملائكةِ بمجردِ نفخِ الرُّوحِ:{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ
فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر 29 , إذاً بمجردِ أنْ
نفخَ ربُّنا فيه الرُّوحَ سجدتْ له الملائكةُ . وبعدَ ذلك علَّم آدمَ الأسماءَ
كلَّها, حتى يُظْهِرَ فضلَه وشرفَه. فالأمرُ بالسجودِ سابقٌ للتعليم ِولكنْ قُدِّم
التعليمُ في الذِكرِ لمناسبةِ ما قبلَه وهو: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا
لاَتَعْلَمُونَ ).
ومن هنا تبدأ المعركة بين خليقة
الشر في إبليس , وخليفة الله في الأرض . المعركة الخالدة في ضمير الإنسان . المعركة
التي ينتصر فيها الخير بمقدار ما يستعصم الإنسان بإرادته وعهده مع ربه , وينتصر
فيها الشر بمقدار ما يستسلم الإنسان لشهوته ويبعد عن ربه .
إ(ِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ
الْكَافِرِينَ)ما الذي منعَ إبليسَ من السجودِ لآدمَ؟ الكِبْرُ؛ (قَالَ
أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ, فرأى إبليسُ نفسَه خيراً من آدمَ, فلمَّا رأى تكريمَ اللهِ
لآدمَ وتفضيلَه حسدَهُ على ذلك فامتنعَ من طاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ.فكانَ الكِبْرُ
والحسدُ أولَ ذنبٍ عُصيَ اللهُ به فمعصية إبليس هي معصية في القمة. لأنه رد الأمر
على الآمر وظن أنه خير من آدم. ولم يلتزم بطاعة الله، ومضى غروره يقوده من معصية
إلى أخرى.. فطرده الله من رحمته وجعله رجيما. ولما عرف إبليس أنه طرد من رحمة الله
طلب من الله سبحانه وتعالى أن يبقيه إلى يوم الدين، وأقسم إبليس بعزة الله أن يغري
بني آدم. فتوعد آدم وذريته بأن يضلهم عن سبيل الله.وحدد الأماكن التي يأتي منها
الإغواء. فقال:{ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ
أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }[الأعراف:17]
نلاحظ هنا أن
الجهات بالنسبة للإنسان ستة. اليمين والشمال. والأمام والخلف وأعلى وأسفل، ولكن
إبليس لم يذكر إلا أربعة فقط. أما الجهتان الأخيرتان وهما الأعلى والأسفل. فلا
يستطيع إبليس أن يقترب منهما. أما الأسفل فهو مكان السجود والخضوع لله. وأما الأعلى
فهو مكان صعود الصلاة والدعاء. وهذان المكانان لا يستطيع إبليس أن يقترب منهما.
(وَقُلْنَا يَـٰٓـَٔادَمُ ٱسْكُنْ أَنتَ
وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا
هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ )
{ وقُلْنَا } أتى بضمير " نا " ضمير الجمع، لأن الله
واحد أحد، ولكنهم يسمونها: نون الكبرياء ونون العظمة.إذن فكل حدث يأتي فيه الحق
تبارك وتعالى بنون الكبرياء ونون التعظيم. لأن كل فعل من الأفعال يحتاج إلى صفات
متعددة حتى يتم. فإذا أراد الإنسان أن يفعل شيئا فإنه يقتضي منه قوة ويقتضي منه
علما ويقتضي منه قدرة ويقتضي منه حكمة.. إذن فهناك صفات كثيرة موجودة يقتضيها
الفعل.ولكن حين يتكلم الحق سبحانه وتعالى عن شهادة التوحيد يقول " إنني أنا الله "
ولا يقول: إنما نحن الله.. لأنه جل جلاله. يريد توحيدا. ففي موقع التوحيد يأتي
بضمير الإفراد واحد أحد.. أما في صدر الأحداث. فيأتي بضمير الكبرياء والعظمة. قال
تعالى: { وَٱلسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا
لَمُوسِعُونَ } ,وعندما أراد الحق تبارك وتعالى أن يمتدح إبراهيم قال: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً }
- ما معنى أُمَّة؟
أي جامعا لصفات الخير التي لا تجتمع في فرد ولكنها تجتمع في أمة. فالأمة تجتمع فيها
صفات الخير.. هذا متميز بالصدق، وذلك بالشجاعة. وهذا بالحلم. فأراد الحق سبحانه
وتعالى أن يقول إن إبراهيم كان أمة أي أنه كان جامعا لصفات الخير.
