قبل أن نبدأ بتعريف الإقناع، دعنني أسوق لكنّ قصة قصيرة:
تروي بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه ؛ وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد والرجل يزداد تمسكاً بمعطفه وإصراراً على ثباته وبقاءه حتى حل اليأس بالرياح فكفت عنه ؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا . وجاء دور الشمس فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها فما أن شاهدها حتى خلع معطفه مختاراً راضياً...
المغزى: إن الإكراه والمضايقة توجب المقاومة وتورث النزاع بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة ويقودان للتغيير بسهولة ويسر ورضا .
ممّا سبق نستطيع تعريف الإقناع كالآتي:
تأثير سليم ومقبول على القناعات لتغييرها كلياً أو جزئياً من خلال عرض الحقائق بأدلة مقبولة وواضحة لحثّ الآخرين على فهم وتأييد وجهة نظرك ، و كسبهم الى جانبك ، فيما تحاولين نقله اليهم من معلومات ،أو حقائق.
ويظهر جلياً من التعريف السابق أن الإقناع فرع عن إجادة مهارات الاتصال والتمكن من فنون الحوار وآدابه .وتتداخل بعض الكلمات في المعنى مع الإقناع مع وجود فوارق قد تكون دقيقة إلى درجة خفائها عن البعض ؛ ومن أمثال هذه الكلمات : الخداع ، الإغراء ، التفاوض . فبعضها تهييج للغرائز وبعضها تزييف للحقائق وبعضها مجرد حل وسط واتفاق دون اقتناع وهكذا .
عناصر الإقناع:
لكي يكون الإقناع مؤثرا حقا يجب توافر ثلاثة عناصر : الثقة ، المنطق، العاطفة.
الثقة:أن تكوني واثقة تماما في صحة ما تريدين الإقناع به.. حتى تستطيعي أن تزرعي الثقة فيما تقولين في نفسية زوجك عن طريق لغة الجسد وهيئة ونغمة الصوت والاستعداد الشخصي. مثلا لا تفكري مجرد التفكير في إقناع زوجك بإستقدام شغالة فقط لان صديقاتك او اهلك نصحنك بذلك من باب "المنظرة"، إن كنت من النوع الذي لا يتخذ قراراته بنفسه و يسمح للناس بالتاثير فيه عليك ان تبحثي عن دورة لبناء الثقة في الذات لا لفن الإقناع.
المنطق: اعرضي وجهة نظرك بطريقة منطقية لا مراء فيها و اجعلي حديثك متناسقا و منظّما و نقاطك متسلسلة حتى تصل بشكل سهل و مفهوم إلى عقل زوجك.
لتضمني حوارا ناجحا معه إستعملي جملا قصيرة و مباشرة و إستخدمي مصطلحات واضحة و صريحة، لا تستعملي الكلمات التي تفهم على اكثر من وجه و لا تتلاعبي بالالفاظ، إختصري الكلمات و كثفي المضمون و إحرصي على ان تكون بداية الحديث و نهايته و الهدف منه بمنتهى الوضوح.
العاطفة : حركي مشاعره ..أقنعيه بأن لديك هدفاً واحدا وهو مصلحته و إجعليه يشعر بانه سيقوم بالامر منطلقا من رغبته هو لا رغبتك انت