يَآءَادَمُ :آدم اسم علم على المسمى الذي هو أول خلق الله من
البشر.
ٱسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ
ٱلْجَنَّةَ : لما خلق الله آدم وفضله; أتم نعمته عليه بأن خلقَ له زوجةًً
ليسكن إليها; ويستأنس بها; خلقَ آدمَ من طينٍ, وخلقَ حواءَ من آدمَ وخلقَنَا من
آدمَ وحواءَ., والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالَ: إنَّ المرأةَ خُلِقَتْ مِن
ضلعٍ. وقيل خلقها من ضلعه الأيسر. وقال تعالى : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) سورة النساء
1
قال: (اسكُن) ولم يقل:
(اُدخل) وما الفرق بين اُسكُن واُدخُل؟
اُسكُن يفيد
الدُّخول وزيادة، وهو التمّكُن في دخوله وسَكنِه.
" واسكن "
تحتاج إلى عنصرين: الهدوء والاطمئنان.. هذا هو معنى اسكن. توفير الهدوء والاطمئنان،
ومنه أخذ اسم السكن. وإذا فقد المكان الذي يسكن فيه عنصرا من هذين العنصرين وهما
الهدوء والطمأنينة لا يقال عليه مسكن. والزوجة سميت سكنا كما جاء في قوله
تعالى:{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً }
[الروم: 21] لأن الهدوء والرحمة والبركة تتوافر في الزوجة
الصالحة.
وأمرهما بسكنى الجنة; (اسْكُنْ
أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) وكان من الممكن أن يقول اسكن وزوجك لأن الفاعل
في فعل الأمر دائما مستتر. ولكنه سبحانه قال: اسكن أنت وزوجك.. جاء بالضمير ليفصل
بين اسكن وبين زوجك حتى لا يعطف الاسم على الفعل. تأكيد للضمير المستتر ليعطف عليه
(وزوجك) حواء, فلا نظن أن أنت هو فاعل الفعل اسكن. ولكنه ضمير
والله سبحانه وتعالى أسكن آدم الجنة. وبعض الناس يقول: أنها جنة الخلد التي
سيدخل فيها المؤمنون في الآخرة. وبعضهم قال: لولا أن آدم عصى لكنا نعيش في الجنة.
نقول لهم لا.. جنة الآخرة هي للآخرة ولا يعيش فيها إنسان فترة من الوقت ثم بعد ذلك
يطرد منها بل هي كما أخبرنا الله تعالى جنة الخلد.. كل من دخلها عاش في نعيم أبدي.
إذن فما هي الجنة التي عاش فيها آدم وحواء؟ إذا قرأنا القرآن الكريم نجد أن الحق
سبحانه وتعالى قد أطلق لفظ الجنة على جنات الأرض. والجنة تأتي من لفظ " جن " وهو
الستر، ذلك أن فيها أشجارا كثيفة تستر من يعيش فيها فلا يراه أحد. وفيها ثمرات
تعطيه استمرار الحياة فلا يحتاج إلى أن يخرج منها. ونجد في القرآن الكريم قوله
تعالى:{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ
ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ
}[القلم: 17-18] وهذه قصة الأخوة الذين كانوا يملكون جنة من جنان الأرض
فمنعوا حق الفقير والمسكين واليتيم، فذهب الله بثمر الجنة كلها وأحرق أشجارها.
وهناك في سورة الكهف قصة صاحب الجنتين: في قوله تعالى:{ وَٱضْرِبْ
لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ
وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً }[الكهف: 32]
وهي قصة ذلك الرجل الذي أعطاه الله جنتين.. فبدلا من أن يشكر الله تعالى على نعمه..
كفر وأنكر البعث والحساب.
وفي سورة سبأ قال تعالى عن أهل
سبأ الذين هداهم الله وبين لهم الطريق المستقيم ولكنهم فضلوا الكفر. { لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ
وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ
وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ
وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ
وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ
نُجَٰزِيۤ إِلاَّ ٱلْكَفُورَ }[سبأ: 15-17]
-وهكذا
نرى أن الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قد أطلق لفظ الجنة على جنات الدنيا،
ولم يقصره على جنة الآخرة.إذن فآدم حين قال له الله سبحانه وتعالى: { ٱسْكُنْ أَنتَ
وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ }[الأعراف: 19] فهي ليست جنة الخلد ,ولذلك لا يقال: كيف دخل
إبليس الجنة بعد أن عصى وكفر، لأن هذه ليست جنة الخلد ولابد أن تنتبه إلى ذلك جيدا
حتى لا يقال أن معصية آدم هي التي أخرجت البشر من الجنة. لأن الله تعالى قبل أن
يخلق آدم حدد مهمته فقال:{ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ
إِنِّي جَاعِلٌ فِي ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً }[البقرة: 30] فآدم مخلوق للخلافة في
الأرض ومن صلح من ذريته يدخل جنة الخلد في الآخرة، ومن دخل جنة الخلد عاش في النعيم
خالدا. وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا الحق سبحانه وتعالى ضمن لآدم
الحياة، وليست الحياة فقط ولكن رغدا.
- ومامعنى الرَغَد
؟ الرَّغَد يتضَّمن معنيين :
المعنى الأوّل: الهنيء الذّي
لا عناء فيه.
والمعنى الثّاني : والواسع الكثير, هنيءٌ
واسعٌ وكثير.
فالله أتاح لآدم كلَّ شيء هنيئاً واسعاً،
هيّناً يسيراً حصوله عليه، بخلاف ما جاء في الأعراف فلم يأتي لفُظ الرّغد لماذا؟
لأنَّ السِّياق هناك في ذكر الأحوال فقط، أمّا هنا في تَعَدُّد وتِعداد النّعم
وبيان الفضل. الأكل منها رغدا واسعاً هنيئا، أي مباحا وبلا تعب وعن سعة وبدون
مشقة.ولا حجر فيه { حَيْثُ شِئْتُمَا } أي: من أصناف الثمار
والفواكه; نلاحظ هنا أن المباح كثير والممنوع قليل. فكل ما في الجنة من الطعام
والشراب مباح لآدم، ولا قيد إلا على شيء واحد.. شجرة واحدة من بين ألوف الأشجار
التي كانت موجودة في الجنة.. شجرة واحدة فقط هي الممنوعة. وقال الله له: { إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى وَأَنَّكَ لَا
تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى } هذه عناصر الحياة التي وفرها الله لآدم
وزوجه في الجنة. وهكذا نرى من الأوصاف التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لنا لهذه
الجنة أنها ليست جنة الآخرة. لأنه أولا فيها تكليف. في قوله تعالى: { وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ } وجنة الآخرة لا تكليف
فيها، والحق تبارك وتعالى أباح لآدم وحواء أن يأكلا كما يشاءان من الجنة ولا تقربا
هذه الشجرة) ، في هذه الجملة دليلٌ على أنّ آدم لا يدوم في الجنّة، دليلُ على أنّ
سُكنى آدم وأكله في الجنّة لا يدوم بقرينة النّهي عن القُربان، لأنّ المُخَلّد في
الشَّيء لا يُناسَب أن يُحظر عنه شيء أو يُقيّد أو يُنهى عن شيء، لأنّه احتمال أن
ينال منه، أو يَطعم منه فيُخرج من الجنّة.
.وإذا نظرنا
إلى منهج السماء إلى الأرض نجد أن الله سبحانه وتعالى قد أباح فيه نعما لا تعد
ولاتحصى وقيد فيه أقل القليل.. فالذي نهانا الله عنه بالنسبة لنعم الأرض هو أقل
القليل، كما كان في جنة آدم شجرة واحدة والمباح بعد ذلك كثير. وهذا إحتبار وإمتحان
لآدم ، الجنةُ كلُّها أمامَك كُلْ مِنها حيث تشاءُ لكن دون أن تقربَا هذه الشجرةَ .
انتبهوا هنا ,النهيُ عن الاقترابِ أبلغُ في النهي من التحريمِ. أي لا تقتربا من
مكانها. ولكن لماذا لم يقل الحق سبحانه وتعالى ولا تأكلا من هذه الشجرة ؟ لأن الله
جل جلاله رحمة بآدم وزوجه كان لا يريدهما أن يقعا في غواية المعصية. فلو أنه قال:
ولا تأكلا من هذه الشجرة لكان مباحا لهما أن يقتربا منها فتجذبهما بجمال منظرها
ويقتربا من ثمارها فتفتنهما برائحتها العذبة ولونها الجذاب. حينئذ يحدث الإغواء.
وتمتد أيديهما تحت هذا الإغراء إلى الشجرة ليأكلا منها. ولذلكَ اللهُ عندما ينهى عن
شئٍ بقولِه: (وَلَا تَقْرَبُوا) يكون أشد في الحرمةِ من
قوله لا تفعلوا كذا... ولذلك قال تعالى: [color="red"](وَلَا تَقْتُلُوا
أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ) سورة الأنعام 151 or=red]](وَلَا
تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ...) سورة الإسراء
من الآية33 ، سورة الأنعام من الآية151 ولكنْ في الزنا قال: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا.....) سورة الإسراءمن الآية 32 .
- هنا قال: (وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ
الشَّجَرَةَ) لماذا؟ لأنَّّ الاقترابَ منها يؤدي إلى أنكما تأكلانِ منها,
وأنت منهيٌّ عن الأكلِ منها, فحتى لا تأكل منها, لا تقتربْ منها. ولكن الله تعالى
يعلم أن النفس البشرية إذا حرم عليها شيء ولم تحم حوله كان ذلك أدعى ألا تفعله.
فالله تعالى حين حرم الخمر لم يقل حرمت عليكم الخمر وإلا كنا جلسنا في مجالس الخمر
ومع الذين يشربونها. أو نتاجر فيها وهذا كله إغراء بشرب الخمر.. ولكنه قال:{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ
وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }هذا النص الكريم قد جعلنا نبتعد عن الأماكن التي
فيها الخمور. فلا نجلس مع من يشربونها، ولا نتاجر فيها حتى لا نقع في المعصية.
والحق جل جلاله يقول في المحرمات: " لا تقربوا " واجتنبوا.. أي لا تحوموا حولها.
لأنها إذا كانت غائبة عنك فلا تخطر على بالك فلا تقع فيها. ولذلك يقول الرسول صلى
الله عليه وسلم: " إنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ والْحَرَامَ بَيِّنٌ
وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه
وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه
ألا وإن لكل مَلَكٍ حِمَى ألا وإِن حمى الله محارمه "
بعض الناس يقبلون على شرب الخمر ويقولون إنه لم يرد فيها تحريم صريح.. فلم
تأت مسبوقة بكلمة حرمت.. نقول إن كلمة اجتنبوا. أشد من التحريم. فقوله تعالى: { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَانِ } معناه ألا تنظر
حتى إلى الصنم. واجتناب الخمر ألا تقع عينك عليها..
فالنهيُ
عن القربانِ من باب سدِّ الذرائعِ؛ لأن الوسائلَ التي تفضي إلى الحرامِ حكمُها أنها
محرَّمةٌ, والوسائلُ التي تفضي إلى المباحِ تكونُ مباحةً, والوسائلُ التي تفضي إلى
معصيةٍ تكون معصيةً, والوسائلُ التي تفضي إلى طاعةٍ تكونُ طاعةً. ولذلك النظرةُ
حرامٌ؛ لأنَّ النظرةَ تؤدي إلى الزِّنا.
وقد
اختلف في هذه الشجرة ما هي. قال الإمام العلامة أبو جعفر بن جرير رحمه الله:
والصواب في ذلك أن يقال إن الله عز وجل ثناؤه نهى آدم وزوجته عن أكل شجرة بعينها من
أشجار الجنة دون سائر أشجارها فأكلا منها ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين
لأن الله لم يضع لعباده دليلا على ذلك في القرآن ولا من السنة الصحيحة وقد قيل:
كانت شجرة البر. وقيل كانت شجرة العنب.
وقيل كانت شجرة
التين. وجائز أن تكون واحدة منها وذلك علم إذا علم لم ينفع العالم به علمه وإن جهله
جاهل لم يضره جهله به والله أعلم وكذلك رجح الإبهام الرازي في تفسيره وغيره وهو
الصواب. فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) أنتَ وزوجُك تكونانِ من الظالمين: أي أي من
العاصين الذين ظلموا أنفسهم بمعصية الله. دل على أن النهي للتحريم لأنه رتب عليه
الظلم. الظلم هو الجور والتعدي على حقوق الغير. والظالم هو من أخذ فوق ما يستحقه
بغير حق.
- كيف يظلم
الإنسان نفسه ؟ قد يظلم الإنسان غيره. ولكنه لا يظلم نفسه
أبدا لأنه يريد أن يعطيها كل ما تشتهيه . وهذا هو عين الظلم للنفس. لأنه أعطاها
شهوة عاجلة في الدنيا. ربما استمرت ساعات. وحرمها من نعيم أبدي في الآخرة. فكأنه
ظلمها بأن أعطاها عذابا أليما في الآخرة مقابل متعة زائلة لا تدوم.. وهناك من يبيع
دينه بدنياه. ولكن أظلم الناس لنفسه من يبيع دينه بدنيا غيره. يشهد زورا ليرضي
رئيسا. أو يتقرب لمسئول. أو يرتكب جريمة.. فال تعالى:{
وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ
ٱللَّهَ }[آل عمران: 135]
أقول قولي هذا واستغفر
الله لي ولكم
اللهم لك الحمد بما أنعمت علينا به
وأوليت
اللهم ما كان من توفيق فلك الحمد عليه أنت
وحدك
وما كان من خطأ فأسأله العفو فالحمد
لله
اللهم ألهمنا رشدنا ووفقنا لما تحب
وترضى
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لااله الا أنت نستفغرك
ونتوب اليك | |
|
د.بشرى
ادارة المنتدى ودكتورة طب عام
sms : لا تنس ذكر الله.
الجنس :
عدد المساهمات : 39326
تاريخ التسجيل : 09/06/2011
العمل/الترفيه : طبيبة عامة في القطاع الخاص.
المزاج : هادئة جدا.
| | موضوع: رد: الدرس الثاني من دروس التفسير (المرحلة الثانية) ه الأحد فبراير 10, 2013 9:40 am | |
| <a href="http://www.gulfup.com/" target="_blank" title="مركز تحميل الصور"><img src="http://im34.gulfup.com/QOR9l.gif" border="0" alt="مركز تحميل الصور" /></a> | |
|
روعة المنتدى
نائبة المديرة
sms :
الجنس :
عدد المساهمات : 35966
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : بين من اختارهم قلبي
العمل/الترفيه : مشرفه سابقا قسم الحمل والولاده والاستشارات الطبيه
المزاج : هادئة جدا.
| | موضوع: رد: الدرس الثاني من دروس التفسير (المرحلة الثانية) ه السبت فبراير 16, 2013 4:17 am | |
| عطرتي صفحتي بتواجدك العطر
فلا تحرميني طلتك | |
|
